-
℃ 11 تركيا
-
5 سبتمبر 2025
كتائب القسام تتوعد الاحتلال: توسيع العدوان سيُقابل بمقتل جنود وأسرى
المقاومة في غزة: جاهزية عالية رغم الحصار
كتائب القسام تتوعد الاحتلال: توسيع العدوان سيُقابل بمقتل جنود وأسرى
-
3 سبتمبر 2025, 4:50:43 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتائب القسام
محمد خميس
في تطور جديد يعكس تصاعد المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أصدرت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بياناً شديد اللهجة اليوم الأربعاء، حذرت فيه جيش الاحتلال من مغبة الاستمرار في "توسيع نطاق عملياته الإجرامية" ضد قطاع غزة.
وأكدت الكتائب أن الاحتلال "سيدفع ثمن هذه القرارات الغاشمة بمقتل جنوده وأَسر أسراه في قبضة المقاومة".
خلفيات التهديد القسامي
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كثّف الاحتلال عملياته العسكرية التي شملت قصفاً جوياً وبرياً وبحرياً، واستهدافاً للأحياء السكنية والبنى التحتية والمستشفيات.
وتزامن ذلك مع ارتكاب مجازر متواصلة بحق المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني.
في هذا السياق، جاء تصريح القسام ليؤكد أن قرار الاحتلال بتوسيع عملياته لن يمر من دون رد، وأن المقاومة مستعدة لفرض معادلة جديدة، يكون فيها ثمن العدوان باهظاً على الجنود الإسرائيليين، سواء في ميادين الاشتباك أو عبر استهداف آلياتهم ومراكز تجمعاتهم.
المقاومة في غزة: جاهزية عالية رغم الحصار
على الرغم من الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عاماً، أظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب القسام وسرايا القدس، قدرة لافتة على التكيف مع الظروف الميدانية وتطوير أدواتها القتالية.
فمنذ بداية العدوان، أعلنت المقاومة تنفيذ عمليات نوعية استهدفت ناقلات جند إسرائيلية من طراز "إيتان"، واستخدمت صواريخ موجهة من طراز "كورنيت" في مناطق مختلفة، أبرزها حي الزيتون وجباليا. وقد وثقت الكتائب العديد من هذه العمليات بمقاطع مصورة بثتها عبر منصاتها الإعلامية، مؤكدة أن هذه ليست سوى "غيض من فيض".
رسائل التهديد إلى الاحتلال
يحمل تصريح القسام الأخير أكثر من رسالة واضحة:
ردع الاحتلال: التأكيد على أن أي توسع في العمليات العسكرية سيقابل بمزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجنود الإسرائيليين.
حماية الأسرى: التلويح بأن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة قد يدفعون ثمن التصعيد الإسرائيلي، وهو ما يشكل ورقة ضغط قوية بيد حماس في أي مفاوضات قادمة.
إظهار القوة: الإعلان العلني عن الجاهزية العسكرية يعكس ثقة المقاومة بقدراتها القتالية، رغم شراسة العدوان ومحاولات الاحتلال لتصويرها على أنها ضعفت بفعل الحصار والقصف.
الاحتلال بين التصعيد والخسائر
الجيش الإسرائيلي، الذي يزعم امتلاكه "اليد العليا" في ساحة المعركة، يواجه مأزقاً حقيقياً. فالتوغل البري في غزة يعني الدخول إلى بيئة حضرية مكتظة بالسكان، تمثل ساحة مثالية لحرب العصابات التي تتقنها المقاومة.
وقد كشفت تقارير إسرائيلية سابقة عن قلق المؤسسة الأمنية من تكرار سيناريوهات مؤلمة كالتي حدثت في حي الشجاعية عام 2014، حين فقد الجيش عدداً كبيراً من جنوده خلال ساعات قليلة. كما يخشى الاحتلال من عمليات الأسر التي قد تفتح الباب أمام صفقات تبادل جديدة، كتلك التي أُبرمت عام 2011 وأدت إلى الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.
الأبعاد الإنسانية والسياسية
في موازاة التصعيد العسكري، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة يوماً بعد آخر. فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان 224 ألفاً بين قتيل وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الركام، ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف.
على الصعيد الدولي، يواجه الاحتلال ضغوطاً متزايدة من مؤسسات حقوقية ومنظمات إنسانية، فضلاً عن مشاريع قرارات في مجلس الأمن تطالب بوقف الحرب ورفع الحصار. في المقابل، ترى المقاومة أن التمسك بخيار القوة هو السبيل الوحيد لفرض شروطها، خصوصاً في ظل عجز المجتمع الدولي عن إلزام الاحتلال بالقانون الدولي.
الإعلام الحربي للمقاومة
أدركت كتائب القسام أهمية الإعلام في معركة الوعي، لذلك كثفت من بث مشاهد موثقة لعملياتها، بما في ذلك استهداف ناقلات الجنود والدبابات وتدمير مواقع عسكرية. هذه المشاهد تسعى إلى:
رفع معنويات الفلسطينيين وصمودهم في وجه القصف.
إحباط الجنود الإسرائيليين وزرع الخوف في صفوفهم.
تأكيد حضور المقاومة كقوة فاعلة لا يمكن تجاوزها في أي معادلة سياسية أو ميدانية.
احتمالات التصعيد
يرى مراقبون أن المرحلة المقبلة قد تشهد:
توسع العمليات البرية الإسرائيلية في محاور متعددة داخل غزة.
تصعيد نوعي للمقاومة عبر استهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ أو شن عمليات نوعية خلف خطوط العدو.
ضغوط دولية متزايدة على حكومة الاحتلال لوقف العدوان، خاصة مع ازدياد الكلفة الإنسانية والسياسية.
احتمالية فتح جبهات جديدة في الضفة الغربية أو عبر جبهات إقليمية كجنوب لبنان.
القسام: المقاومة خيار استراتيجي
في ضوء التطورات الجارية، يظهر أن المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب القسام، ماضية في خيارها الاستراتيجي القائم على مبدأ "الردع بالدم". فهي تدرك أن الاحتلال يعتمد على القوة العسكرية المفرطة، لكنها تراهن على إرادة الشعوب الحرة وصمود الفلسطينيين وقدرتها على تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر لا يستطيع تحمّلها.








