خطاب ناعم بواجهة إنسانية.. ومضمون استخباراتي

"انضم للتغيير الآن": الاحتلال الإسرائيلي يستخدم خطابًا إنسانيًا لاختراق فلسطينيي الشتات

profile
  • clock 9 يوليو 2025, 3:10:43 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تحذير أمني صدر اليوم الأربعاء، كشف حساب "دروع"، المقرب من أجهزة أمن المقاومة الفلسطينية، عن محاولات مستمرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة جهاز الأمن العام "الشاباك"، لاختراق الجاليات الفلسطينية في الخارج عبر وسائل رقمية ناعمة وخطابات ذات طابع إنساني ومجتمعي، بهدف تجنيد عملاء وزعزعة البنية الأمنية للمقاومة.

خطاب ناعم بواجهة إنسانية.. ومضمون استخباراتي

أوضح حساب "دروع"، في بيان رصده أن الاحتلال لم يعد يعتمد فقط على الأساليب الاستخباراتية التقليدية، بل بات يلجأ إلى أدوات حديثة تواكب التطور التكنولوجي، حيث يُستخدم خطاب ناعم ومموّل، يُصاغ بلغة جذابة وشعارات براقة، تستدرج العاطفة وتخاطب الحاجات الاجتماعية والنفسية.

من بين العبارات المستخدمة في هذه الحملات:

"معلوماتك تصنع فرقًا"

"نحن نستمع ونحترم السرية"

"انضم للتغيير... الآن"

وتُقدَّم هذه العبارات ضمن دعوات إصلاح مزيفة أو مشاريع "مشاركة مجتمعية" وهمية، تهدف في جوهرها إلى اختراق الوعي الفلسطيني وتمزيق النسيج المقاوم، لا سيما في مدن مثل إسطنبول وعدد من العواصم التي تحتضن تجمعات فلسطينية كبيرة.

أهداف خفية: تسريب معلومات وإفشال عمليات

أكد "دروع" أن هذه الرسائل تسعى في حقيقتها إلى جمع معلومات حساسة، قد تؤدي إلى إفشال عمليات ميدانية للمقاومة أو حتى إلى إراقة الدماء، وذلك عبر زعزعة الثقة وبث الشكوك، وخلق بيئة خصبة للاختراق الاستخباراتي.

وتعتمد هذه الحملات على أدوات الحرب النفسية، من خلال:

التلاعب بمفاهيم البطولة، وجعل "المساهمة الإنسانية" بديلاً عن النضال.

تجميل الخيانة عبر وعود بالحماية والدعم.

تضليل الجمهور من خلال تقديم التخابر كخدمة اجتماعية أو مسؤولية مجتمعية.

دعوة للحذر واليقظة المجتمعية

دعا حساب "دروع" جميع الفلسطينيين في الشتات إلى عدم التفاعل مع أي رسائل مشبوهة أو حملات ذات طابع إنساني غير واضح، مشددًا على أهمية التبليغ الفوري عن مثل هذه المحاولات، والعمل على تعزيز الوعي داخل الجاليات الفلسطينية.

وجاء في البيان: "العدالة لا تُنتزع من محتل، والتغيير لا يُصنع بالخيانة"، في إشارة إلى خطورة التورط في مشاريع ظاهرها الرحمة وباطنها الخيانة.

ساحة المعركة تنتقل إلى العقول

اختتم "دروع" تحذيره بالتأكيد على أن المعركة اليوم لم تعد مقتصرة على الميدان العسكري، بل باتت تُخاض في العقول والضمائر، من خلال أدوات ناعمة يقودها الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية، ضمن مساعٍ مستمرة لتفكيك وعي الشعب الفلسطيني وإضعاف جبهته الداخلية.

خلفية أمنية: الاحتلال يطارد الدعم الخارجي للمقاومة

تأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد الأنشطة الاستخباراتية الإسرائيلية الرامية إلى جمع معلومات عن الدعم الخارجي المحتمل الذي تتلقاه المقاومة الفلسطينية، عبر تجنيد عملاء في صفوف الجاليات الفلسطينية حول العالم، في محاولة للسيطرة على مصادر التمويل والمعلومات والتحركات.

في ظل تطور أدوات الحرب وتعدد جبهاتها، لم تعد المعارك تُخاض بالسلاح فقط، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على الاختراقات النفسية والإعلامية والاستخباراتية. ومع تصاعد محاولات الاحتلال لاختراق الجاليات الفلسطينية، تبقى اليقظة المجتمعية والوعي الجماعي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه التهديدات.

التعليقات (0)