إبادة جماعية موثقة بالأرقام

حماس: الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية في غزة واستهداف عائلات بأكملها

profile
  • clock 3 سبتمبر 2025, 5:16:57 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حماس

محمد خميس

قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه الهمجي على مدينة غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأكدت الحركة أن آخر جرائم الاحتلال تمثلت في استهداف منزل عائلة الجريسي شمالي غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة مواطنين على الأقل من أفراد العائلة، معظمهم من النساء والأطفال.

تفاصيل بيان حماس

في بيان تلقته وكالة "قدس برس"، مساء الأربعاء، أوضحت حماس أن "مشهد الإبادة الجماعية يكتمل ضد شعبنا في قطاع غزة بتشديد الحصار الخانق، وتجويع المدنيين بصورة ممنهجة، والاستهداف المتعمد لما تبقى من القطاع الطبي"، مؤكدة أن هذه الممارسات تمثل تحدياً صارخاً للقوانين الدولية ولاتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت الطبية.

إبادة جماعية موثقة بالأرقام

تشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن العدوان الإسرائيلي أسفر حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 225 ألف فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بسبب انعدام الغذاء والدواء. كما دُمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل، ما جعل معظم مناطق القطاع غير صالحة للحياة.

استهداف العائلات الفلسطينية

حادثة قصف منزل عائلة الجريسي ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لجيش الاحتلال أن ارتكب مجازر متكررة بحق عائلات بأكملها، مثل عائلات أبو عيطة، قنديل، الكولك، الدحدوح، وغيرهم. وتؤكد المنظمات الحقوقية أن هذا النمط من الاستهداف يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين عبر الإبادة العائلية المتعمدة.

تدمير القطاع الصحي

من أبرز ما شددت عليه حركة حماس في بيانها هو الاستهداف المتكرر للمستشفيات والطواقم الطبية. فقد خرج أكثر من نصف المرافق الصحية في غزة عن الخدمة، إما بسبب القصف المباشر أو نفاد الوقود والإمدادات الطبية. وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن ما تبقى من مستشفيات يعمل بطاقة جزئية لا تتجاوز 40%، في وقت تتزايد فيه أعداد الجرحى والمصابين يومياً.

الحصار وتجويع المدنيين

إلى جانب القصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة الحصار الخانق عبر منع دخول المساعدات الإنسانية والوقود، ما أدى إلى تفاقم أزمة المجاعة وانتشار الأمراض بين مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء. وأشارت تقارير منظمات الإغاثة الدولية إلى أن سكان غزة يضطرون إلى البحث عن طعام بدائي كأوراق الشجر أو الحشائش، في مشهد يرقى إلى جرائم التجويع الممنهج.

تحدٍ للقانون الدولي

أكدت حركة حماس أن ما يجري في غزة يمثل انتهاكاً سافراً لكل القوانين الإنسانية الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في أوقات الحرب. كما انتقدت الحركة صمت المجتمع الدولي وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات ملزمة لوقف العدوان، رغم وجود قرارات سابقة من محكمة العدل الدولية تطالب بوقف الإبادة وفتح ممرات إنسانية آمنة.

دعوة للتحرك الدولي

طالبت حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الجرائم التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو، معتبرة أن هذه الجرائم لا تهدد الفلسطينيين فحسب، بل تقوض السلم والأمن الدوليين. وحذرت الحركة من أن استمرار العدوان قد يؤدي إلى توسع دائرة الصراع في المنطقة، ويجر العالم إلى أزمات سياسية وأمنية جديدة.

مسؤولية الولايات المتحدة

اتهمت حماس الولايات المتحدة ودولاً غربية بدعم الاحتلال سياسياً وعسكرياً، من خلال تزويده بالسلاح والغطاء الدبلوماسي، وهو ما يجعلها شريكة مباشرة في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. وقد وثقت تقارير دولية أن الولايات المتحدة أرسلت كميات ضخمة من الذخائر والقنابل، بعضها محرّم دولياً، واستخدم في قصف الأحياء السكنية.

أبعاد سياسية وإنسانية

يرى محللون أن بيان حماس يعكس تصعيداً سياسياً وإعلامياً يوازي التصعيد الميداني. فالحركة تسعى من خلال خطابها إلى حشد الدعم الشعبي والرسمي، وتسليط الضوء على أن القضية لم تعد فلسطينية فحسب، بل هي قضية إنسانية عالمية تستدعي تدخلاً فورياً.

الإعلام المقاوم في مواجهة الاحتلال

تعمل حماس وفصائل المقاومة على توثيق الجرائم وبثها عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل، في محاولة لكسر الرواية الإسرائيلية التي تحاول تبرير العدوان. وقد أظهرت الصور والفيديوهات مشاهد مروعة لضحايا المجازر، الأمر الذي عزز حملة التضامن الدولي وأثار احتجاجات واسعة في عواصم أوروبية وأميركية.

مستقبل الحرب على غزة

يرى مراقبون أن الحرب الإسرائيلية على غزة دخلت مرحلة خطيرة، حيث لم تعد تقتصر على العمليات العسكرية، بل تحولت إلى حرب إبادة شاملة تستهدف الإنسان والأرض والحجر. ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الضغوط الدولية على إسرائيل، مع تصاعد الغضب الشعبي في العالم، وازدياد المطالب بفرض عقوبات ووقف الدعم العسكري.

التعليقات (0)