-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
خاص/ خطة "مناطق العبور الإنسانية".. مشروع تهجير ناعم تحت غطاء الإغاثة
تفاصيل الخطة: أهداف ظاهرية وخفايا مقلقة
خاص/ خطة "مناطق العبور الإنسانية".. مشروع تهجير ناعم تحت غطاء الإغاثة
-
7 يوليو 2025, 2:59:18 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
مقدمة تثير القلق
في تصريحات خاصة لموقع "180 تحقيقات"، حذّر المحلل السياسي العراقي الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي من خطورة الخطة المسماة بـ"مناطق العبور الإنسانية"، والتي طُرحت من قبل مؤسسة "غزة الإنسانية" ونوقشت في البيت الأبيض، واصفًا إياها بأنها تطور سياسي وإنساني بالغ الخطورة.
وبحسب الدكتور الدليمي، فإن ما يروّج له على أنه مشروع إنساني مؤقت لإيواء سكان غزة، يحمل في جوهره مخططًا مبيّتًا لتهجير سكان القطاع بشكل دائم، وخلق واقع ديمغرافي جديد يخدم الأجندة الإسرائيلية.
تفاصيل الخطة: أهداف ظاهرية وخفايا مقلقة
الجهة المُقدّمة:
مؤسسة "غزة الإنسانية" (Gaza Relief Foundation)، وهي جهة غير معروفة دوليًا، تحمل خطابًا إنسانيًا ظاهريًا، بينما تُحاكي خطط التهجير القسري بلباس ناعم.
الجهة المستلمة:
إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقد تمّت مناقشة الخطة في البيت الأبيض، وفق مصادر خاصة.
مضمون المقترح إنشاء "مناطق عبور إنسانية" داخل غزة أو على حدودها و الهدف المُعلن: توفير إيواء مؤقت، نزع التطرف، ورعاية إنسانية و الهدف غير المُعلن: تهيئة السكان للهجرة خارج غزة بصورة دائمة. و الميزانية المقترحة: 2 مليار دولار، يُرجح أن تُموّل من جهات عربية.
بنية المشروع وآلياته
تشمل آليات تنفيذ الخطة إقامة مخيمات ضخمة بإشراف دولي أو خاص و برامج "نزع التطرف" لإعادة هندسة وعي السكان و خيار الهجرة الطوعية خارج غزة للمواطنين "الراغبين"، كما يُزعم.
ويؤكد الدكتور الدليمي أن هذه الخطط ليست سوى محاولة لإعادة إنتاج تجربة جنوب أفريقيا بنظام المعازل، حيث يتم عزل الفلسطينيين عن بيئتهم ومقاومتهم، وتُفرض عليهم أدوات السيطرة عن بعد دون تواجد احتلال فعلي على الأرض.
تهجير قسري بأدوات ناعمة
يرى الدليمي أن مصطلحات مثل "نزع التطرف" و"التهجير الطوعي" تُستخدم كستار لأجندات استعمارية تهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وفرض تقسيم فعلي بين غزة ومحيطها العربي، خصوصًا مصر.
والأخطر، بحسب التحليل، أن التمويل العربي أو الدولي لهذه المخيمات، إن تحقق، سيحوّل غزة إلى "معسكر انتظار طويل الأمد" على غرار مأساة الروهينغا أو مخيمات اللاجئين في الصحراء الكبرى.
دعوة لرد فلسطيني وعربي حازم
طالب الدكتور الدليمي بردّ فوري وواضح من كافة الأطراف الفلسطينية والعربية، يتمثل في إدانة علنية من منظمة التحرير وحماس وكل القوى الوطنية و رفض أي "حل إنساني" لا يسبقه وقف العدوان ورفع الحصار. و فضح البنية الفكرية للخطة وربطها بمشاريع الغزو الثقافي.
تحرك دولي وإعلامي ضروري
وشدّد على أهمية التحرك على أكثر من مستوى مخاطبة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لوقف تنفيذ الخطة و اعتبار المشروع انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف الرابعة و إعداد تقارير إعلامية واستقصائية تكشف الجهات الداعمة للمؤسسة و إصدار بيان فلسطيني موحد يُظهر أن هذا المشروع لا علاقة له بالإغاثة بل هو تهجير مقنّع.
اختتم الدكتور الدليمي تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري ليس مقترحًا إغاثيًا بل "هندسة ديمغرافية ناعمة" تُستغل فيها معاناة الفلسطينيين لتفكيك مجتمعهم وتهجيرهم دون رصاصة واحدة. ولذلك، يجب التعامل مع المشروع بمنتهى الجدية و مواجهته سياسيًا، قانونيًا، وإعلاميًا و إطلاق حملات توعية شعبية توضح مخاطره للأجيال القادمة.
وبهذا تتضح الصورة الحقيقية لما وراء "مناطق العبور الإنسانية" — مشروع تهجير جماعي تحت غطاء الإغاثة، وتهديد استراتيجي للهوية الفلسطينية لا بد من إحباطه في مهده.

.jpg)






