انعكاسات على مستقبل الحرب

الدفاع الروسية تعلن تدمير زوارق أوكرانية وإسقاط 65 مسيرة في البحر الأسود ومنطقة العملية الخاصة

profile
  • clock 21 سبتمبر 2025, 9:38:24 ص
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدفاع الروسية

محمد خميس

أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الأحد أن قوات أسطول البحر الأسود تمكنت من تدمير زورقين مسيرين تابعين للقوات الأوكرانية في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود. وأكد البيان أن عملية الاعتراض والتدمير جرت بنجاح دون أن تسجل أي أضرار في القطع البحرية الروسية.

وأضافت الوزارة أن هذه العملية تأتي ضمن الجهود المستمرة للتصدي للهجمات الأوكرانية المتكررة باستخدام الزوارق غير المأهولة، والتي أصبحت تمثل تهديدًا متزايدًا لطرق الملاحة والمواقع العسكرية الروسية في البحر الأسود.

استهداف مواقع أوكرانية في 140 منطقة

وفي سياق متصل، أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية والمدفعية والصاروخية نفذت عمليات واسعة استهدفت مواقع لإطلاق المسيرات وأخرى لتمركز وانتشار القوات الأوكرانية في نحو 140 منطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأكدت الوزارة أن هذه الضربات جاءت بعد عمليات استطلاع دقيقة كشفت عن وجود مراكز تجمع للقوات والمعدات الأوكرانية، مشيرة إلى أن الاستهداف أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف القوات الأوكرانية وتدمير معدات عسكرية متنوعة.

إسقاط 65 مسيرة أوكرانية

كما أعلنت الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط وتدمير نحو 65 مسيرة أوكرانية يوم أمس فقط في مناطق مختلفة من منطقة العملية العسكرية الخاصة. وأوضحت أن هذه المسيرات جرى اعتراضها باستخدام وسائل الدفاع الجوي التقليدية والحديثة، بالإضافة إلى عمليات التشويش الإلكتروني.

وأشار البيان إلى أن هذه الأعداد الكبيرة من المسيرات تؤكد اعتماد كييف بشكل متزايد على الطائرات المسيرة كوسيلة أساسية في المواجهة مع الجيش الروسي، سواء لاستهداف مواقع عسكرية أو للتجسس والاستطلاع.

البحر الأسود.. ساحة مواجهة مستمرة

يشهد البحر الأسود منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 توترات متصاعدة، حيث يمثل مسرحًا رئيسيًا للمواجهة البحرية بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى كونه نقطة استراتيجية حساسة بسبب موقعه الجغرافي الحيوي.

وقد كثفت أوكرانيا خلال الأشهر الماضية من استخدام الزوارق غير المأهولة لمهاجمة السفن والمنشآت الروسية في البحر الأسود، وهو ما دفع موسكو إلى تعزيز دفاعاتها البحرية وإجراء عمليات عسكرية متكررة لردع هذه الهجمات.

ويرى مراقبون أن نجاح القوات الروسية في اعتراض وتدمير الزوارق الأوكرانية الأخيرة يعكس التطور في القدرات الدفاعية الروسية بالبحر الأسود، وقدرتها على حماية ممراتها البحرية ومنع أي اختراق أمني أو عسكري.

تصاعد استخدام المسيرات في الحرب

أصبحت الطائرات المسيرة واحدة من أبرز الأسلحة المستخدمة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعتمد كييف عليها بشكل متزايد لتعويض النقص في قدراتها الجوية التقليدية، بينما تطور موسكو من جانبها وسائل دفاع متقدمة للتصدي لهذه الهجمات.

ويؤكد خبراء عسكريون أن إعلان روسيا عن إسقاط 65 مسيرة في يوم واحد فقط يشير إلى كثافة العمليات الأوكرانية، وإلى محاولة كييف إضعاف الدفاعات الروسية عبر الهجمات المتكررة والمكثفة.

البعد السياسي والإستراتيجي

يرى محللون أن الإعلان الروسي عن هذه الإنجازات العسكرية لا يقتصر على البعد الميداني فقط، بل يحمل أيضًا رسائل سياسية موجهة إلى الداخل الروسي وإلى الغرب. فمن جهة، تسعى موسكو إلى تعزيز ثقة مواطنيها بقدرة الجيش على حماية الحدود والمصالح الوطنية. ومن جهة أخرى، تريد إرسال رسالة إلى الدول الغربية التي تواصل دعم أوكرانيا عسكريًا وماليًا، بأن هذه المساعدات لن تغير من واقع السيطرة الروسية على مجريات الحرب.

الدعم الغربي لأوكرانيا

في المقابل، تواصل الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقديم الدعم العسكري الكبير لكييف، بما في ذلك تزويدها بمسيرات متطورة وصواريخ بعيدة المدى. إلا أن الإعلان الروسي الأخير عن تدمير هذه المسيرات والزوارق يعكس أن موسكو قادرة على التكيف مع هذا الدعم وابتكار حلول دفاعية لاحتوائه.

انعكاسات على مستقبل الحرب

يشير تصاعد وتيرة المواجهات في البحر الأسود وإسقاط هذا العدد الكبير من المسيرات إلى أن الحرب مرشحة لمزيد من التعقيد والتصعيد خلال الفترة المقبلة. فمع استمرار الدعم الغربي لكييف وإصرار موسكو على مواصلة عمليتها العسكرية الخاصة، يبدو أن ساحة المعركة ستشهد حرب استنزاف طويلة الأمد، يكون فيها التفوق للتكنولوجيا الدفاعية والهجومية.

ويرى محللون أن البحر الأسود سيبقى في صلب هذه المواجهة، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من الناحية الاقتصادية، نظرًا لأهميته في صادرات الحبوب والطاقة، وهو ما يجعل السيطرة عليه جزءًا من الصراع الجيوسياسي الأوسع.

التعليقات (0)