خيمة العزاء.. من مأوى للحزن إلى مقبرة جماعية

استهداف خيمة عزاء لعائلة قنديل غرب مخيم المغازي وسط قطاع غزة.. مجزرة جديدة بحق المدنيين

profile
  • clock 3 سبتمبر 2025, 2:58:04 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين، استهدفت طائرات الاحتلال مساء اليوم خيمة عزاء لعائلة قنديل بمنطقة السكة غرب مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى جلّهم من النساء والأطفال، في مشهد دموي يعكس حجم الانتهاكات الممنهجة ضد السكان الآمنين.

تفاصيل الاستهداف في مخيم المغازي

أفادت مصادر طبية أن القصف الإسرائيلي استهدف خيمة عزاء لعائلة قنديل بشكل مباشر، حيث كان يتجمع عشرات المواطنين لتقديم واجب العزاء، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة آخرين بجروح خطيرة. 

وأضافت المصادر أن سيارات الإسعاف واجهت صعوبة في الوصول إلى المكان بسبب شدة القصف وتدمير الطرق المحيطة، الأمر الذي فاقم من عدد الضحايا.

مأساة جديدة لعائلات غزة

يمثل استهداف خيمة عزاء لعائلة قنديل ضربة قاسية للسكان المدنيين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023. فخلال لحظات الوداع والحزن، تحوّل المكان إلى ساحة دماء وصرخات استغاثة، ليؤكد الاحتلال مجددًا استهدافه المتعمد لكل جوانب الحياة المدنية في غزة، حتى الأماكن التي يُفترض أن تكون بعيدة عن أي عمل عسكري.

خيمة العزاء.. من مأوى للحزن إلى مقبرة جماعية

كانت خيمة العزاء مكانًا لتلاقي الأهل والجيران، إلا أنها تحولت إلى مقبرة جماعية لعائلة قنديل وأحبائها. مشاهد الجثامين الممزقة، وأصوات البكاء، ومحاولات فرق الإنقاذ انتشال الضحايا من تحت الركام، تجسد بوضوح عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

استهداف المدنيين جريمة حرب

بحسب خبراء القانون الدولي، فإن استهداف خيمة عزاء في مخيم المغازي يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، حيث يُحظر استهداف المدنيين والأماكن غير العسكرية بموجب اتفاقيات جنيف والقوانين الدولية. المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية اعتبرت أن ما حدث هو دليل جديد على سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد سكان غزة.

ردود فعل محلية غاضبة

نددت الفصائل الفلسطينية بالحادثة، مؤكدين أن استهداف خيمة عزاء عائلة قنديل دليل على أن الاحتلال يسعى لإبادة المدنيين وتشريدهم. وطالبت الفصائل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل. كما شددت على أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن هذه الجرائم ستزيد من إصرار الفلسطينيين على الصمود والمقاومة.

موقف وزارة الصحة الفلسطينية

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن استهداف خيمة عزاء في المغازي أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا في المنطقة الوسطى، وحذرت من أن المنظومة الصحية على وشك الانهيار الكامل بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وتدمير المستشفيات. وأكدت الوزارة أن استمرار استهداف المدنيين يفاقم من الكارثة الصحية والإنسانية في القطاع.

تكرار استهداف المخيمات

لم يكن مخيم المغازي استثناءً، فقد تعرضت المخيمات الفلسطينية مثل النصيرات والبريج مرارًا للقصف خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى مجازر متكررة بحق الأسر النازحة. ويعتبر استهداف المخيمات المكتظة بالسكان إمعانًا في سياسة التهجير والإبادة الجماعية التي تتبعها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

دعوات لتحقيق دولي

طالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية بضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في استهداف خيمة عزاء عائلة قنديل، باعتبارها جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. وشددت هذه المؤسسات على ضرورة محاسبة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة أن الصمت الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار في جرائمها.

الأبعاد الإنسانية للاستهداف

إن استهداف مكان عزاء يضيف بعدًا مأساويًا للأزمة الإنسانية في غزة، إذ لم يعد هناك مكان آمن للسكان، لا في المنازل، ولا في المدارس، ولا حتى في المستشفيات أو أماكن العزاء. هذا يعكس أن الحرب الإسرائيلية تستهدف تدمير البنية الاجتماعية والنفسية للشعب الفلسطيني، إلى جانب التدمير المادي للبنية التحتية.

المجتمع الدولي بين الإدانة والصمت

ورغم بعض بيانات الإدانة الدولية، فإن الموقف العام ما زال يقتصر على الدعوات لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، دون أي خطوات عملية لردع الاحتلال أو محاسبته. ويرى مراقبون أن استمرار هذا الموقف المتخاذل يشجع إسرائيل على مواصلة استهداف المدنيين.

خيمة قنديل رمزًا للمأساة

تحولت خيمة عزاء عائلة قنديل إلى رمز جديد لمعاناة غزة، حيث يجتمع الفقد والحزن والدماء في مكان واحد. هذه المأساة ستبقى محفورة في ذاكرة الفلسطينيين كشاهد على وحشية الحرب وعدم إنسانية الاحتلال.

إن استهداف خيمة عزاء لعائلة قنديل في مخيم المغازي يجسد بوضوح حجم الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، ويعكس إصرار الاحتلال على توسيع دائرة القتل والدمار في قطاع غزة. وبينما يطالب الفلسطينيون والعالم بوقف هذه الجرائم، يبقى الصمت الدولي هو العامل الأخطر الذي يطيل أمد المأساة.

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر استهداف الأبرياء دون محاسبة، وهل ستتحرك الإرادة الدولية لوقف هذه المجازر المتكررة، أم أن غزة ستظل تدفع الثمن وحدها؟

التعليقات (0)