تكبير الخط تصغير الخط

أدان "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" بشدة الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في حي الأفغاني بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، والتي تمثلت في قصف جوي دموي أعقبه منع ممنهج لوصول فرق الإنقاذ إلى الضحايا، ما أدى إلى سقوط المزيد من الأرواح تحت الأنقاض.

استهداف مباشر للمدنيين ومنع عمليات الإنقاذ

في بيان صحفي صدر اليوم السبت، كشف المرصد الأورومتوسطي أن طائرات الاحتلال قصفت منزل المواطن عبد الكريم الأفغاني، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من أفراد العائلة، بينهم نساء وأطفال. وأكد المرصد أن جيش الاحتلال لم يكتف بالقصف، بل منع بشكل متعمد فرق الإنقاذ من الوصول إلى الموقع، ما أدى إلى إعاقة إنقاذ المصابين وانتشال العالقين.

ووفقًا لشهادات ميدانية وثّقها المرصد، تعرضت فرق الإنقاذ للاستهداف المباشر من الطائرات الإسرائيلية، في خطوة وصفها المرصد بأنها "جريمة مركبة" ومخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني.

14 فردًا تحت الأنقاض وسط حصار قاتل

بحسب فريق المرصد، تم حتى الآن انتشال جثامين 11 فردًا من العائلة، فيما لا يزال 14 فردًا آخرين، بينهم 9 نساء وأطفال، محاصرين تحت أنقاض المنزل. وذكر البيان أن الطائرات الإسرائيلية نفذت قصفًا متجددًا استهدف موقع المنزل، مما أعاق أي محاولة للوصول إلى الناجين المحتملين.

وفي ظل نفاد الغذاء والماء، ومع استمرار القصف ومنع الاقتراب من الموقع، حذّر المرصد من أن العالقين يواجهون موتًا بطيئًا تحت الأنقاض، في واحدة من أبشع الجرائم التي توثّقها الحرب على غزة.

نداءات استغاثة تقابلها صواريخ

أوضح المرصد أن سكان حي الأفغاني أطلقوا نداءات استغاثة عاجلة لإنقاذ الضحايا، إلا أن الاحتلال تعامل مع هذه النداءات بمزيد من العنف، حيث تم استهداف كل من حاول الاقتراب من موقع القصف، ما زاد من حجم الكارثة الإنسانية.

وأكد المرصد أن منع فرق الإنقاذ، واستهداف المدنيين العُزّل، يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي.

دعوة لتدخل دولي عاجل وإنساني

طالب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية بالتحرك العاجل والضغط على إسرائيل للسماح بإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، مؤكدًا ضرورة إدخال آليات متخصصة لرفع الركام، وتأمين الحماية الكاملة للطواقم الطبية والإنسانية العاملة في الميدان.

وشدد المرصد على أن ما جرى في خانيونس ليس حادثًا معزولًا بل امتداد لنهج إسرائيلي في استهداف المدنيين ومنع إنقاذهم، وهو ما يتطلب تدخلًا دوليًا صارمًا.

استئناف العدوان الإسرائيلي رغم اتفاق التهدئة

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي استؤنف فجر 18 مارس/آذار 2025 بعد توقف مؤقت دام شهرين، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن إسرائيل لم تلتزم ببنوده وواصلت خروقاتها المتكررة.

حصيلة دامية: أكثر من 173 ألف شهيد وجريح

ومنذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبغطاء سياسي ودعم عسكري أمريكي وأوروبي، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتشير آخر الإحصائيات إلى سقوط أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود ما زال مصيرهم مجهولًا.