-
℃ 11 تركيا
-
3 سبتمبر 2025
تشييع جثامين شهداء عائلة أبو عيطة في غزة.. بينهم المنشد حمزة أبو عيطة
غزة بين الحصار والمجازر
تشييع جثامين شهداء عائلة أبو عيطة في غزة.. بينهم المنشد حمزة أبو عيطة
-
3 سبتمبر 2025, 3:07:14 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تشييع جثامين شهداء عائلة أبو عيطة في غزة
محمد خميس
في مشهد مهيب يختلط فيه الحزن بالفخر، شيّع آلاف المواطنين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة جثامين شهداء عائلة أبو عيطة الذين ارتقوا جراء استهداف منزلهم بغارة إسرائيلية عنيفة. وكان من بين الشهداء المنشد الفلسطيني المعروف حمزة أبو عيطة، الذي ترك رحيله صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والمجتمعية الفلسطينية.
تفاصيل القصف الإسرائيلي على منزل عائلة أبو عيطة
وفق المصادر الطبية والدفاع المدني، فإن طائرات الاحتلال استهدفت بصواريخها منزل عائلة أبو عيطة في حي الشيخ رضوان غربي مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره فوق ساكنيه. وأسفر القصف عن ارتقاء عدد من أفراد العائلة بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابات خطيرة نُقلت إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج.
تشييع مهيب في غزة
خرجت جنازة شهداء عائلة أبو عيطة من مستشفى الشفاء، حيث حمل المشيعون الجثامين على الأكتاف وسط هتافات تندد بجرائم الاحتلال وتؤكد على مواصلة الصمود. وقد تحولت الجنازة إلى تظاهرة غضب شعبية شارك فيها مئات المواطنين، الذين عبروا عن إدانتهم للاستهداف المتكرر للمدنيين والمنازل السكنية.
رحيل المنشد حمزة أبو عيطة.. خسارة فنية واجتماعية
شكل استشهاد المنشد الفلسطيني حمزة أبو عيطة فاجعة كبرى، ليس فقط لعائلته بل للمجتمع الفلسطيني عامة، إذ كان يتمتع بحضور مميز وأعمال فنية ملتزمة تحمل رسائل وطنية وأخلاقية. عُرف الشهيد بصوته العذب وأناشيده المؤثرة التي رافقت المناسبات الوطنية والدينية في غزة، ما جعل خبر استشهاده يترك أثراً عميقاً في قلوب جمهوره ومحبيه.
استهداف العائلات.. سياسة ممنهجة
لم يكن استهداف منزل عائلة أبو عيطة حادثة استثنائية، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من المجازر التي ينفذها الاحتلال بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة. فمع استمرار الحرب، تتصاعد أعداد الضحايا من النساء والأطفال، في ظل سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر استهداف المدنيين الأبرياء ومنازلهم.
حي الشيخ رضوان تحت النار
يعد حي الشيخ رضوان من أكثر الأحياء استهدافاً خلال العدوان الإسرائيلي، حيث شهد عدة غارات متتالية طالت منازل ومساجد ومراكز إغاثية. ويؤكد السكان أن الاحتلال يتعمد قصف الأحياء المكتظة بالسكان لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وهو ما يتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية.
موقف وزارة الصحة الفلسطينية
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن استهداف منزل عائلة أبو عيطة أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء في مدينة غزة خلال الساعات الأخيرة، مؤكدة أن المنظومة الصحية تعجز عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية. كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف استهداف المدنيين.
ردود فعل شعبية وإعلامية
انتشر خبر استشهاد المنشد حمزة أبو عيطة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الآلاف من النشطاء والفنانين عن حزنهم لفقدانه. وتحولت منصات الإعلام إلى ساحة لنعيه واستذكار مواقفه الإنسانية وأعماله الفنية التي ستظل خالدًة في ذاكرة الفلسطينيين.
شهادات من الأهالي
أكد جيران عائلة أبو عيطة أن المنزل لم يكن يستخدم لأي أغراض عسكرية، وأن جميع الضحايا من المدنيين. وقال أحد الشهود إن القصف وقع بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، ما جعل العائلة عاجزة عن النجاة. وأضاف آخر أن استهداف العائلات في غزة أصبح جزءًا من الحياة اليومية المليئة بالموت والدمار.
القانون الدولي واستهداف المدنيين
بحسب خبراء القانون الدولي، فإن استهداف منزل عائلة أبو عيطة يشكل جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف. إذ يحظر القانون الدولي استهداف المدنيين أو استخدام القوة المفرطة ضد منازلهم. لكن الاحتلال يواصل عملياته دون أي رادع حقيقي، في ظل غياب إرادة دولية لمحاسبته.
غزة بين الحصار والمجازر
يعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث يجتمع القصف المستمر مع الحصار الخانق ونقص المواد الغذائية والطبية. ومع تكرار استهداف العائلات، تتفاقم المأساة لتشكل صورة كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
جنازة تتحول إلى رسالة للعالم
لم تكن جنازة شهداء عائلة أبو عيطة مجرد وداع لأرواح طاهرة، بل شكلت رسالة قوية للعالم بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في الحياة والحرية رغم كل محاولات القتل والإبادة. وقد ردد المشاركون في التشييع شعارات تدعو للوحدة الوطنية ومواصلة الكفاح حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
إن تشييع جثامين شهداء عائلة أبو عيطة، بينهم المنشد حمزة أبو عيطة، يعكس عمق المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة تحت القصف الإسرائيلي المستمر. وبينما يودع الغزيون شهداءهم يوميًا، يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف العدوان أو محاسبة المسؤولين عنه. ويبقى السؤال: إلى متى ستبقى غزة وحيدة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وإلى متى سيستمر استهداف العائلات الآمنة دون رادع دولي؟









