-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
خاص/ تحليل سياسي للمقترح الأمريكي الجديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة
مآلات المقترح وفرص نجاحه
خاص/ تحليل سياسي للمقترح الأمريكي الجديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة
-
3 يوليو 2025, 5:57:43 م
-
432
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
في تصريحات خاصة لموقع 180 تحقيقات، قدّم الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، المحلل السياسي العراقي، قراءة تحليلية للمقترح الأمريكي الجديد الذي يُنسب لإدارة الرئيس السابق دونالد ترمب بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يُظهر تحولًا لافتًا في الأسلوب السياسي عن الصيغ السابقة.

الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
تحول واضح في مقترح ترامب لوقف إطلاق النار
بحسب التسريبات الإعلامية، يختلف المقترح الأمريكي الجديد عن الصيغة التقليدية المعروفة بـ"وقف إطلاق النار مقابل الرهائن". حيث يربط المقترح وقف إطلاق النار بإعادة هيكلة الوضع السياسي في غزة، ويتضمن نزع سلاح حركة حماس تدريجيًا مقابل ترتيبات اقتصادية وإنسانية داعمة.
بالإضافة إلى ذلك، يتسم المقترح بمقاربة أشد تشددًا تجاه حماس، إذ يرى من يقفون خلف الطرح أن استمرار وجود حماس كطرف فاعل في غزة يشكل تهديدًا على إسرائيل. لذا، يقدم المقترح إما إخراج حماس من المعادلة أو احتوائها تحت قيادة جديدة غير مرتبطة بالجناح العسكري.
تمكين الأطراف العربية ودور الإدارة المدنية في غزة
علاوة على ذلك، تشير بعض الإشارات إلى وجود خطة مشابهة لصفقة القرن، تقترح أن تلعب دول عربية مثل مصر، الإمارات، وربما السعودية دورًا مؤقتًا في إدارة الشق المدني لقطاع غزة. هذا يأتي مع دعم أمريكي وخليجي لإعادة إعمار القطاع، بهدف تعزيز الاستقرار الاقتصادي والإنساني.
من جهة أخرى، تعتمد الخطة على استثمار حالة الإنهاك الشعبي التي تعاني منها حماس نتيجة الضغط العسكري والاقتصادي، ما قد يتيح تمرير تسوية تدريجية تعزل حماس عن الساحة السياسية.
الدوافع السياسية وراء المقترح الأمريكي
يبدو أن المقترح مدفوع بعدة دوافع سياسية، أبرزها سعي ترامب للظهور مجددًا كرجل صفقات دولية، لا سيما في ملف يلقى دعمًا قويًا من اليمين المسيحي المؤيد لإسرائيل.
كما يأتي المقترح كرد على الانقسام الداخلي في الولايات المتحدة، حيث يعارض الجمهوريون طريقة إدارة بايدن لملف غزة، ويعتبرون مقترح ترمب بمثابة رد عملي على "عجز بايدن" في تحقيق وقف إطلاق نار دائم.
فضلاً عن ذلك، يقدم المقترح حلًا جذريًا بديلاً عن "حل الدولتين"، إذ لم يكن ترامب يومًا مؤيدًا لهذا الحل التقليدي، بل يسعى إلى اعتماد "السلام الاقتصادي" ونزع فتيل المقاومة كخيار عملي.
مآلات المقترح وفرص نجاحه
من المتوقع أن يواجه المقترح رفضًا شبه مؤكد من قبل الفصائل الفلسطينية، خصوصًا حماس، التي ستراه محاولة لشرعنة هزيمتها وتجريدها من سلاحها وموقعها السياسي.
أما بالنسبة لإسرائيل، فقد يكون موقفها متذبذبًا؛ ففي حين يتبنى اليمين الإسرائيلي تشددًا حادًا، قد تفضل بعض الأطراف السياسية والعسكرية التوصل إلى هدنة طويلة مشروطة كبديل للاستنزاف المستمر.
وعلى الصعيد الدولي، قد يؤدي المقترح إلى انقسام واضح، إذ قد يعتبره الاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة منحازًا وغير واقعي، بينما قد يحظى بدعم من بعض الأنظمة العربية التي تسعى لتحقيق "الاستقرار بأي ثمن".
تحليل استراتيجي: صفقة لا حل عادل
من الناحية الاستراتيجية، إذا ثبت وجود هذا المقترح، فهو يعكس منطق صفقات مؤقتة وليس حلولًا عادلة للقضية الفلسطينية. فهو امتداد لمنهجية ترمب التي تميل إلى إقصاء الحقوق الفلسطينية مقابل مكاسب اقتصادية وسياسية آنية.
وعلاوة على ذلك، قد يشعل تنفيذ هذه الخطة فتيل انقسام فلسطيني داخلي أعمق، إذ أن الضغط لتمريرها قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات.
ويبقى الشعب الفلسطيني هو المحك الحقيقي الذي سيُسقط أو يُنجح هذه الخطط، من خلال ثباته وصموده على الأرض، وليس الأطراف الدولية أو الخطط السياسية المؤقتة.








