بوتين: يمكن التوصل لحل بين إيران وإسرائيل وروسيا تملك مقترحات للحل

profile
  • clock 20 يونيو 2025, 5:51:06 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وكالات

شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي عُقد هذا العام تحت شعار "القيم المشتركة - أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب"، حيث استعرض بوتين رؤيته حول الأوضاع الدولية والإقليمية، وطرح مواقف موسكو من أبرز القضايا الساخنة، وعلى رأسها الصراع بين إيران وإسرائيل، والحرب في أوكرانيا، ومستقبل العلاقات الدولية، والتوازن الاقتصادي العالمي.

الصراع الإيراني - الإسرائيلي: اتصالات ومقترحات روسية

أكد بوتين أن الوضع في الشرق الأوسط، خاصةً النزاع بين إيران وإسرائيل، يختلف جذرياً عن الحرب في أوكرانيا، مشدداً على إمكانية التوصل إلى حلول مقبولة للطرفين، شرط التحلي بالصبر وتفادي التسرع. وأوضح أن روسيا لا تقوم بوساطة رسمية بين الجانبين، لكنها تجري اتصالات شبه يومية مع إيران، وهي أيضاً على تواصل مع إسرائيل، ولديها بعض المقترحات التي قد تُسهم في التهدئة.

وقال بوتين إن بلاده تحتفظ بعلاقات ودّية مع إيران وتفي بالتزاماتها معها، وتدعم بشكل ثابت حق طهران في امتلاك برنامج نووي سلمي، مضيفاً أن موسكو تدافع عن هذا الحق ليس فقط بالكلام بل بالأفعال. كما أشار إلى الطابع الخاص للعلاقة مع إسرائيل، قائلاً إنها "دولة ناطقة بالروسية تقريباً" نتيجة وجود عدد كبير من المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق.

وأضاف: "نأمل أن تبقى التصريحات التي يتحدث فيها زعيم دولة ما عن اغتيال زعيم دولة أخرى محصورة في حدود الخطاب فقط"، مؤكداً أن الانجرار وراء مثل هذه التهديدات قد يقوّض فرص التسوية.

مواقف موسكو من العلاقات الدولية: تعددية قطبية ورفض الهيمنة

جدد بوتين تأكيده أن روسيا تسعى لتوحيد جهود شركائها من أجل معالجة القضايا العالمية المشتركة، داعياً إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب يقوم على الحوار والتفاهم، لا على الهيمنة أو الإملاءات من كتل عسكرية أو اقتصادية معينة.

واعتبر أن حصة مجموعة السبع من الاقتصاد العالمي تتراجع سنوياً، وأن التغيرات العالمية تفرض على الدول الكبرى التكيف مع نظام جديد يخدم مصالح البشرية جمعاء، لا مصالح قوى معينة. وأكد أن روسيا منفتحة على الحوار حتى مع تلك الدول التي "بدأت تفقد مكانتها الدولية".

وأشار بوتين إلى أن موسكو توجه بوصلتها نحو آسيا، انسجاماً مع توجهات التنمية العالمية، مؤكداً أن بلدان الجنوب العالمي وآسيا ستسعى حتماً إلى تعزيز قدراتها، واصفاً ذلك بالأمر "الذي لا مفر منه".

الاقتصاد الروسي: نمو متوازن وتراجع الاعتماد على الطاقة

استعرض بوتين أداء الاقتصاد الروسي في مواجهة الضغوط الدولية، قائلاً إن الناتج المحلي الإجمالي سجل نمواً بنسبة 4% سنوياً، رغم الظروف الصعبة، بينما ارتفع بنسبة 1.5% خلال الأشهر الأولى من العام الجاري. وأكد أن مساهمة قطاع النفط والغاز لم تعد رئيسية في الاقتصاد الروسي، مشيراً إلى تطور قطاعات الزراعة، والصناعة، والخدمات اللوجستية، والمعلوماتية.

وشدد على أن روسيا لم تعد تعتمد فقط على صادرات الطاقة، بل تطوّر نماذج جديدة للنمو الاقتصادي، قائلاً: "لقد حطمنا التصور السابق عن أن الاقتصاد الروسي يعتمد على موارد الطاقة فقط".

كما تحدث عن انخفاض نسبة البطالة إلى 7.2%، مشيداً بالكفاءات الإدارية ومساهمتها في رفع جودة الاقتصاد الوطني. ودعا إلى الاعتماد على التقنيات المحلية لتعزيز التنافسية، وتسريع دورة تنفيذ الابتكارات من الفكرة إلى المنتج.

التحول الرقمي والتقنيات الروسية

أكد بوتين على ضرورة استخدام الحلول الرقمية الروسية لدعم الصادرات، بما في ذلك في مجال اللوجستيات، معلناً أن روسيا ستواصل التعاون مع مجموعة "بريكس" لتأمين البنية التحتية للمدفوعات والتسويات، وتعزيز استخدام الروبل الرقمي.

كما أشار إلى أهمية الدمج بين الصناعات الدفاعية والمدنية، وتطوير سوق الملكية الفكرية، مشيداً بتسجيل ما يقارب 77 ألف علامة تجارية جديدة خلال عام 2024 وحده.

مستقبل الاقتصاد العالمي ودور "بريكس"

في رؤيته للتوازنات العالمية، شدد بوتين على أن الاقتصاد العالمي يشهد أكبر تحول له خلال العقد الأخير، مشيراً إلى أن مجموعة "بريكس" باتت تمثل 40% من الناتج الإجمالي العالمي، بعدما كانت حصتها لا تتجاوز 20%.

ودعا إلى بناء نموذج تنمية جديد خالٍ من التلاعب السياسي والاستعمار الجديد، يأخذ في الحسبان المصالح الوطنية للدول، وأكد أن دول "بريكس" تنفذ مبادرات واسعة النطاق في مجالات الطاقة النووية والروبوتات والتكنولوجيا المتقدمة.

وأشار إلى أن التحديات العالمية لا يمكن حلها من قبل الدول منفردة، بل تتطلب استجابة عالمية وتنسيقاً دولياً شاملاً.

روسيا وأوكرانيا: توسع الناتو سبب النزاع

اتهم بوتين الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بتجاهل المخاوف الأمنية الروسية، مشيراً إلى أن الناتو توسع 6 مرات منذ أواخر التسعينيات، وتجاهل الدعوات الروسية لوقف توسعه. وذكر أن واشنطن اعترفت صراحة بإنفاق مليارات الدولارات على الانقلاب في أوكرانيا.

وقال إن روسيا سترد بالمثل على أي تهديد، تماشياً مع عقيدتها النووية، مشدداً على أن موسكو تسعى إلى ضمان أمنها دون المساس بأمن الدول الأخرى.

كما أكد أن روسيا تأخذ في الحسبان التجارب السلبية عند تطوير صناعاتها الدفاعية، وتسعى لتطوير التعاون العسكري التقني مع الدول الصديقة.

ختام المنتدى: رسائل توازن وتنمية وشراكة

اختتم بوتين كلمته بالتأكيد على أن روسيا، رغم التحديات، تواصل البناء الداخلي والانفتاح الخارجي، وتسعى لتكون شريكاً فاعلاً في صياغة نظام عالمي جديد يحقق التوازن، ويعكس تعددية المصالح، ويضمن الاستقرار بعيداً عن السياسات الإقصائية.

وقال: "مهمتنا أن نضفي طابعاً حضارياً على التحولات الجارية في العالم، وأن نضمن أن تكون الحلول متوازنة ومستدامة".

التعليقات (0)