الساعات الأخيرة قبل التوقف الكامل

تحذيرات من انهيار وشيك للقطاع الصحي في غزة: الوقود ينفد والمستشفيات على حافة الانهيار

profile
  • clock 9 يوليو 2025, 3:30:29 م
  • eye 433
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أطلق الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، تحذيرات شديدة اللهجة من كارثة طبية وشيكة تهدد حياة مئات المرضى والجرحى، مع دخول الوقود في مستشفيات القطاع مرحلة النفاد الكامل، مؤكدًا أن ساعات قليلة فقط تفصل المرافق الصحية عن التوقف الكامل عن العمل.

الساعات الأخيرة قبل التوقف الكامل

خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء، أكد أبو سلمية أن جميع مستشفيات القطاع، بما في ذلك مجمع الشفاء – الأكبر في غزة – ستخرج عن الخدمة خلال الساعات الثلاث القادمة إذا لم يتم إدخال الوقود بشكل عاجل.

وقال: "نواجه انهيارًا وشيكًا للمنظومة الصحية، ولا توجد لدينا أي بدائل في حال توقف مجمع الشفاء عن العمل".

وأشار إلى أن أقسامًا حيوية مثل العناية المركزة، وغرف الخدج، ووحدات غسيل الكلى مهددة بالتوقف، مما يعرّض حياة:

نحو 100 طفل خدج

13 مريضًا في العناية المركزة

350 مريض كلى يعتمدون على جلسات الغسيل المنتظمة

توقف العمليات الجراحية وانتشار الأوبئة

وأوضح أبو سلمية أن غرف العمليات ستتوقف كليًا عن إجراء الجراحات، في وقت تتزايد فيه إصابات الحرب، وتنتشر الأوبئة مثل الحمى الشوكية، وسط عجز تام عن توفير العلاج اللازم أو تقديم الخدمات الطبية الطارئة.

وأضاف أن توقف محطات الأكسجين، والمختبرات، وبنوك الدم سيتسبب في تحويل المستشفيات إلى "مقابر جماعية" بفعل نقص الوقود، مشيرًا إلى أن قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء أُوقف فعليًا.

كما حذر من أن الوضع في شمال القطاع أكثر كارثية، بسبب توقف شبه كامل للخدمات، وانعدام القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للمرضى.

أزمة مياه وكهرباء تضاعف المخاطر

تابع أبو سلمية أن العجز في المياه الصالحة للاستخدام الطبي بلغ 90%، ما يؤثر بشكل مباشر على بيئة المستشفيات، ويعطل إمكانيات مواجهة تفشي الأمراض المعدية.

وطالب المجتمع الدولي بـ:

إدخال الوقود فورًا

تشغيل محطات المياه

توفير وحدات دم بشكل عاجل

سياسة "التنقيط المحدود" تُفاقم الأزمة

اتهم أبو سلمية الاحتلال الإسرائيلي بـاتباع سياسة التنقيط المحدود في إدخال الوقود، معتبرًا أنها لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، وتُستخدم كأداة ضغط متعمدة لتقويض ما تبقى من القطاع الصحي.

الهمص: "الموت يزحف في صمت"

من جهته، أكد الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في غزة، أن القطاع الصحي يعيش ساعاته الأخيرة، قائلًا: "المئات قد يفقدون حياتهم في أي لحظة... الجرحى في تزايد مستمر، والأوبئة تفتك بالناس، في ظل انعدام القدرة على المواجهة الطبية".

وأضاف أن انقطاع الكهرباء والعجز عن التشغيل سيؤديان إلى وفاة عشرات الأطفال الخدج خلال يومين فقط، معتمدًا وصفًا مؤلمًا للوضع بقوله: "الموت يزحف على أجنحة الظلام وانعدام القدرة".

الإبادة الجماعية تواصل حصد الأرواح

تأتي هذه التحذيرات وسط استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم أميركي، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب على غزة.

وقد خلّفت هذه الإبادة:

نحو 194 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء

أكثر من 11 ألف مفقود

مئات آلاف النازحين

مجاعة قاتلة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال

دمار واسع للبنية التحتية، بما في ذلك القطاع الصحي

الصحة تنهار والمجتمع الدولي يتفرج

أمام هذا المشهد الكارثي، تُناشد وزارة الصحة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فغزة اليوم لا تواجه فقط أزمة وقود، بل كارثة إنسانية شاملة قد تتحول إلى مجزرة صحية إذا لم يتم التدخل العاجل خلال الساعات المقبلة.

التعليقات (0)