بوتين يهدد باعتبار القوات الغربية أهدافًا مشروعة إذا دخلت أوكرانيا

profile
  • clock 6 سبتمبر 2025, 2:10:53 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن أي قوات غربية تنتشر داخل الأراضي الأوكرانية ستُعتبر "أهدافًا مشروعة للهزيمة"، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان عشرات الدول الغربية التزامها بالمساهمة في قوة محتملة لحفظ السلام هناك في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

بوتين، الذي كان يتحدث في منتدى اقتصادي بأقصى شرق روسيا، أوضح أن جوهر الحرب يتمثل في محاولة الغرب "جر أوكرانيا إلى حلف الناتو"، مضيفًا: "إذا ظهرت أي قوات هناك، خاصة في ظل استمرار الأعمال القتالية، فسنعتبرها أهدافًا مشروعة للهزيمة".

دعم غربي لكييف

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن 26 دولة أبدت دعمها لتقديم "ضمانات أمنية" لبلاده "بأشكال مختلفة". وقال: "لقد اتفقنا على أن يكون هناك وجود، لكن شكل هذا الوجود يختلف بحسب كل دولة، فهو قد يكون في الجو، أو في البحر، أو على الأرض".

بوتين رد على ذلك بالإشارة إلى أنه إذا ما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين بلاده وكييف، فلن تكون هناك أي حاجة لتدخل أطراف ثالثة: "إذا تم التوصل إلى قرارات تؤدي إلى سلام طويل الأمد، فلا أرى أي سبب لوجودهم على الأراضي الأوكرانية، لأن روسيا ستنفذ هذه الاتفاقات بالكامل، فلا أحد يشك في ذلك".

تصريحات متناقضة من الكرملين

وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، إن الضمانات الأمنية ينبغي أن تُقدَّم لكل من روسيا وأوكرانيا معًا بعد انتهاء الحرب، في ما بدا تناقضًا مع ما قاله بوتين. وأضاف: "أحد الأسباب الرئيسية لهذا الصراع كان تآكل الأسس التي تقوم عليها الضمانات الأمنية لبلادنا، عندما بدأت أوكرانيا تُسحب إلى الناتو، وبدأت البنية التحتية العسكرية للحلف تقترب من حدودنا. لذلك، فإن هذه الضمانات، في إطار التسوية، يجب أن تُمنح لنا وللأوكرانيين على حد سواء".

وفي الشهر الماضي، دعا المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف الغرب إلى "التفكير بما يمكن أن يقدمه لروسيا" بشأن هذه الضمانات، فيما اعتاد المسؤولون الروس الإشارة إلى ما يعتبرونه "الجذور الأساسية" للصراع، والتي شملت على مدى السنوات الماضية توسع الناتو شرقًا ووجود أوكرانيا كدولة مستقلة.

تهديدات متصاعدة

يأتي تهديد بوتين باستهداف أي قوات لحفظ السلام في أوكرانيا كأحدث تصريح تصعيدي بشأن أي تدخل خارجي في الصراع. ففي سبتمبر الماضي، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن موسكو تعيد النظر في بروتوكولات استخدام الأسلحة النووية على ضوء الدعم الغربي المتزايد لكييف.

وتزامنت تصريحات بوتين مع ما اعتبره كثيرون أسبوعًا إيجابيًا بالنسبة له، حيث ظهر واقفًا إلى جانب نظيريه الصيني والكوري الشمالي في بكين، في إشارة إلى استمرار امتلاكه حلفاء أقوياء رغم محاولات الغرب لعزل روسيا.

دعوة إلى لقاء مع زيلينسكي

من بكين، قال بوتين الأربعاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب منه عقد لقاء مع زيلينسكي. وأضاف: "دونالد سألني إن كان بالإمكان عقد مثل هذا الاجتماع، فقلت نعم ممكن. في النهاية، إذا كان زيلينسكي مستعدًا، فليأتِ إلى موسكو، سيُعقد الاجتماع".

وجدد بوتين هذا الطرح يوم الجمعة، متعهدًا بتوفير "الأمن الكامل" في حال زار زيلينسكي العاصمة الروسية: "الجانب الأوكراني يريد هذا الاجتماع ويقترحه، وأنا قلت: أنا مستعد، تعالوا، سنوفر الظروف الملائمة للعمل وضمان الأمن بنسبة مئة بالمئة".

لكن كييف رفضت العرض رفضًا قاطعًا، واتهمت موسكو بمحاولة عرقلة جهود السلام بدلًا من دفعها إلى الأمام. وقال زيلينسكي الخميس: "أعتقد أن روسيا تفعل كل ما بوسعها لتأجيل العملية. شركاؤنا الأمريكيون أخبروني أن بوتين دعاني إلى موسكو، لكن برأيي، إذا كان شخص ما يريد للاجتماع ألا يتم، فعليه أن يدعوني إلى موسكو"، في إشارة واضحة إلى عدم جدية الطرح الروسي.

اغتيالات مؤجلة وضغط دولي

منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق عام 2022، تقول السلطات الأوكرانية إنها أحبطت عدة محاولات روسية مزعومة لاغتيال زيلينسكي. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيه، الأربعاء، إن زيلينسكي "مستعد للقاء بوتين في أي وقت"، لكنه اتهم الأخير بـ"التلاعب وتقديم مقترحات يعلم جيدًا أنها غير مقبولة".

وأضاف سيبيه أن سبع دول على الأقل أبدت استعدادها لاستضافة لقاء بين الرئيسين لإنهاء الحرب، بينها النمسا، والفاتيكان، وسويسرا، وتركيا، وثلاث دول خليجية. وختم بالقول: "لا شيء سوى زيادة الضغط هو ما يمكن أن يجبر روسيا على أخذ عملية السلام بجدية"، في إشارة إلى استمرار رهان كييف على التحالف الغربي.

استمرار القصف الروسي

وفيما تواصل الدول الغربية محاولاتها لإنهاء الحرب، تواصل روسيا هجماتها على جارتها. إذ أعلنت "المجلس الدنماركي للاجئين"، الخميس، مقتل اثنين من العاملين الإنسانيين جراء قصف روسي استهدف موقعًا لإزالة الألغام في شمال أوكرانيا.

التعليقات (0)