رأي خبير: الوضع يتجه نحو التعقيد وربما تغيير أنظمة

خاص/ تحذيرات أمريكية من السفر إلى العراق وسط تصاعد التوتر مع إيران وخطر اندلاع مواجهة إقليمية

profile
  • clock 12 يونيو 2025, 3:21:45 م
  • eye 411
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

في مؤشر جديد على تصاعد التوترات الإقليمية، دعت واشنطن، في تحذير رسمي، رعاياها إلى تجنب السفر إلى العراق، مشيرة إلى "مخاطر أمنية متزايدة"، وذلك بالتزامن مع احتدام الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية تعثّر مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.

تحذير يعكس قلقًا من مواجهة عسكرية محتملة

ويأتي هذا التحذير في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توتراً متصاعداً، وسط تهديدات متبادلة وتصعيد كلامي وتلويحات بردود فعل ميدانية في أكثر من ساحة إقليمية، أبرزها العراق وسوريا واليمن.

وبحسب المراقبين، فإن التصعيد الأخير لم يعد محصورًا في حدود البرنامج النووي فقط، بل أصبح يرتبط بإعادة رسم ملامح التوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة.

رأي خبير: الوضع يتجه نحو التعقيد وربما تغيير أنظمة

وفي تعليق خاص لموقع "180 تحقيقات"، قال الصحفي والأكاديمي العراقي البارز أ.د. عبد الكريم الوزان إن التطورات الجارية تتخذ مسارين اثنين، أولهما متعلق بالموقف المتشدد ضد البرنامج النووي الإيراني، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة من الضغط.

وأوضح الوزان أن التحذيرات المتكررة والضربات التي طالت الأذرع الإيرانية في المنطقة توحي بأن "الموضوع هذه المرة لا يتعلق فقط بضرب منشآت نووية، بل ربما يتجه نحو تغيير النظام في إيران والعراق معًا، بالنظر إلى الارتباط العميق بين النظامين".

حرب نفسية أم تمهيد لمواجهة؟

أما المسار الثاني، فيصفه الوزان بأنه جزء من "حرب نفسية" تهدف إلى الضغط على إيران قبل جولة المفاوضات المقررة يوم الأحد القادم، معتبرًا أن "الولايات المتحدة قد تمنح إيران مهلة قصيرة جدًا لتقديم تنازلات".

ورغم التقديرات التي تستبعد وقوع أي هجوم قبل نهاية جولة المفاوضات المرتقبة، إلا أن الوزان يشير إلى أن إيران قد تكون بالفعل تمتلك القنبلة النووية، وتُلمّح بذلك ضمنيًا، مما يُفاقم من خطورة الموقف ويزيد من احتمالية قيام واشنطن أو تل أبيب بتحرك عسكري مباشر بالتنسيق مع حلفاء غربيين كالمملكة المتحدة.

المفاوضات غير مجدية والتصعيد مستمر

ويرى الوزان أن المفاوضات فقدت جدواها عمليًا، حيث يطالب الجانب الأمريكي بوقف كامل للبرنامج النووي، بينما تتمسك إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. كما يعتبر أن الصواريخ الباليستية تمثل جوهر قوة إيران الردعية، ولم يتم التطرق لها بجدية في المفاوضات حتى الآن.

ويختم الوزان بالتأكيد على أن المشهد الإقليمي يتجه إلى مزيد من التعقيد وربما الانفجار، في ظل فشل كافة الجهود الدبلوماسية وضيق هامش المناورة أمام الطرفين.

العراق... ساحة مفتوحة في ظل هشاشة أمنية

من جانب آخر، يُخشى أن يتحول العراق إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، لا سيما في ظل نشاط الميليشيات المرتبطة بطهران، وتعرض المصالح الأمريكية لهجمات متكررة خلال الأشهر الماضية.

ويعيش العراق حاليًا وضعًا أمنيًا هشًّا، مع استمرار الانقسام السياسي الداخلي، وتنامي خطر الانفجار الإقليمي الذي قد يطال أراضيه في حال قررت واشنطن الرد عسكريًا على طهران أو وكلائها في المنطقة.

التحذيرات الأميركية، وإن بدت روتينية للوهلة الأولى، إلا أنها تعكس جوهر أزمة متصاعدة، قد يكون لها تداعيات كارثية على العراق والمنطقة بأكملها، ما لم تُبذل جهود حقيقية لوقف التصعيد وتفعيل المسار الدبلوماسي.

التعليقات (0)