مستقبل ضبابي وتحولات مفتوحة

الدليمي لـ"180 تحقيقات": المنطقة على صفيح ساخن واحتمالات الحرب الإقليمية تلوح في الأفق

profile
  • clock 10 مايو 2025, 1:08:05 م
  • eye 474
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي،

في حديث خاص مع موقع 180 تحقيقات، قدّم الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة بغداد، تحليلاً معمّقًا للمشهد الإقليمي المتأزم، متناولًا التهديدات المتعددة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وتداعيات زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المحتملة، بالإضافة إلى ملف غزة المعقّد واحتمالات التوصل إلى هدنة.

 

التوتر الإقليمي.. عوامل تؤجج نار الحرب

 

وقال الدليمي في حديث خاص لـ"180 تحقيقات" لا تزال منطقة الشرق الأوسط تعاني من هشاشة أمنية وتوازنات دقيقة قابلة للانفجار في أي لحظة. ووفقًا للدكتور الدليمي، فإن احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة لا يمكن استبعاده كليًا، رغم صعوبة التنبؤ به. وتتعدد الأسباب التي تغذي هذا الاحتمال:

 

1. بؤر التوتر المتعددة

من الملفت للنظر أن النزاعات المشتعلة أو الكامنة، من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى حروب الوكالة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، تجعل من المنطقة مسرحًا دائمًا للتقلبات الحادة. التنافس الحاد بين إيران ودول الخليج، المدعومة من قوى غربية، يشكّل عامل ضغط متواصل يعقّد من إمكانية الاستقرار.

2. ديناميكيات الصراع بين القوى الإقليمية

كل دولة تسعى لتعزيز نفوذها وسط حالة من الريبة وانعدام الثقة. امتلاك البعض لأسلحة متقدمة، وسعي آخرين لامتلاكها، يزيد من التوترات ويغذي سباق تسلح غير معلن.

3. التدخلات الدولية.. تعقيد إضافي

تلعب القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، والصين دورًا حاسمًا في التوازنات، إلا أن تدخلها غالبًا ما يكون مفاقمًا للأزمات بدلاً من تهدئتها. الدعم العسكري والسياسي لبعض الأطراف يساهم في إطالة أمد الصراعات وتعقيد الحلول.

4. غياب آليات لفض النزاعات

افتقار المنطقة إلى مؤسسات إقليمية فاعلة لحل الأزمات بالطرق السلمية، يزيد من احتمالية اللجوء إلى الخيار العسكري، خصوصًا في ظل ضعف المنظمات الدولية.

5. أزمات داخلية قابلة للاستغلال

الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في عدد من الدول قد تكون بيئة خصبة للتدخلات الخارجية أو لتأجيج النزاعات الداخلية، مما يرفع من منسوب الخطر على مستوى الإقليم ككل.

 

زيارة ترامب.. رسائل سياسية وتصعيد محتمل

زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمنطقة قد تشكل حدثًا مفصليًا له أبعاد سياسية واستراتيجية خطيرة.

تغيير اسم الخليج العربي: خطوة رمزية أم استفزازية؟

في حال تأكدت المعلومات المتعلقة بمساعٍ لتغيير تسمية "الخليج العربي" على الخرائط الدولية، فإن هذه الخطوة قد تُعتبر، بحسب الدكتور الدليمي، تجسيدًا للهوية العربية للخليج. في المقابل، يُتوقع أن تعتبر إيران هذه الخطوة استفزازًا مباشرًا، مما قد يؤدي إلى تصعيد في الخطاب السياسي ورفع التوتر مع دول الخليج.

تداعيات محتملة على التوازنات الإقليمية

الزيارة قد تستهدف:

تعزيز التحالفات ضد إيران.

توسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل.

التباحث حول أمن الطاقة.

توجيه رسائل سياسية موجهة إقليميًا ودوليًا.

ورغم أن الزيارة قد تبدو استعراضية بطبيعتها، فإنها قد تُلقي بظلال ثقيلة على الجهود الدبلوماسية الجارية، مما يزيد من حالة عدم اليقين والتوجس في المنطقة.

 

غزة... مأساة إنسانية تبحث عن هدنة

يبقى ملف غزة الأكثر تعقيدًا إنسانيًا وسياسيًا، حيث يعيش سكان القطاع أوضاعًا كارثية في ظل حصار خانق وصراعات متكررة.

الوضع الإنساني تحت المجهر

تصاعد الدعوات الإنسانية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار، يتزامن مع حاجة ماسة للمساعدات، مما يدفع دولًا كـ مصر وقطر للقيام بأدوار وساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

التحديات أمام الهدنة

الطريق إلى اتفاق هدنة دائم محفوف بالصعوبات، أبرزها:

انعدام الثقة المتبادل بين الأطراف.

اختلاف الأولويات؛ حيث تركز إسرائيل على الأمن ونزع السلاح، بينما تسعى حماس إلى رفع الحصار وتحسين الظروف الإنسانية.

تأثير التدخلات الدولية، التي قد تدفع نحو تهدئة أو تزيد الأمور تعقيدًا.

هل هناك أمل في هدنة؟

رغم التحديات، يظل احتمال التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة واردًا، وربما يتم ربطها بتبادل أسرى أو إدخال مساعدات. لكن، الحل الشامل والدائم لا يزال هدفًا بعيد المنال، ويحتاج إلى توافق دولي وإرادة سياسية حقيقية.

 

مستقبل ضبابي وتحولات مفتوحة

 

الوضع في الشرق الأوسط يشهد ديناميكية متغيرة باستمرار، تتداخل فيها العوامل الداخلية والإقليمية والدولية. وبينما يعمل البعض على تفادي الحرب، فإن الوقائع على الأرض تترك الباب مفتوحًا أمام كافة السيناريوهات، بما في ذلك التصعيد العسكري أو انفراجة دبلوماسية قد تأتي من حيث لا يُحتسب.

التعليقات (0)