-
℃ 11 تركيا
-
1 أكتوبر 2025
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: شهداء جدد وتعطل إدخال الأدوية بسبب إغلاق شارع الرشيد
حياة آلاف المرضى في خطر
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: شهداء جدد وتعطل إدخال الأدوية بسبب إغلاق شارع الرشيد
-
1 أكتوبر 2025, 1:37:22 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تشهد مدينة غزة وعموم القطاع أوضاعاً إنسانية وصحية متدهورة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي عن سقوط شهيدين من طالبي المساعدات الإنسانية برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع جنوب غربي خان يونس. في الوقت نفسه، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن مستشفيات غزة تعمل بالحد الأدنى من إمكاناتها، محذراً من أن إغلاق شارع الرشيد يعني عملياً وقف دخول الأدوية والإمدادات الطبية إلى المدينة.
شهيدان برصاص الاحتلال أثناء طلب المساعدة
أوضح مجمع ناصر الطبي أن قوات الاحتلال أطلقت النار على مدنيين تجمعوا قرب مركز توزيع مساعدات جنوب غربي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. واعتبرت إدارة المجمع أن استهداف طالبي المساعدات يفضح حجم الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال، إذ يتم التعامل مع المدنيين العُزّل كأهداف عسكرية رغم وجودهم في مناطق إنسانية بحتة.
وأكدت مصادر طبية أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة على مراكز توزيع الإغاثة، ما يفاقم معاناة آلاف الأسر التي تبحث عن الغذاء والدواء في ظل ظروف قاسية من الحصار والدمار.
مستشفيات غزة على حافة الانهيار
من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي إن مستشفيات مدينة غزة تعمل بالحد الأدنى، نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انقطاع الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. وأشار إلى أن إغلاق شارع الرشيد – وهو الممر الحيوي لإدخال الإمدادات – يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين، ويجعل المستشفيات عاجزة عن أداء مهامها الأساسية.
وأضاف أن غرف العمليات تعاني من توقف بعض الأجهزة بسبب غياب الصيانة والمعدات، فيما تكتظ أقسام الطوارئ بالجرحى الذين يصلون يومياً نتيجة القصف المستمر. كما حذر من نفاد مخزون الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية، وأدوية التخدير، وأكياس الدم، مؤكداً أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة طبية غير مسبوقة.
أزمة إنسانية شاملة
تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه سكان غزة أزمة إنسانية خانقة تشمل الغذاء والماء والدواء، إضافة إلى فقدان المأوى لعشرات الآلاف من الأسر. وتشير التقديرات إلى أن القطاع الصحي بات على وشك الانهيار الكامل، في ظل استهداف المستشفيات والمراكز الصحية بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويؤكد العاملون في المجال الطبي أن الضغط الكبير على الطواقم يفوق قدراتهم، إذ يعمل الأطباء والممرضون لساعات طويلة في ظروف خطرة، مع نقص الإمكانات وغياب الدعم الخارجي الكافي.
دعوات للتدخل الدولي العاجل
وجهت المستشفيات في غزة نداءات متكررة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات الصحة العالمية، من أجل التدخل العاجل لتأمين ممرات آمنة لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية. وأكد الأطباء أن حماية مراكز توزيع المساعدات ضرورة قصوى، لأن استهداف المدنيين العُزّل لا يشكل فقط انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، بل يضاعف من حدة الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة السكان.
حياة آلاف المرضى في خطر
مع استمرار إغلاق شارع الرشيد ومنع إدخال الأدوية، تزداد المخاوف على حياة مرضى السرطان والفشل الكلوي وأطفال الحضانات. فقد أعلنت إدارة مجمع الشفاء الطبي أن بعض الأجهزة الطبية الأساسية قد تتوقف بشكل كامل خلال أيام معدودة، ما سيؤدي إلى فقدان القدرة على علاج مئات الحالات الحرجة.
كما أن النقص الحاد في سيارات الإسعاف والوقود يجعل عملية نقل الجرحى أكثر صعوبة، حيث تُضطر بعض العائلات إلى نقل المصابين بوسائل بدائية أو خاصة، وهو ما يهدد حياتهم أثناء الطريق.







