سياسي عراقي في حوار خاص لـ"180 تحقيقات"

غزة بين الحرب والدبلوماسية.. كيف يمكن للعراق قيادة جهود عربية موحدة؟

profile
  • clock 6 سبتمبر 2025, 2:10:25 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي

خاص موقع 180 تحقيقات

تتصاعد التوترات في قطاع غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي العنيف، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا وتشريد المدنيين ودمار واسع في البنية التحتية. وفي هذا السياق، يبرز دور العراق والدول العربية في دعم الحلول السياسية والإنسانية، وفق تحليل السياسي العراقي الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي في حوار مع موقع “180 تحقيقات” حيث يتناول الحديث تأثير التطورات الأخيرة في غزة على الاستقرار الإقليمي، ودور بغداد كمحرك دبلوماسي وفاعل إنساني، بالإضافة إلى إمكانيات المجتمع الدولي والدول العربية في التخفيف من معاناة المدنيين.

التأثير الإقليمي لتطورات غزة ودور العراق

رفع مستوى التوتر والقطيعة السياسية

تصاعد العمليات العسكرية العنيفة في غزة يهدد انتشار التوتر سياسيًا وشعبيًا عبر المنطقة. هذا التوتر قد يظهر في مظاهرات شعبية، ضغط من أحزاب سياسية، واستغلال الأزمة لتعزيز النفوذ الداخلي والإقليمي، ما ينعكس مباشرة على أمن الحدود واستقرار الدول المجاورة مثل العراق.

الاستقطاب الداخلي في العراق

الواقع العراقي المعقد، مع تعدد الفصائل السياسية والمجموعات المسلحة وتداخل النفوذ الخارجي، يجعل أي تصعيد في غزة مؤثرًا على الشارع العراقي وضغوط الحكومة. فقد تطالب بعض الأحزاب باتخاذ مواقف داعمة للفلسطينيين، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الداخلي.

الدور الدبلوماسي لبغداد

يمكن للعراق، عبر مبادرات دبلوماسية متوازنة، استضافة لقاءات عربية وإقليمية، وبناء جسور تواصل بين الأطراف، أن يسهم في:

إطلاق مبادرات تفاوضية إنسانية مثل وقف ناري مرحلي أو فتح ممرات آمنة.

تعزيز الضغط السياسي والدبلوماسي لحماية المدنيين.

منح بغداد شرعية لوساطتها عبر تقديم موقف متوازن وواضح.

الدور المتوقع للمجتمع الدولي والدول العربية

الضغط الدولي

تشمل الأدوات المتاحة الأمم المتحدة، مجلس الأمن، والدول الغربية التي يمكنها الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية أو هدنة إنسانية مؤقتة و فتح ممرات آمنة للمساعدات الطبية والغذائية و استخدام أدوات دبلوماسية واقتصادية للضغط على الأطراف المتنازعة، رغم محدودية الفاعلية في ظل انقسامات دولية.

الدور العربي الموحد

يمكن للدول العربية، بما في ذلك العراق، التنسيق على المستوى السياسي والإنساني عبر بيانات موحدة من الجامعة العربية و تنظيم قمم طارئة ومبادرات لإعادة الإعمار و الضغط على الأطراف لإبرام صفقات تبادل أو هدنة إنسانية.

دور العراق

تتمثل إمكانيات العراق في المساهمة في دعم إعادة الإعمار ماليًا ولوجستيًا و طرح مبادرات عربية موحدة لوقف النزيف و استخدام الضغط الشعبي والدبلوماسي في المحافل العربية والدولية لتفعيل الوساطة.

الدعم الإنساني لقطاع غزة: خطوات عاجلة

خطوات سياسية ودبلوماسية

فتح ممرات إنسانية آمنة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومصر لإدخال قوافل طبية وغذائية ووقود و التفاوض على وقف ناري مرحلي مقابل ترتيبات لإطلاق الأسرى والمحتجزين و ترويج صيغة تهدئة مؤقتة تسمح بتكثيف الإغاثة الإنسانية.

خطوات عملية ولوجستية

تجهيز قوافل مساعدات إقليمية تشمل مستلزمات طبية، مياه، وأدوية و تفعيل نقاط عبور آمنة عبر مصر (رفح) بالتنسيق مع الأمم المتحدة لضمان سرعة تفريغ الشحنات و دعم صحي طارئ عبر فرق طبية متخصصة ومستشفيات ميدانية و وضع آليات شفافة لتوزيع المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة لتفادي الاختطاف السياسي أو الحزبي.

خطوات إنسانية متوسطة المدى

وضع حزم تمويل لإعادة الإعمار الطارئ وتجهيز خطط للتعامل مع البنية التحتية المدمرة و دعم اللاجئين والنازحين داخل وخارج غزة عبر برامج غذاء، تعليم مؤقت، وصحة نفسية للأطفال والنساء.

توصيات عملية لبغداد

إطلاق مبادرة دبلوماسية عربية منسقة تستهدف وقفًا إنسانيًا قصير الأمد مع جدول زمني واضح ومراقبة دولية و تقديم منح مالية فورية عبر آليات الأمم المتحدة بدلًا من قنوات محلية غير مراقبة.

استضافة مؤتمر إقليمي/عربي لبحث إعادة الإعمار والطوارئ الإنسانية، مع تنسيق المساهمات المالية واللوجستية و تصعيد دبلوماسي متوازن في المحافل الدولية للتأكيد على حماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية.

إن الأزمة في غزة تهدد الاستقرار الإقليمي بشكل مباشر، لكن العراق يمتلك هامش فاعلية دبلوماسية وإنسانية يمكن استثماره لتقليل التصعيد. الحل الطويل الأمد يتطلب مسارين متوازيين:

ضغط عاجل لوقف الأعمال العدائية وفتح الممرات الإنسانية.

مبادرة سياسية إقليمية ودولية لمعالجة جذور الصراع وإعادة الإعمار.

من خلال هذا الدور، يمكن للعراق والدول العربية المساهمة في حماية المدنيين، تخفيف المعاناة، ودعم الاستقرار الإقليمي، مع الحفاظ على مصداقية بغداد كمحرك دبلوماسي وفاعل إنساني في المنطقة.

التعليقات (0)