دور منظمات المجتمع المدني في حماية حقوق المرأة

الملتقى الثاني للمرأة العراقية والمجتمع المدني نحو مستقبل مستدام: المرأة شريك أساسي في التنمية

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 1:29:47 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صورة من اللقاء

موقع 180 تحقيقات

شهدت العاصمة العراقية بغداد انعقاد الملتقى الثاني للمرأة العراقية والمجتمع المدني نحو مستقبل مستدام تحت شعار "المرأة شريك أساسي في التنمية"، وذلك بإشراف مباشر من السيدة سارة إياد علاوي، مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون منظمات المجتمع المدني والمدير التنفيذي للملتقى، وبرعاية رئاسة مجلس الوزراء والمجلس الأعلى لشؤون المرأة.


هذا الملتقى مثّل محطة مهمة لتسليط الضوء على دور المرأة العراقية في مسيرة التنمية المستدامة، وعلى مكانة منظمات المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق المرأة وحماية مكتسباتها.

مشاركة واسعة محلية ودولية

تميز الملتقى بحضور نوعي، إذ شارك فيه أكثر من 100 منظمة مجتمع مدني محلية ودولية (NGO)، إضافة إلى حضور رفيع المستوى من القيادات النسوية في الحكومة وممثلي المؤسسات الدولية والبعثات الدبلوماسية.
كما شهد الملتقى حضوراً واسعاً من الناشطات في مجال حقوق المرأة، إضافة إلى رائدات الأعمال الشابات في ميادين الاقتصاد والمشاريع الناشئة، وهو ما أضفى على الملتقى طابعاً متنوعاً جمع بين التجربة الرسمية والمجتمعية والدولية.

كلمات افتتاحية تؤكد دور المرأة في التنمية

في كلمتها الافتتاحية، شددت السيدة سارة إياد علاوي على أن المرأة العراقية أثبتت عبر مراحل مختلفة من تاريخ العراق أنها عنصر فاعل في مسيرة البناء والإعمار. وأكدت أن المرحلة الحالية تستوجب مشاركة المرأة في جميع المجالات، من صنع القرار السياسي إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما أوضحت علاوي أن منظمات المجتمع المدني لعبت دوراً محورياً في حماية حقوق المرأة وتعزيز مكانتها من خلال التشريعات والمبادرات الميدانية، مشيرة إلى أن هذه المنظمات قدمت برامج تدريبية وتنموية كان لها أثر ملموس في تمكين المرأة العراقية ودعم قدراتها.

 

دور منظمات المجتمع المدني في حماية حقوق المرأة

ركزت جلسات الملتقى على مناقشة الدور الحيوي الذي تؤديه منظمات المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق المرأة، خاصة تلك المعنية مباشرة بقضايا النساء. وقد تم التأكيد على تعزيز مشاركة المرأة في القيادة السياسية وصنع القرار و مواجهة جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة و توفير بيئة داعمة تسهم في تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً و تفعيل دور المجتمع المدني كحلقة وصل بين الدولة والمجتمع وبين العراق والعالم.

هذه النقاط جاءت متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، وخاصة تلك المتعلقة بتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز العدالة الاجتماعية.

جلسات حوارية وتوصيات مؤثرة

شهد الملتقى عقد جلسات حوارية ضمت قيادات نسوية بارزة وناشطين في مجال حقوق المرأة والمجتمع المدني. وقد أسفرت هذه الجلسات عن جملة من التوصيات المهمة، أبرزها تعزيز مكانة المرأة العراقية في المؤسسات الحكومية والخاصة و مواجهة التحديات القانونية والتشريعية التي تعيق حقوق المرأة والطفل و إطلاق برامج تنموية شاملة لدعم رائدات الأعمال والنساء الشابات و توفير الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا العنف والتمييز و تكثيف الجهود للتعاون مع المؤسسات الدولية لتعزيز صورة العراق في مجال تمكين المرأة.

المرأة العراقية: ركيزة أساسية للتنمية المستدامة

أوضحت كلمة السيدة سارة علاوي أن النهوض بالمرأة العراقية لا يقتصر على تمكينها فردياً فقط، بل هو ركيزة لبناء مجتمع أكثر قوة واستقراراً. واعتبرت أن حضور هذا العدد الكبير من المنظمات والقيادات النسوية يعكس إرادة وطنية ودولية للعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للمرأة العراقية.

كما شددت على أن المسؤولية الوطنية تفرض توفير بيئة آمنة للنساء تدعم التشريعات التي تضمن حقوقهن وتتيح لهن المشاركة الفاعلة في صنع المستقبل السياسي والاقتصادي للعراق.

الدعم الحكومي والدولي

أكدت علاوي أن الحكومة العراقية أطلقت مشاريع ومبادرات متنوعة لدعم المرأة وتعزيز دورها، وكان لها أثر ملموس في الميدان رغم التحديات. إلا أنها شددت على أن هذه الجهود بحاجة إلى مزيد من التطوير والتشريعات الداعمة، خصوصاً في مواجهة التهميش والإقصاء والكراهية التي تتعرض لها بعض النساء.

كما أشارت إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاوناً أكبر بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية، بما يضمن أن تكون المرأة شريكاً كاملاً في التنمية المستدامة، وبما يعكس صورة العراق كبلد يسعى إلى ترسيخ قيم العدالة والمساواة.

نحو مستقبل مستدام للمرأة العراقية

من خلال هذا الملتقى، برزت صورة واضحة أن تمكين المرأة العراقية هو الطريق نحو مستقبل مستدام يحقق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والسياسية. إن التوصيات الصادرة عن الملتقى تشكّل خريطة طريق عملية لتعزيز مكانة المرأة وحمايتها من العنف وضمان مشاركتها الفاعلة في قيادة المجتمع.

الملتقى الثاني لم يكن مجرد فعالية تقليدية، بل مثّل منصة وطنية للحوار والتعاون، ورسالة تؤكد أن المرأة العراقية لم تعد على هامش المشهد، بل أصبحت شريكاً رئيسياً في صناعة مستقبل العراق.

التعليقات (0)