قراءة عامة لمضمون البيان

علماء ودعاة من العالم الإسلامي يدينون «خطة ترامب»: «مشروع عدواني» يهدد تصفية القضية الفلسطينية

profile
  • clock 1 أكتوبر 2025, 3:52:16 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قراءة عامة لمضمون البيان

محمد خميس

أصدر عشرات العلماء والدعاة وممثلون عن أكثر من 14 مؤسسة شرعية من أنحاء العالم الإسلامي بيانًا شديد اللهجة يدين مواقف عدد من الدول العربية والإسلامية —بما فيها رئاسة السلطة الفلسطينية— التي أبدت تأييدًا أو قبولًا لما يُعرف بـ**"خطة ترامب"** لتسوية القضية الفلسطينية. وجاء البيان عقب الكشف عن تفاصيل المبادرة الأميركية التي طرحت في أواخر سبتمبر/أيلول 2025، والتي تضم نحو 20 بندًا تهدف، بحسب معلنيها، إلى وقف الحرب وإعادة إعمار غزة مقابل شروط أمنية وسياسية مشددة. 

قراءة عامة لمضمون البيان

اعتبر الموقعون أن الخطة ليست خطة سلام بل «مشروع عدواني ذا هوية صهيونية» يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وفرض حلول تكرس الهيمنة الإسرائيلية على الأرض. ورفض البيان ما اعتبره تسرعًا من بعض الحكومات في تبنّي الخطة، معتبرًا أن ذلك لا يعكس نصرةً للشعب الفلسطيني بل إنه يضع الضغوط على المقاومة ويُضعف موقفها، ويغيّب حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. 

لماذا يهاجم العلماء الخطة؟

الموقعون أشاروا إلى عدة نقاط مركزية تبرر رفضهم وصعود لهجتهم التصعيدية:

وصفوا الولايات المتحدة بأنها «لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا»، بل طرفًا منحازًا دائمًا لمصلحة إسرائيل، وأن الدعم الأميركي كان وما يزال جزءًا من منظومة العدوان.

اعتبروا بنود الخطة —التي تشدد على نزع السلاح عن المقاومة واستبعادها من أي دور سياسي، وإنشاء «هيئة دولية إشرافية» بقيادة أميركية— محاولة لتجريد الفلسطينيين من حقهم في الدفاع عن أنفسهم ومن حضورهم السياسي. 

مطالب البيان وخطابه الدعوي

دعا البيان علماء الأمة إلى تجاوز «حسابات الدبلوماسية الضيقة» والوقوف مع المقاومة نصرةً للحقوق الفلسطينية، محذّرًا من أن الصمت أو التخاذل الآن يعني «مشاركة في الضياع». كما دعا الشعوب إلى رفض التطبيع والضغط على حكوماتها لتصحيح المسار والابتعاد عن أي مواقف تمهّد لتصفية القضية. وأكد الموقعون وقوفهم الكامل مع قيادة المقاومة وشعب غزة، واعتبروا أن أي موقف لا يخدم هذا الصفّ «طعنة في خاصرة الأمة».

تفسير بنود الخطة: أين الخلاف؟

تفاصيل الخطة التي أعلنها البيت الأبيض تتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات مقابل شروط، إطلاقًا واسعًا للأسرى مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين، ونزعًا لكيانات مسلحة داخل غزة، مع وعد بإدخال مساعدات وإعادة إعمار تحت إشراف «مجلس سلام» دولي تقوده واشنطن وتشارك فيه أسماء مثل توني بلير. الناقدون يرون أن الخطة تضع شروطًا أحادية الجانب على الفلسطينيين (نزع السلاح والاستبعاد السياسي) بينما تُمنح إسرائيل مرونة أكبر في الآليات والضمانات. 

المخاوف العملية والسياسية

من منظور العلماء والموقعين، ثمة أخطار عملية مترابطة مع بنود الخطة:

تفريغ المقاومة سياسيًا: استبعاد حماس وقوى المقاومة من أي إدارة مستقبلية لغزة، ما يشرعن انتزاع القرار الوطني.

ضمانات هشة: تولي هيئة دولية إشرافًا تحت قيادة أميركية قد يمهّد لآليات رقابية وتدخلية تعيد تشكيل المشهد المحلي وفق مصالح خارجية.

ازدواجية المعايير: تشديد إلزاميات على الفلسطينيين (نزع السلاح، استسلاميات) مع تقليل القيود على إسرائيل، ما يكرّس حالة احتلالية جديدة. 

البعد الأخلاقي والدعوي

البيان لم يكتفِ بالتحليل السياسي بل وظف خطابًا أخلاقيًا ودينيًا تحريضيًا على مستوى الافتاء والدعوة: وصف بعض العلماء مواقف الحكومات المؤيدة بالخنوع السياسي، وحذّروا من أن تلك المواقف «لا تحفظ كرامة الأمة ولا تدفع العدوان»، بل قد تجلب «مهالك العار ومهاوي السقوط» للدول التي تلتزم بها. وقد وقع البيان أكثر من 60 عالمًا وداعية مع مؤسسات علمائية من دول متعددة تعكس قاعدة دعم ديني وفكري واسعة للرفض.

أثر البيان عمليًا وإمكانات النفاذ

البيان يهدف إلى حشد رأي عام واسع ضد أي تبنٍ رسمي للخطة، ويدعو للضغط الشعبي والدبلوماسي على الحكومات لتغيّر مواقفها. في الميدان، يمكن أن يعمّق البيان الشرخ بين القيادات الرسمية وبعض قواعدها الشعبية، ويزيد من عزوف الجماهير عن أي مسارات سلام لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق. أما على الصعيد الدولي، فالبيان يطالب بتحرّك مؤسساتي أقوى لردع محاولات تمرير الاتفاق دون ضمانات عادلة للفلسطينيين. 

بين رفض ديني وسياسي وضغوط إنسانية

بيان عشرات العلماء والدعاة يمثل جزءًا من ردود فعل واسعة على المبادرة الأميركية، تجمع بين أبعاد دينية وأخلاقية ووطنية وسياسية. وهو يعكس رفضًا شعبيًا ومؤسسيًا لفكرة تسوية قد تُضعف الحقوق الوطنية الفلسطينية وتكرّس واقعا احتلاليًا جديدًا. ومع استمرار الجدل الدولي حول الخطة ومآلاتها، يبقى فاقد الشرعية الشعبية والدينية لأي مشروع سلام غير عادل عقبة كبرى أمام تحويل المبادرة إلى واقع سياسي مستدام. 

كلمات مفتاحية مقترحة (SEO): بيان العلماء ضد خطة ترامب، رفض خطة ترامب، علماء الأمة موقف غزة، خطة السلام الأميركية سبتمبر 2025، استبعاد حماس، مجلس السلام، حقوق الفلسطينيين.

التعليقات (0)