إجراءات الاحتلال: الحصار والتعتيم الإعلامي

موسم اقتحامات الأقصى 2025: زياد ابحيص يكشف مستوى خطير من التهويد الإسرائيلي

profile
  • clock 24 سبتمبر 2025, 6:18:13 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أكد الباحث المختص في شؤون المسجد الأقصى، زياد ابحيص، في تصريحات صحفية وفقا للرسالة أن يومي الثلاثاء والأربعاء 23-24 أيلول/سبتمبر 2025 شهدا انطلاق موسم العدوان السنوي الأعنف على المسجد الأقصى المبارك، والذي يستمر حتى 14 تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وأوضح أن ما جرى يمثل مستوى جديداً وخطيراً من محاولات تهويد المسجد وفرض الهوية التوراتية عليه، مشيراً إلى أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتغيير الطابع الديني والتاريخي للمكان.

الرقص والغناء الجماعي: تهويد بأسلوب جديد

أبرز ما ميز موسم اقتحامات رأس السنة العبرية لهذا العام، حسب ابحيص، هو تكريس الرقص والغناء الجماعي للمقتحمين داخل المسجد الأقصى. وقال إن المشهد يهدف إلى تحويل الأقصى إلى ساحة اجتماعية للمناسبات الصهيونية وليس مجرد أداء الطقوس الدينية اليهودية التقليدية.

وأشار الباحث إلى أن هذا المسار أقره وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير منذ يوليو الماضي، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تصعيداً جديداً في سياسات الاحتلال الرامية إلى فرض الهوية التوراتية على المسجد الأقصى المبارك.

الطقوس الدينية والانبطاح الجماعي

شهدت الاقتحامات أداء صلوات توراتية صباحية ومسائية، إضافة إلى الطقوس الخاصة بالعيد، وفي مقدمتها الانبطاح الجماعي أو "السجود الملحمي" على أرض الأقصى. وأوضح ابحيص أن هذه الممارسة تعكس التعامل مع الأقصى باعتباره "الهيكل المزعوم"، في مخالفة صريحة لكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحظر تغيير هوية الأماكن المقدسة.

قيادات منظمات الهيكل وأزياء التوبة

وأشار الباحث إلى أن قيادات منظمات الهيكل، مثل الحاخام أليشع وولفسون والحاخام يهودا غليك، حرصوا على ارتداء الثياب البيضاء المعروفة باسم "ثياب التوبة". هذه الملابس ترمز إلى أيام التوبة في الشريعة اليهودية، وتعزز من فرض الهوية التوراتية في الأقصى، كما تمثل جزءاً من الأزياء التقليدية لكهنة الهيكل.

وأضاف أن ارتداء هذه الثياب يعكس محاولة تشديد الرمزية الدينية الاستعمارية على المسجد الأقصى، بما يرسخ اعتباره "الهيكل المزعوم" أمام العالم.

تغييرات في الطقوس مقارنة بالسنوات السابقة

لفت ابحيص إلى أن موسم هذا العام لم يشهد نفخ البوق في ساحات الأقصى خلافاً للأعوام السابقة (2021-2024). إلا أنه حذر من إمكانية أن يقوم المستوطنون بنفخه لاحقاً رغم انتهاء وقته الديني، مؤكداً أن الهدف الرئيسي هو فرض رمزية استعمارية للطقوس الدينية حتى خارج أوقاتها المحددة.

إجراءات الاحتلال: الحصار والتعتيم الإعلامي

عزز الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات الحصار والتعتيم الإعلامي حول المسجد الأقصى، حيث تم إبعاد المرابطين والصحفيين وتقييد عمل حراس الأوقاف، ومنعهم من متابعة كامل الساحات الشرقية أثناء الاقتحامات.

وأكد الباحث أن هذه الإجراءات جعلت رواية منظمات الهيكل المصدر شبه الوحيد للأحداث، مما يسهل على الاحتلال فرض روايته وإخفاء معالم الانتهاكات الميدانية أمام المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية.

أعداد المقتحمين وتوقعات التصاعد

أكد ابحيص أن ما جرى حتى الآن ليس إلا بداية الموسم، موضحاً أن الأعداد مرشحة للتصاعد خلال الأيام المقبلة، خاصة مع ما يسمى "أيام التوبة".

وأشار إلى أن عدد المقتحمين في يومي رأس السنة بلغ 897 مستوطناً، مع توقع تضاعف الأعداد لاحقاً، ما يعكس تصاعد محاولات الاحتلال لفرض الهوية التوراتية على المسجد الأقصى بشكل أوسع وأكثر استهدافاً للمقدسات الإسلامية.

المخاطر القانونية والدولية

يؤكد الباحث أن هذه الاقتحامات تنتهك كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي الأماكن المقدسة. وأضاف أن استمرار هذه السياسات يهدد الوضع التاريخي والديني للمسجد الأقصى، ويشكل تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلى مواجهات واسعة بين الفلسطينيين والمقتحمين، إضافة إلى آثار سياسية ودبلوماسية على الصعيد الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أن الضغط الدولي والمراقبة الإعلامية ضروريان لمواجهة محاولات الاحتلال الرامية إلى تهويد الأقصى، وتجنب تحويله إلى أداة رمزية لفرض الهوية التوراتية على سكان القدس والمسلمين.

 

التعليقات (0)