تكبير الخط تصغير الخط

أعلنت السلطات الصحية في ولاية كيرالا بجنوب الهند حالة التأهب بعد تسجيل ارتفاع غير مسبوق في الإصابات بمرض نادر لكنه قاتل، يُعرف بالتهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (PAM)، والذي تسببه الأميبا "نيجليريا فاولري" الشهيرة بـ"آكلة الدماغ".

وكشفت وزيرة الصحة في الولاية، فينا جورج، أن كيرالا سجلت منذ بداية العام الجاري 69 إصابة مؤكدة، بينها 19 وفاة، من بينها وفاة رضيع يبلغ 3 أشهر الشهر الماضي. وأكدت أن الوضع يمثل تحدياً خطيراً للصحة العامة، لافتة إلى أن الإصابات متفرقة وليست مرتبطة بمصدر مياه واحد، ما يصعّب التحقيقات الوبائية.

ما هو التهاب الدماغ الأميبي؟

يُعد PAM مرضاً نادراً لكنه مميت، حيث تصيب الأميبا الجهاز العصبي المركزي بعد دخولها عبر الأنف أثناء السباحة أو الغوص في المياه العذبة الدافئة والراكدة. العدوى لا تنتقل من شخص لآخر ولا تحدث عن طريق شرب المياه الملوثة، بل عبر الأغشية الأنفية وصولاً مباشرة إلى الدماغ، مسببة تدميراً في أنسجته وتورماً يؤدي غالباً إلى الوفاة.

الأعراض الأولية تشبه التهاب السحايا البكتيري، مثل الصداع، الحمى، الغثيان والقيء، ما يجعل التشخيص المبكر بالغ الصعوبة. وغالباً يصل المرضى في مرحلة متأخرة، حين تكون الوذمة الدماغية قد تطورت سريعاً.

جهود وقائية مكثفة

بدأت حكومة كيرالا حملات واسعة لتطهير الآبار وخزانات المياه والبرك العامة المخصصة للاستحمام، ونصحت السكان بتجنب السباحة في المياه الراكدة، واستخدام مشابك الأنف أثناء السباحة، إضافة إلى تعقيم مصادر المياه بالكلور.

ورغم أن معدل النجاة من المرض عالمياً لا يتجاوز 3%، فإن جهود التشخيص المبكر في كيرالا رفعت هذه النسبة إلى 24%. مع ذلك، شددت السلطات على أن الكشف المبكر هو السلاح الأساسي لإنقاذ الأرواح، مطالبة السكان بالتوجه فوراً إلى المستشفيات عند ظهور أي أعراض مريبة بعد التعرض للمياه العذبة.

تصاعد المخاطر مع تغير المناخ

وأشارت وثائق حكومية إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يزيد من فرص تفشي الأميبا في المسطحات المائية الدافئة، في وقت يلجأ فيه الناس أكثر للأنشطة المائية الترفيهية، ما يجعل خطر الإصابة مرشحاً للتزايد