-
℃ 11 تركيا
-
20 يونيو 2025
تحليل عسكري – عملية "الاشتباك الصفري" شرق خان يونس
تحليل عسكري – عملية "الاشتباك الصفري" شرق خان يونس
-
20 يونيو 2025, 6:17:53 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المقاومة الفلسطينية
رامي أبو زبيدة – باحث في الشأن العسكري والأمني
المعطيات الميدانية:
بحسب ما بثّته قناة الجزيرة من مشاهد حصرية، فإن عملية المقاومة الفلسطينية – وتحديدًا عناصر كتـ.ـائب القسـ.ـام – شرق خان يونس تُعد واحدة من أبرز العمليات النوعية التي جرت في الآونة الأخيرة، وقد وثّقت الكاميرات تفاصيل ميدانية بالغة الدقة، تؤكد التالي:
تنفيذ كمين محكم أسفر عن مقتل ضابط وجندي في قـ.ـوات الاحتلال، وإصابة عدد آخر.
اشتباك من المسافة صفر مع مجموعة جنود من الو.ح.دات المتقدمة.
ملاحقة ميدانية مباشرة لعربة مدرعة/دبابة إسرائيلية فرت من ساحة الاشتباك.
التحليل العملياتي:
1. التخطيط والتوقيت:
العملية لم تكن وليدة اللحظة بل تعتمد على معلومات استخبارية ميدانية دقيقة حول مسار التحرك الآلي لجيش الاحتلال.
اختيار نقطة الكمين شرق خان يونس يعكس فهماً تكتيكياً للطبيعة الجغرافية للمنطقة، بما يتيح لعناصر المقاومة إمكانية الانقضاض والانسحاب بمرونة.
2. تكتيك الاشتباك من "المسافة صفر":
الاشتباك على بُعد قريب جدًا من العدو ، يُعد من أكثر أشكال القتال جرأة وخطورة، ولا يُنفذ إلا عندما يكون المقاتل قد سيطر على الأرض فعليًا.
هذا الأسلوب يدل على حالة انهيار جزئي أو ارتباك في صفوف القوة المهاجمة، وعدم وجود تغطية نارية كافية تحمي الجنود المتقدمين.*
3. الانسحاب التكتيكي للدبابة:
المشاهد التي تُظهر مطاردة عناصر القسام لدبابة إسرائيلية فرت من مكان الاشتباك، تدل على أن القوة الإسرائيلية دخلت في حالة انسحاب اضطراري وغير منظم.
*الدبابة – رغم تسليحها ودروعها – لا تستطيع المواجهة في بيئة الكمائن القريبة، خاصة عندما لا تكون مهيأة للاشتباك داخل مناطق ضيقة.*
النتائج والتداعيات:
هذه العملية تُعد ضربة معنوية شديدة لجيش الاحتلال، خاصة أن مقتل ضابط يرفع من التكلفة القيادية.
بثّ المشاهد من قبل قناة الجزيرة يزيد من التأثير الإعلامي والنفسي، ويعزز من صورة المقاومة كقوة ميدانية محترفة لا مجرد ردود فعل.
تُعيد هذه العملية الاعتبار لـ تكتيك الكمائن الديناميكية، وهو ما يشير إلى الأداء الميداني المميز للقسـ.ـام، واعتماده على حرب العصابات الحضرية المتقدمة وليس فقط الدفاع الثابت.
عملية خان يونس تشكّل نموذجًا كلاسيكيًا للتفوق المعنوي والتكتيكي في معركة الإرادات. فيها، يتحول المقاتل الفلسطيني من موقع الدفاع إلى الهجوم المباغت، ويُجبر الآلة العسكرية الإسرائيلية على التقهقر تحت وقع المفاجأة والمهارة القتالية.

.jpeg)






