تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشف مسؤولون في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت قناة الجزيرة عن صحيفة "واللا"، أن الهجوم الأخير الذي شنه مقاتلو حماس في خان يونس لم يكن الأول من نوعه، بل سبقه هجوم آخر قبل يومين لم يتم الإعلان عنه رسميًا. 

وأكد المسؤولون أن هذه الهجمات تعكس تصاعد جرأة مقاتلي حماس في مهاجمة القوات الإسرائيلية ومحاولات أسر الجنود، وهو ما يضع الجيش أمام تحديات تكتيكية جديدة في جنوب قطاع غزة.

محاولة أسر جنود في بيت حانون

أوضحت المصادر الإسرائيلية أن ثمانية مسلحين تابعين لحماس حاولوا قبل يومين أسر جنود إسرائيليين في بيت حانون، ما يعكس استراتيجية الحركة في استهداف القوات على امتداد الحدود مع قطاع غزة. ورغم فشل العملية، إلا أنها تكشف عن قدرة حماس على التخطيط المسبق ودراسة نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي.

وأشار المسؤولون إلى أن هذه المحاولات تمثل تصعيدًا جديدًا، حيث بدأت حماس في تنفيذ عمليات معقدة تستهدف القوات الإسرائيلية بشكل مباشر، ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي إعادة تقييم استراتيجياته الميدانية وتكتيكاته الدفاعية.

دراسة سلوك القوات الإسرائيلية

أكدت التقارير أن حماس درست سلوك القوات الإسرائيلية في موقع الهجوم بخان يونس، وهو ما ساعدها في تنفيذ عملياتها بشكل أكثر فاعلية. وأوضح ضباط إسرائيليون أن هذه الدراسة مكنت المقاتلين من استغلال نقاط ضعف الجيش وتوقيت التحركات بعناية، ما يزيد من صعوبة رد الفعل السريع للقوات.

وأضافت المصادر أن الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثب هذه التطورات، ويجري تحليلات مستمرة لسلوك المقاومة لتحديد أفضل السبل للتعامل مع الهجمات القادمة وحماية الجنود والمعدات العسكرية.

تصاعد الجرأة وسط المواجهات

أكد ضباط إسرائيليون أن جرأة مقاتلي حماس في مهاجمة الجيش ومحاولة أسر الجنود زادت بشكل واضح في الفترة الأخيرة. وأشاروا إلى أن هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة من العمليات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي استخدمت فيها المقاومة تكتيكات حرب استنزاف واستهداف مباشر للقوات الإسرائيلية.

وأوضح الضباط أن الجيش يراقب عن كثب تحركات حماس في خان يونس وبقية المناطق الجنوبية للقطاع، مع الاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية إذا لزم الأمر، لضمان السيطرة على الوضع ومنع أي تسلل أو هجمات مستقبلية.

الحوادث العسكرية الأخيرة

من جانب آخر، أفاد ضابط إسرائيلي بأن دهس مقاتل فلسطيني بواسطة دبابة إسرائيلية يظهر أن التماس وقع من نقطة صفر، أي من أقرب مسافة ممكنة أثناء الاشتباك. ويشير هذا الحادث إلى طبيعة المواجهات المتقاربة والخطرة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس، ويعكس التوتر الشديد في مواقع الاشتباك المباشر جنوب قطاع غزة.

وأشار الضابط إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرس نقاط ضعف قواته في مواجهة تكتيكات المقاومة، في ظل استعداداته لتوسيع العمليات في المنطقة إذا صدر الأمر بذلك من القيادة العسكرية العليا.

تكتيكات المقاومة في خان يونس

تؤكد المصادر أن حماس تعتمد على دراسة دقيقة لسلوك الجيش الإسرائيلي قبل أي هجوم، مع التركيز على التوقيت والمواقع المناسبة لتنفيذ عمليات الاستهداف. ويضيف الخبراء العسكريون أن هذه التكتيكات تتطور باستمرار، حيث يسعى مقاتلو الحركة إلى تعلم أساليب الجيش وتطوير مهاراتهم في الميدان لتحقيق أكبر تأثير ممكن وتقليل الخسائر.

كما أشارت التقارير إلى أن حماس تستفيد من معرفة الجغرافيا المحلية والتضاريس في خان يونس لتنفيذ عملياتها، وهو ما يعقد مهمة الجيش الإسرائيلي ويزيد من المخاطر على قواته أثناء المواجهات المباشرة.

الرد الإسرائيلي والتحركات القادمة

أكد الجيش الإسرائيلي أن التعامل مع الهجمات الأخيرة يتطلب تكتيكات جديدة وتحليلات دقيقة لضمان حماية الجنود والمعدات العسكرية. وأوضح ضباط في قيادة المنطقة الجنوبية أن الجيش يراقب عن كثب تحركات حماس، ويستعد لتوسيع العمليات العسكرية في حال الحاجة، لضمان السيطرة على نقاط الاشتباك ومنع أي تسلل أو محاولة أسر مستقبلية.

كما يتم تعزيز المراقبة الاستخباراتية والتكتيكية لضمان ردود فعل سريعة ودقيقة ضد أي هجوم محتمل من مقاتلي المقاومة.

تكشف التقارير عن تصاعد جرأة مقاتلي حماس في خان يونس، مع محاولات أسر الجنود الإسرائيليين ودراسة نقاط ضعف الجيش، ما يزيد من تعقيد العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة.

ويشير الخبراء العسكريون إلى أن هذه التطورات تضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات جديدة، وتستدعي تكتيكات دقيقة وتحليلات مستمرة لمواجهة عمليات المقاومة. ومع استمرار الهجمات ودراسة الجيش لمواقع الاشتباك، يبقى جنوب قطاع غزة منطقة حساسة تتطلب مراقبة مكثفة واستعدادًا دائمًا للتصعيد العسكري.