تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

حذّرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس، في بيان مشترك صدر اليوم، من خطورة العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة ضد مدينة غزة، واصفة التهجير الجماعي للمدنيين بأنه "حكم بالإعدام" بحق عشرات الآلاف من العائلات المحاصرة.

وقال البيان إن أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية لعدد من أحياء المدينة، بالتزامن مع قصف مكثّف، "تفتح أبواب الجحيم" أمام سكان غزة الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية منذ شهور طويلة، محذرًا من أن العملية ليست مجرد تهديد بل "حقيقة يجري تنفيذها بالفعل".

وأكدت الكنيستان أن مجمّع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمّع كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة يؤويان مئات المدنيين، بينهم مسنون ونساء وأطفال وأشخاص من ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن الكهنة والراهبات قرروا البقاء مع من احتموا داخل أسوار الكنائس، رغم معاناتهم من الهزال وسوء التغذية، لأن مغادرة المدينة "ستكون بمثابة إعلان حكم بالإعدام عليهم".

وجدد البيان رفضه لأي مستقبل قائم على "أسر أو تشريد الفلسطينيين أو الانتقام منهم"، مشددًا على أنه "لا يوجد أي مبرّر للتهجير الجماعي المتعمّد والقسري للمدنيين". واستشهد بما قاله البابا لاون الرابع عشر في خطاب قبل أيام: "لا يجوز لأحد أن يُجبر شعبًا على المنفى القسري".

ودعت البطريركيتان إلى إنهاء الحرب فورًا ووضع حدّ لدوامة العنف، مؤكدتين أن "ما جرى من دمار في الممتلكات وحياة الناس يكفي"، وأن "لا مبرّر لاحتجاز المدنيين كأسرى في ظروف مأساوية".

وطالبتا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء "هذه الحرب العبثية والمدمرة"، والعمل على عودة جميع المفقودين والأسرى، مع التشديد على أن "طريق العدل يؤدي إلى الحياة، والسير فيه ينجّي من الموت".