تكبير الخط تصغير الخط

*تحليل عسكري ميداني| رامي أبو زبيدة*

🟥 *من بيت حانون إلى عبسان: الاستنزاف يتحوّل إلى أسر*

بعد ساعات من تحذير صريح وواضح من المتحدث العسكري باسم كتائب القسام *"أبو عبيدة"، بأن معركة الاستنزاف قد تتحوّل إلى **فرصة جديدة لوقوع جنود الاحتلال في الأسر،* تأتي عملية عبسان الكبيرة شرق خانيونس لتُثبت أن الكلمة ليست للاستهلاك الدعائي، بل *جزء من خطة عملياتية قيد التنفيذ.*

في بيانها الميداني، أعلنت كتائب القسام أنها حاولت *أسر أحد جنود العدو بعد كمين مركب ومعركة اشتباك مباشر،* لكن الظروف الميدانية حالت دون ذلك، ما اضطر المقاتلين إلى الإجهاز عليه واغتنام سلاحه، بعد استهداف ناقلات الجند والدبابات وقوات الحفر بقذائف "الياسين 105".

🎯 *الدلالات العسكرية للعملية:*

*1. المحاولة الجادة للأسر تؤكد نضوج القرار العملياتي القتالي داخل القسام، بأن المرحلة الحالية لم تعد فقط للاستنزاف والخسائر، بل قد تتحوّل في أي لحظة إلى ملف أسرى جديد يفرض معادلات كبرى.*

*2. طبيعة الهجوم القريب والاشتباك وجهاً لوجه، يشير إلى أن الكتائب ليست في حالة دفاع، بل في مرحلة هجوم تكتيكي متنقل، تختار فيه التوقيت والموقع بعناية.*

*3. الاستهداف المباشر للدبابات والحفّارات يدل على إدراك المقاومة لأهمية شلّ قدرة التوغل والهندسة العسكرية الإسرائيلية، وفرض بيئة اشتباك صعبة تحقّق من خلالها هدفًا مركبًا:*
▫ إنهاك القوة
▫ وإرباك الإخلاء
▫ واقتناص فرصة للأسر إن توفرت

⚠️ *ما الذي تعنيه هذه العملية في ضوء المفاوضات؟*

🔻 *رسالة القسام واضحة: الزمن ليس في صالح الاحتلال.*

كل يوم تأخير في المفاوضات، أو مماطلة في التهدئة وتبادل الأسرى، يعني فرصة إضافية للمجاهدين لتغيير قواعد الاشتباك على الأرض، إما بقتل، أو بأسر، أو بكليهما.

🔻 *الحديث عن "محاولة أسر فاشلة" ليس ضعفًا، بل تحذيرًا مبطنًا:* نجونا اليوم من أَسْركم... لكن في المرة القادمة، قد لا تُنقذكم طائرات الإخلاء ولا هندسة الميدان.

🔻 *العملية في عبسان تضع ضغطًا نفسيًا إضافيًا على القيادة العسكرية والسياسية في تل أبيب، التي تعلم جيدًا أن كل أسير جديد يعني ورقة قتال جديدة بيد القسام، وكل فشل في منع الأسر يعني كسرًا في عقيدة الردع الإسرائيلية.*

🟥 *الخلاصة العسكرية:*

كتائب القسام تُصعّد بذكاء.

لا تستنزف فقط، بل تُراكم نقاط قوة جديدة.
*وإن لم يستجب الاحتلال للمفاوضات، فإن ساحة غزة ستُعيد إليه جنوده… لكن مكبلين خلف قضبان الأسر، أو محمولين في توابيت سوداء.*