تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أفادت هيئة البث الإسرائيلية لقناة الجزيرة بأن مقاتلين في لواء غفعاتي وجهوا نداءً لقادتهم العسكريين بعدم دخول قطاع غزة في وضح النهار وبمركبات غير محمية، مشيرين إلى المخاطر العالية التي قد تهدد حياتهم أثناء العمليات العسكرية. تأتي هذه التحذيرات وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، حيث تزداد حدة المواجهات مع المسلحين الفلسطينيين في مناطق مثل خان يونس وغزة المدينة.

الجنود يناشدون القيادة: مخاطر الدخول المكشوف

وفقًا للتقارير، ناشد مقاتلو لواء غفعاتي قادتهم العسكريين بعدم التقدم خلال النهار، خصوصًا باستخدام مركبات غير مدرعة، نظرًا لاحتمالية التعرض لإطلاق النار المباشر والقذائف الصاروخية من قبل المسلحين الفلسطينيين.

وأوضح الجنود أن دخول مناطق الاشتباك في وضح النهار يعرضهم لمخاطر غير محتسبة، إذ يسهل على المسلحين تحديد مواقعهم واستهدافهم بدقة عالية، ما قد يؤدي إلى خسائر بشرية جسيمة.

اللواء والمركبات غير المحمية

يشير التحذير إلى أن استخدام مركبات غير محمية في مواجهة نيران المسلحين يعد خيارًا محفوفًا بالمخاطر. وأكد الجنود أنهم بحاجة إلى توفير معدات محمية ووسائل حماية إضافية لضمان سلامتهم أثناء التقدم داخل قطاع غزة، حيث الظروف القتالية عالية التعقيد.

ويضيف التقرير أن هذه المخاطر تأتي في ظل تزايد الاشتباكات المباشرة مع مسلحين فلسطينيين يستخدمون أسلحة رشاشة وصواريخ مضادة للدروع، ما يجعل أي تحرك مكشوف عرضة للهجوم الفوري.

التوقيت وأهمية التخطيط

أوضح الجنود أن الدخول في وضح النهار يزيد من إمكانية كشف المواقع العسكرية، على عكس العمليات الليلية التي توفر لهم ميزة التخفي والتحرك الآمن. ويشير هذا التحذير إلى أهمية التخطيط الدقيق للعمليات والتنسيق بين الوحدات لتقليل المخاطر على الجنود.

كما أن توقيت الهجوم ووقت التقدم داخل المناطق المشتعلة بالقتال يعتبران عاملين حاسمين في نجاح العمليات العسكرية وتقليل الخسائر.

المخاطر الصحية والنفسية للجنود

لا تقتصر المخاطر على التعرض لإطلاق النار فحسب، بل تشمل أيضًا الإرهاق النفسي والجسدي الناتج عن التوتر المستمر والخوف من الهجمات المفاجئة. الجنود الذين يشعرون بالضغط والتعرض المستمر للخطر قد يعانون من تأثيرات نفسية طويلة المدى تؤثر على أدائهم في الميدان.

وأكد الخبراء العسكريون أن الاهتمام برفاهية الجنود وتجهيزاتهم الواقية جزء أساسي من استراتيجية الجيش للحفاظ على جاهزية الوحدات الميدانية في بيئات قتالية معقدة مثل قطاع غزة.

الرد العسكري الإسرائيلي

على الرغم من التحذيرات، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الوحدات العسكرية تتحرك وفق خطط دقيقة تتضمن تقديرات للمخاطر وتوزيع القوات بطريقة تقلل من تعرضها للهجمات المباشرة.

ويضيف الجيش أن أي عملية يتم التخطيط لها تأخذ بعين الاعتبار توصيات الجنود على الأرض، بما في ذلك ضرورة استخدام مركبات مدرعة ومعدات حماية إضافية عند الاقتراب من مناطق الاشتباك.

أهمية التنسيق بين القيادة والجنود

تحذيرات مقاتلي لواء غفعاتي تؤكد أهمية التواصل بين الجنود الميدانيين والقيادة العسكرية. إذ أن الخبرة العملية للجنود على الأرض تساعد القيادة في تقدير حجم المخاطر واتخاذ القرارات الأكثر أمانًا قبل تنفيذ أي تحرك عسكري.

ويُعتبر هذا النوع من التحذيرات مؤشرًا على الوعي الأمني العالي لدى القوات، ويسهم في الحد من الخسائر البشرية وضمان تحقيق أهداف العمليات العسكرية بأمان نسبي.

تكتيكات لتقليل المخاطر

تعمل القوات الإسرائيلية على تطبيق عدة تكتيكات للحد من المخاطر في العمليات العسكرية، منها:

استخدام مركبات مدرعة بالكامل عند الاقتراب من مناطق عالية التهديد.

التحرك في فترات منخفضة الرصد مثل الليل لتقليل احتمالية التعرض للهجوم المباشر.

تعزيز المراقبة الاستخباراتية والتنسيق مع قوات الدعم الجوي لتأمين مواقع القوات أثناء التقدم.

أثر التحذيرات على سير العمليات

تحذيرات الجنود تؤثر على خطط القيادة العسكرية، حيث يجب إعادة تقييم مخاطر الدخول المكشوف وتوقيت العمليات. ويؤكد الخبراء أن الأخذ بهذه التحذيرات يساهم في زيادة فعالية القوات وتقليل الخسائر البشرية، كما يعزز من قدرة الجيش على تنفيذ مهامه في قطاع غزة بشكل أكثر أمانًا.

تحذيرات مقاتلي لواء غفعاتي بشأن دخول قطاع غزة في وضح النهار وبمركبات غير محمية تكشف عن حساسية العمليات العسكرية في مناطق حضرية عالية التهديد. الجنود أشاروا إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد حياتهم، بما في ذلك إطلاق النار المباشر والصواريخ المضادة للدروع، الأمر الذي يتطلب تخطيطاً دقيقاً واستخدام معدات مدرعة وحماية إضافية.

بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في جنوب قطاع غزة، يظل تقييم المخاطر والتواصل بين الجنود والقيادة عنصرًا أساسيًا لضمان سلامة القوات وتحقيق الأهداف العسكرية بكفاءة. التحذيرات تمثل مؤشرًا على الوعي الأمني للجنود وأهمية تعزيز الإجراءات الوقائية في بيئة قتالية معقدة، لضمان نجاح العمليات والحد من الخسائر البشرية.