-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
الدليمي يقدم رؤية تحليلية عميقة.. تصعيد المقاومة وتحوّل في الجبهات: قراءة في تطورات غزة ومطار بن غوريون
في حديث خاص لـ"180 تحقيقات"
الدليمي يقدم رؤية تحليلية عميقة.. تصعيد المقاومة وتحوّل في الجبهات: قراءة في تطورات غزة ومطار بن غوريون
-
4 يونيو 2025, 1:03:43 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
د. عبدالرزاق محمد الدليمي
خاص موقع 180 تحقيقات
في حوار خاص لموقع "180 تحقيقات"، قدّم الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، رؤية تحليلية عميقة حول مستجدات الساحة الفلسطينية وتداعيات استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون الإسرائيلي.
استنزاف الجيش الإسرائيلي: استراتيجية المقاومة في غزة
حيث قال برزت العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية في غزة كمؤشر واضح على قدرتها على استنزاف القوات الإسرائيلية، رغم الطوق الأمني والحصار العسكري. وقد تنوعت هذه العمليات بين حرب الأنفاق وتفجير العبوات الناسفة، والهجمات المباشرة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوف جيش الاحتلال.
الأهم من ذلك أن هذه العمليات أكدت أن المقاومة لا تزال حاضرة وفاعلة، وهو ما يُكذّب المزاعم الإسرائيلية حول "تفكيك" قدرات المقاومة. هذا الحضور النشط يرفع الروح المعنوية لدى سكان غزة والضفة الغربية، ويمنح المقاومة أوراق ضغط مهمة في أي مفاوضات قادمة، سواء تعلق الأمر بوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى أو إدخال المساعدات.
أبعاد سياسية ودولية: المقاومة كورقة ضغط
لا تتوقف أهمية عمليات المقاومة عند حدود المواجهة العسكرية فقط، بل تمتد لتشمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية. فكلما استمرت هذه العمليات، كلما تعزز موقع المقاومة في أية مفاوضات محتملة، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط الدولية المطالبة بإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.
إلى جانب ذلك، تذكّر هذه العمليات المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية لا تزال قائمة، وتمنع إسرائيل من فرض وقائع جديدة على الأرض أو تحقيق سيطرة كاملة على غزة، خاصة في ظل الحديث عن إقامة منطقة عازلة.
"الإغاثة" كفخ ميداني: الوجه الخفي للمساعدات الإنسانية
أثارت العمليات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق توزيع المساعدات في غزة تساؤلات جدّية حول نوايا الاحتلال. فقد تسببت الفوضى الأمنية ونقص التنسيق في اشتباكات مأساوية، كان أبرزها "مجزرة الطحين" في فبراير 2024، حيث استُهدف مدنيون أثناء انتظارهم للمعونات.
الجدير بالذكر أن المقاومة وبعض المراقبين يرون أن إسرائيل قد تستخدم هذه التجمعات كغطاء لاستهداف عناصر المقاومة، أو كوسيلة لخلق فوضى أمنية تخدم أهدافها العسكرية. كما قد تستغل القوافل الإغاثية لفرض سيطرة عسكرية على مناطق معينة، خاصة شمال غزة.
ثلاث ضربات في ثلاثة أيام: مطار بن غوريون هدف استراتيجي جديد
في تطور لافت منذ بداية يونيو 2025، أصبح مطار بن غوريون الإسرائيلي هدفًا مباشرًا لثلاث ضربات نفذها الحوثيون خلال ثلاثة أيام متتالية، ما يشير إلى تصعيد كبير وتحول في قواعد الاشتباك.
هذا التطور يعكس نقلة نوعية في قدرات الحوثيين، خصوصًا في ما يتعلق بالصواريخ والطائرات المسيرة، التي أصبحت قادرة على ضرب أهداف استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي بدقة عالية. كما يمثل توسعًا خطيرًا في نطاق المواجهة الإقليمية، حيث أصبحت إسرائيل تواجه جبهة جديدة بعيدة المدى من اليمن.
رسائل سياسية وضغوط أمنية: أهداف الحوثيين تتجاوز الجغرافيا
بعيدًا عن الجانب العسكري، تهدف هذه الهجمات إلى إيصال رسالة سياسية واضحة: الحوثيون جزء لا يتجزأ من "محور المقاومة"، وهم على استعداد لتوسيع نطاق المواجهة تضامنًا مع غزة.
كما قد تكون هذه الضربات بمثابة اختبار لأنظمة الدفاع الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، ما يكشف عن نقاط ضعف محتملة في البنية الدفاعية الإسرائيلية، خصوصًا إذا تواصلت الضربات بوتيرة مماثلة.
التأثير على الداخل الإسرائيلي: أمن مهتز واقتصاد مهدد
لا يمكن تجاهل الأثر العميق لهذه الضربات على الجبهة الداخلية في إسرائيل. فاستهداف مطار مدني بحجم مطار بن غوريون يثير مخاوف كبيرة لدى السكان، ويهدد الأمن الشخصي والاقتصادي بشكل مباشر.
كما يؤدي تعطيل المطار إلى شلل في قطاع الطيران المدني، وتأثر السياحة والاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد. كل ذلك يولّد ضغطًا سياسيًا متصاعدًا على الحكومة الإسرائيلية، ويضع رئيس الوزراء في مواجهة انتقادات داخلية تتعلق بعجزه عن حماية البنية التحتية الحيوية.
تصعيد معقّد وتأثيرات متعددة الأبعاد
تُجمع المؤشرات على أن استمرار استهداف مطار بن غوريون يمثل تصعيدًا خطيرًا يفرض على إسرائيل إعادة حساباتها الاستراتيجية. فالهجمات الحوثية، إلى جانب مقاومة غزة، تضع الدولة العبرية أمام معادلة جديدة، تتطلب مواجهة جبهات متعددة وتأمين الداخل الإسرائيلي من تهديدات غير متوقعة.
من الواضح أن خريطة الصراع في المنطقة تتغيّر، وأن المقاومة بكل أشكالها لا تزال قادرة على فرض معادلات جديدة، سواء في الميدان أو في السياسة.








