درور يميني: إسرائيل على حافة "هزيمة سياسية": نقد ذاتي من الداخل العبري

profile
  • clock 19 مايو 2025, 8:27:54 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ليلى سليم

في مقال لافت للصحافي الإسرائيلي بن–درور يميني نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حذر الكاتب من أن إسرائيل باتت على بعد خطوة واحدة من هزيمة سياسية ساحقة في الساحة الدولية، نتيجة سياسات اتصالية وإستراتيجية وصفها بـ"الخرقاء" وغير المسؤولة.

يميني، المعروف بدفاعه المستمر عن الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام العالمية، أقر بأن الرواية الإسرائيلية باتت عاجزة عن إقناع العالم، رغم كل الجهود الدعائية، بسبب طوفان الصور القادمة من غزة، والتي تعرض دمارًا وجوعًا وأطفالًا يتضورون جوعًا تحت الأنقاض. وأوضح أن هذه الصور - مهما كانت خلفياتها - تطغى على أي خطاب دعائي وتحول إسرائيل في نظر الرأي العام العالمي إلى الجاني.

ورأى الكاتب أن المشكلة لا تكمن في "انحياز الإعلام"، كما يروج كثيرون في إسرائيل، بل في السياسة نفسها، مؤكدًا أن "العالم يرى ما لا نراه نحن"، وأن القادة الغربيين من حلفاء إسرائيل، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب (في مقاله يقصد ترامب العائد للمشهد بعد انتخابات 2024) وحتى السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، أبدوا قلقهم العلني من الكارثة الإنسانية في غزة، في حين لا تزال الحكومة الإسرائيلية تعيش في "فقاعة من الإنكار".

ويميني انتقد بشدة أداء الحكومة الإسرائيلية الحالية، وخصوصًا التيار اليميني المتطرف الذي "يعيش في عزلة أخلاقية وسياسية"، حسب وصفه، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان الدعم الدولي، بل وفرض قيود على مبيعات السلاح لإسرائيل، في ظل تنامي الضغوط داخل الحزب الجمهوري الأميركي.

ويختم الكاتب مقاله بتحذير واضح: "نحن على مسافة خطوة من الفشل. ليس بسبب العالم، وليس بسبب اللاسامية، بل بسبب إستراتيجية خرقاء تسجل فصلاً جديداً من مسيرة السخافة".

بقلم: إيال زيسر
عن "إسرائيل اليوم"

لم يُدعَ الحوثيون إلى مراسم الاستقبال الاحتفالية التي أُقيمت لمناسبة زيارة الرئيس ترامب للسعودية وقطر، لكنهم حرصوا على تذكير الجميع، وبالتأكيد إسرائيل، بأن ترامب ربما أعلن أنهم تلقّوا ضربة قاسية، واضطروا إلى رفع الراية البيضاء، غير أن التصريحات بالنصر شيء، والواقع على الأرض شيء آخر: إطلاق ثلاثة صواريخ في يوم واحد تجاهنا، في الوقت الذي يحتفل ترامب وأصدقاؤه في الخليج.


منح ترامب الحوثيين طوق نجاة، في مقابل وعدٍ بعدم مهاجمة السفن الأميركية التي تُبحر قبالة السواحل اليمنية، وبهذا ربما اشترى لنفسه هدوءاً، لكنه هدوء مؤقت، لا يرقى حتى إلى مستوى المؤتمر الصحافي المبتهج الذي عقده، ومن المؤكد أنه لن يحلّ النزاع الدموي في اليمن، والذي يشكّل تهديداً، ليس لإسرائيل فحسب، بل أولاً وقبل كل شيء، للسعودية الجارة. يمكن، بل يجب، حسم أمر الحوثيين، تماماً مثلما تم القضاء على تنظيم "داعش" في حينه، وإن كان ذلك في عهد رئيس أميركي آخر، باراك أوباما.


لم تكن الولايات المتحدة هي مَن تراجعت خطوة إلى الوراء أولاً في اليمن فحسب، بل أيضاً في مواجهة إيران: فطهران تقف، اليوم، على حافة الانهيار الاقتصادي، ويخشى قادتها من أن استمرارهم في السير على طريق المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل سيُعرّض حُكمهم لتهديد لم يسبق لهم أن واجهوه منذ صعودهم إلى السلطة.
إن الضيق والخوف اللذين تبثّهما إيران حقيقيان، لكن بدلاً من توجيه ضربة قاصمة إلى "نظام الشر" في لحظته العصيبة، وهو نظام عازم على مواصلة نشر "الإرهاب والعنف" في المنطقة، وكذلك، تطوير برنامجه النووي، اختار الأميركيون، حتى في هذه الساحة، طريق الحوار والمصالحة، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى اتفاق يضمن الهدوء في الفترة المقبلة، شهوراً، أو أعواماً، لكنها ستُبقي البرنامج النووي الإيراني بمثابة قنبلة موقوتة على عتبة الشرق الأوسط بأسره.


لم يكن الحوثيون والإيرانيون في الرياض وقطر، ولا حتى إسرائيل بالمناسبة، لكن مَن دُعي كضيف شرف كان الرئيس السوري أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني). وبطلب من صديقَيه المقربَين محمد بن سلمان وأردوغان، تخلّى ترامب عن القاعدة الأساسية "احترمه، ولا تفقد الشك فيه"، وبدلاً من ذلك، تبنّى نهج "ننفّذ أولاً، ونفهم لاحقاً": أزلنا العقوبات أولاً، وساعدنا الشرع، الناشط السابق في تنظيم "القاعدة" و"داعش"، على ترسيخ حُكمه، ثم نأمل أن تسير الأمور على ما يرام.
لكن بعد هذا كله، من المهم أن نتذكر أن الشرق الأوسط لم يغيّر وجهه فعلياً، لا نحو الأفضل، ولا نحو الأسوأ، في ظل الزيارة الرئاسية وما تلاها. وهكذا، ستنتهي أصداء المهرجانات، وسيعود ترامب إلى واشنطن، وسنبقى جميعاً في منطقة لا تزال تعجّ بالتهديدات والمخاطر التي لم تتبدد، لكنها تحمل فرصاً لمستقبل أفضل.


صحيح أن إسرائيل لم تكن حاضرة في الرياض والدوحة، ولم يُذكر اسمها تقريباً في خطابات الترحيب، لكن الخلاصة من كل ما جرى في الخليج، خلال الأسبوع الأخير، هي أن اتفاقيات أبراهام لا تزال، ليس فقط اللعبة الوحيدة على الساحة، بل أيضاً أفضل سبيل، وفي الواقع، السبيل الوحيد لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة.
من المدهش أن نكتشف أنه بعد نحو عشرين شهراً على السابع من تشرين الأول، لا تزال الدول العربية كلها ملتزمة بهذه الاتفاقيات ومواصلة الدفع بها قدماً، والتغيير الوحيد الذي طرأ، هو أن قائمة الدول الطويلة التي أبرمت السلام مع إسرائيل، أو تنتظر دورها، قد انضم إليها أيضاً كلٌّ من لبنان وسورية.


يريد حكام العرب اتفاقيات أبراهام، ليس بالضرورة من أجل إسرائيل، أو من أجل ترامب، بل بدافع رغبتهم في ضمان مستقبل أفضل وأكثر أماناً لأنفسهم، وهذا يمكن تحقيقه، ليس فقط بالاعتماد على المزاج المتقلّب لهذا الرئيس الأميركي، أو ذاك، بل أيضاً من خلال نظام إقليمي يُؤسّس ويُحصّن الترتيبات الأمنية التي هم في أمسّ الحاجة إليها.
الكرة الآن في الملعب الأميركي، لكنها أيضاً في الملعب الإسرائيلي، والمطلوب الإدراك أن الحرب في غزة باتت قصة من الماضي، وأن المستقبل يكمن في الانفصال عنها والتحرك قدماً نحو اليوم الذي يليها. يجب دعم ترامب في هذه الخطوة تحديداً، لأنه ليس ضد إسرائيل، بل يريد الخير لها. لذلك، من الأفضل أن نكون نحن مَن يرسم المسار، وأن نصوغ اليوم التالي لغزة بطريقة تخدم المصالح الإسرائيلية، وأن ندفع نحو صيغة موسعة ومطوّرة من اتفاقيات أبراهام مع العالم العربي من حولنا، بدلاً من انتظار الإملاءات الأميركية.

المصادر

بقلم: بن – درور يميني | عن "يديعوت أحرونوت"

كلمات دليلية
التعليقات (0)