-
℃ 11 تركيا
-
1 أكتوبر 2025
أطباء بلا حدود والصليب الأحمر يعلنان تعليق أعمالهما في غزة وسط تصاعد العدوان وتفاقم الكارثة الإنسانية
أرقام صادمة عن حجم الكارثة
أطباء بلا حدود والصليب الأحمر يعلنان تعليق أعمالهما في غزة وسط تصاعد العدوان وتفاقم الكارثة الإنسانية
-
1 أكتوبر 2025, 1:45:11 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أطباء بلا حدود والصليب الأحمر
محمد خميس
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود اضطرارها إلى مغادرة مدينة غزة بشكل كامل نتيجة التهديدات المباشرة التي تعرضت لها من قبل قوات الاحتلال. وحذرت المنظمة من أن الأوضاع الإنسانية في المدينة وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التدهور، واصفة غزة بأنها "مدينة منكوبة بالكامل" لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.
أطباء بلا حدود: 1600 مريض بلا رعاية صحية
قالت المنظمة، في بيانها الصادر اليوم الأربعاء، إنها أجبرت على إغلاق عيادتها الطبية في مدينة غزة بعد تصاعد التهديدات المباشرة واستهداف الطواقم الطبية والمرافق الصحية. وأوضحت أن هذا القرار ترك نحو 1600 مريض وجريح بلا رعاية صحية، بينهم أطفال وحديثو الولادة، ما يضع حياتهم في خطر جسيم.
وأكدت أطباء بلا حدود أنها وجهت عدة نداءات في وقت سابق لوقف استهداف المدنيين والعاملين في المجال الطبي، إلا أنها لم تتلق أي تجاوب، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ القرار الصعب بمغادرة المدينة حفاظاً على سلامة كوادرها.
دعوة لتأمين مناطق آمنة
شددت المنظمة الدولية على ضرورة إنشاء مناطق آمنة للمدنيين في مدينة غزة، خاصة في ظل استمرار القصف العنيف واستهداف المنشآت الصحية. وقالت إن الأوضاع لم تعد تسمح بتقديم الخدمات الطبية أو الإنسانية في ظل غياب الضمانات الأمنية، محذرة من أن استمرار العدوان سيؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع نطاقاً.
كما دعت المجتمع الدولي إلى وقف العنف فوراً وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى سكان القطاع، مؤكدة أن ذلك هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون.
الصليب الأحمر يعلق عمله في غزة
وفي تطور متزامن، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تعليق مؤقت لعملها في مقرها بمدينة غزة، بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي. وأكدت أنها نقلت موظفيها إلى مكاتبها في جنوب القطاع لضمان سلامتهم، مع استمرار تقديم الخدمات الإنسانية بالقدر الممكن.
وأشارت اللجنة إلى أن الوضع الميداني في غزة "مروّع"، حيث يواجه عشرات الآلاف من المدنيين ظروفاً إنسانية قاسية تشمل النزوح القسري، فقدان المأوى، ونقص الغذاء والدواء والمياه. وأكدت أن فرق الاستجابة الأولية، بما فيها الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، تعمل تحت قيود شديدة تعرقل وصولها الآمن إلى المحتاجين.
إبادة جماعية متواصلة
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة بدعم أميركي وأوروبي، في ما وصفته منظمات حقوقية دولية بأنه إبادة جماعية تستهدف المدنيين الفلسطينيين. وتشمل هذه الجرائم القتل الجماعي، التدمير الممنهج للبنية التحتية، التهجير القسري، والتجويع المتعمد للسكان، في تجاهل واضح لقرارات محكمة العدل الدولية والنداءات الأممية.
أرقام صادمة عن حجم الكارثة
وفق آخر الإحصائيات، خلف العدوان أكثر من 234 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ما يزال مصيرهم مجهولاً تحت الركام أو في مناطق محاصرة. كما تسبب القصف في نزوح مئات آلاف العائلات، فيما تعاني غزة من مجاعة حقيقية أودت بحياة كثيرين، خاصة الأطفال.
وأدى العدوان إلى دمار شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن، حتى أن معظم مدن القطاع ومناطقه محيت فعلياً من على الخريطة.
دعوة للمجتمع الدولي
في ختام بياناتها، أكدت كل من أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل دولي فاعل سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي والإنساني في غزة. وطالبتا بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول المساعدات وحماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي.









