-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
د. عبد الرزاق الدليمي: المنطقة على أعتاب تحولات كبرى من بغداد إلى إسطنبول
في حوار خاص مع "180 تحقيقات"
د. عبد الرزاق الدليمي: المنطقة على أعتاب تحولات كبرى من بغداد إلى إسطنبول
-
15 مايو 2025, 7:59:32 م
-
483
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الأستاذ الدكتور عبد الرزاق محمد الدليمي،
في قراءة تحليلية عميقة لمجموعة من الملفات الإقليمية والدولية، أكد الأستاذ الدكتور عبد الرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق، في حوار خاص مع موقع "180 تحقيقات"، أن الشرق الأوسط يشهد تحولات استراتيجية دقيقة تتقاطع فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيرًا إلى أن العراق وإيران وتركيا باتوا جميعًا في قلب مشهد سياسي إقليمي تتصارع فيه الإرادات والمصالح.
زيارة ترامب: تحالفات مصلحية وتجاهل للحقوق
استهلّ د. الدليمي حديثه بالإشارة إلى زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمنطقة، والتي وصفها بأنها كانت أولى جولات ترامب الخارجية كرئيس، لكنها لم تكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل حملت أبعادًا استراتيجية هامة.
وأشار إلى أن ترامب سعى من خلال هذه الجولة إلى تثبيت تحالفات إقليمية لمواجهة النفوذ الإيراني، وشجّع على شراكات اقتصادية وعسكرية ضخمة، مع تقديم وعود بالاستثمار وصفقات سلاح كبيرة، مؤكدًا أن البعد الاقتصادي كان حاضرًا بقوة في هذه الجولة.
وأضاف أن ترامب تجاهل القضايا الحقوقية والديمقراطية في مقابل بناء تحالفات براغماتية ترتكز على المصالح المشتركة، لا سيما مع دول الخليج، وهو ما مهد الطريق لاحقًا لسياسات التطبيع مع إسرائيل.
77 عامًا على النكبة.. والذاكرة الفلسطينية لا تموت
فيما يخص الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، شدد د. الدليمي على أن هذا الملف لا يزال يمثل جوهر الصراع في المنطقة، موضحًا أن التهجير القسري للفلسطينيين عام 1948 هو اللبّ الأساسي لأي فهم عميق لحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وحذّر من أن تجاهل ملف اللاجئين أو تهميشه لن يؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الصراع، مشيرًا إلى أن الذاكرة الجمعية الفلسطينية لم تضعف بمرور الزمن، بل ازدادت ارتباطًا بحق العودة والتمسك بالهوية الوطنية.
وأكد أن أي حل مستقبلي لا بد أن يكون شاملًا يعالج البعد الإنساني والتاريخي والقانوني للنكبة، وليس مجرد حل أمني أو سياسي سطحي.
إسطنبول والمفاوضات: هل تضع تركيا نهاية لحرب الاستنزاف الأوروبية؟
انتقل د. الدليمي للحديث عن دور تركيا ومفاوضات إسطنبول المحتملة بشأن الحرب في أوكرانيا، معتبرًا أن ما نشهده اليوم هو "حرب استنزاف" حقيقية تستنزف أوروبا بشريًا واقتصاديًا، من خلال التضخم، اضطراب الطاقة، وتعطيل سلاسل الإمداد.
وأضاف أن تركيا تلعب دور الوسيط النشط نظرًا لعلاقاتها المتوازنة مع الطرفين المتنازعين وموقعها الجغرافي، لكن نجاح المفاوضات في إسطنبول مرتبط بعدة عوامل، أهمها:
مدى واقعية الأطراف المتصارعة واستعدادها لتقديم تنازلات.
فعالية الوساطة التركية وقدرتها على بناء الثقة.
المصالح الجيوسياسية الكبرى التي قد تدعم أو تعرقل الحل.
ورغم صعوبة المشهد، اعتبر أن المفاوضات تبقى المسار الأوحد لوقف هذا النزيف.
لقاء قاآني – الأعرجي: العراق محور للوساطة أم ساحة نفوذ؟
أوضح د. الدليمي أن العراق يحاول استعادة موقعه كوسيط إقليمي فاعل من خلال استضافة قمم وحوارات، خصوصًا بين إيران والسعودية، معتبرًا أن اللقاء بين قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي له دلالات استراتيجية عميقة.
وصرّح بأن هذا اللقاء ليس عابرًا، بل يعكس:
حجم النفوذ الإيراني في العراق عبر الحشد الشعبي والفصائل السياسية.
دور الأعرجي كقناة اتصال رئيسية بين طهران ودول المنطقة.
العمل على ملفات أمنية مشتركة تتعلق بالحدود والفصائل المسلحة.
وأكد أن هذا الحراك الإيراني قد يرتبط بتطورات الملف النووي، أو رغبة طهران في ضبط علاقاتها مع الجوار الإقليمي.
وأضاف أن العراق، رغم ضعفه البنيوي، يحاول استثمار علاقاته المتوازنة مع مختلف الأطراف لاستضافة قمة إقليمية قد تشكل نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا، بشرط ضمان مشاركة إيرانية فاعلة وتوافق إقليمي مسبق.
الشرق الأوسط بين التحولات والتحالفات
اختتم د. عبد الرزاق الدليمي حديثه بالتأكيد على أن المنطقة تقف على مفترق طرق حاسم، من بغداد إلى إسطنبول، مرورًا بالرياض وطهران، حيث تتقاطع الأزمات والفرص، وترتسم ملامح مرحلة جديدة لا تزال قيد التشكل.
وقال إن نجاح أي مساعٍ للحل، سواء في الملف الفلسطيني، أو الحرب في أوكرانيا، أو التوترات الخليجية الإيرانية، يتطلب:
مقاربات واقعية وشاملة تتجاوز الحلول المؤقتة.
إرادة سياسية حقيقية من الأطراف الفاعلة.
دور إقليمي أكثر توازنًا ومسؤولية.










