غزة تختنق تحت النار

انهيار آخر المرافق الصحية جنوب القطاع.. وأهالي خان يونس يفترشون الشوارع

profile
  • clock 19 مايو 2025, 8:28:56 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شيماء مصطفى

تعكس التصريحات الأخيرة للهلال الأحمر الفلسطيني صورة قاتمة للوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة، في ظل تصاعد العدوان الصهيوني واستمرار القصف العشوائي، الذي لم يترك مجالًا للتمييز بين أهداف مدنية أو عسكرية، وفقًا للمنظمات الإنسانية.

استهداف مباشر للمرافق الصحية

أبرز ما يثير القلق هو استهداف محيط مستشفى ناصر الطبي، وهو آخر المرافق الصحية الكبرى العاملة في جنوب القطاع. هذا الاستهداف يهدد بفقدان آخر ما تبقى من خدمات طبية حيوية، ويُعد خرقًا واضحًا لقواعد القانون الدولي التي تضمن حماية المراكز الطبية في النزاعات المسلحة.

نزوح قسري ومعاناة في العراء

بالتوازي مع القصف، يعاني سكان قطاع غزة من موجة نزوح جديدة، حيث اضطر آلاف المواطنين إلى افتراش الشوارع في منطقة مواصي خان يونس، بعد تلقيهم أوامر إخلاء من قوات الاحتلال. هذا النزوح القسري يشكّل أزمة إنسانية مضاعفة، في ظل انعدام الملاجئ والمرافق الأساسية.

انهيار في منظومة الإسعاف والطوارئ

الهلال الأحمر أكد أنه يعمل حاليًا بثلث قدراته التشغيلية فقط، نتيجة استهداف مركبات الإسعاف ومنعها من الحركة. هذا الوضع يضع حياة الجرحى والمرضى في خطر شديد، ويشلّ قدرة الطواقم الطبية على الاستجابة للحالات الطارئة.

الدفاع المدني مشلول

أما الدفاع المدني، فقد خرجت 75% من مركباته عن الخدمة، نتيجة نفاد الوقود وغياب قطع الغيار، في ظل الحصار الخانق المفروض على القطاع. هذا الشلل يعوق القدرة على إطفاء الحرائق، إنقاذ العالقين، أو مواجهة أي كارثة طبيعية أو بشرية.

لا ملاذ آمن في غزة

واختتم الهلال الأحمر الفلسطيني بيانه بتصريح خطير: "لم تعد هناك أماكن آمنة في القطاع"، مشيرًا إلى أن القصف العشوائي لا يتوقف، ويطال المدنيين في مختلف المناطق، دون تمييز، ما يعكس واقعًا من انعدام الأمان التام لسكان غزة.

ختامًا، يعكس هذا المشهد حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، في ظل استمرار العدوان والحصار، وعجز المنظمات الإغاثية عن تقديم الحد الأدنى من المساعدة. ومع تدهور الوضع يومًا بعد يوم، يبقى المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمصداقيته في حماية المدنيين وفرض احترام القانون الإنساني الدولي.

التعليقات (0)