تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

استفاق قطاع غزة، صباح الثلاثاء، على مجازر جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تزامنت مع تصاعد مؤشرات الموت الجماعي جراء الجوع والعطش في القطاع المحاصر. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد 23 فلسطينيًا منذ ساعات الفجر، نتيجة القصف والغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة مناطق مكتظة بالسكان، بينها خيام للنازحين.

وأكد مصدر طبي في مستشفى الشفاء أن 13 شهيدًا سقطوا في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث أصابت القذائف خيامًا يقيم فيها نازحون فرّوا من مناطق القتال. وأضافت مصادر أخرى أن قوات الاحتلال استهدفت المدنيين الباحثين عن الغذاء، في جريمة باتت تتكرر يوميًا بحق من تبقّى على قيد الحياة وسط المجاعة المتفاقمة.

وفي دير البلح، وسط القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب عدد آخر بجروح في قصف جوي استهدف أحد الأحياء، بحسب ما أفاد به مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى. كما شنت طائرات الاحتلال غارات على مناطق شرقي جباليا وحي التفاح بمدينة غزة، مما زاد من أعداد الضحايا والدمار.

ضحايا الجوع يتزايدون يومًا بعد يوم

تتزامن المجازر العسكرية مع استمرار حصار التجويع، الذي حصد الثلاثاء أرواح طفلين جديدين، أحدهما رضيع في شمال القطاع توفي نتيجة سوء التغذية، بحسب مصادر طبية في مجمع الشفاء، فيما أعلنت مستشفى ناصر في خان يونس وفاة الطفل عبد الحميد الغلبان لنفس السبب. وتأتي هذه الحالات ضمن موجة موت صامت باتت تهدد آلاف الأطفال والنساء والمسنين في ظل انعدام الغذاء والرعاية الصحية.

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، أمس الاثنين، استشهاد 20 فلسطينيًا خلال 48 ساعة فقط بسبب الجوع، ليرتفع عدد ضحايا الحصار الغذائي إلى أكثر من 900 شهيد منذ بدء الحرب، بينهم 71 طفلًا، إضافة إلى إصابة ستة آلاف فلسطيني خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من شاحنات الإغاثة أو تحت القصف المباشر.

تحذيرات من كارثة جماعية

في تصريحات تنذر بانفجار إنساني شامل، حذّر مدير الإغاثة الطبية في غزة من دخول القطاع في مرحلة "الخطر الشديد" من المجاعة، مؤكّدًا أننا أمام "موت جماعي متوقع للنساء والأطفال". وأوضح أن أعدادًا كبيرة من المرضى، بينهم عشرات الآلاف من النساء الحوامل، يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الطبية وعدم وجود غذاء أو مكملات علاجية في المراكز الصحية.

أما المتحدث باسم بلدية غزة، فكشف للجزيرة أن المدينة تواجه عطشًا كارثيًا، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد 5 لترات يوميًا فقط، تشمل الشرب والطبخ والاستحمام وسائر الاحتياجات، موضحًا أن آبار المياه لا توفر أكثر من 12% من الكمية المطلوبة للسكان يوميًا، ما يهدد بانهيار بيئي وصحي شامل.

أرقام صادمة لحصيلة العدوان

في آخر تحديث رسمي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ حتى أمس الاثنين 59,029 شهيدًا، إضافة إلى 142,135 مصابًا، في حرب إبادة مكشوفة تُنفذ على مرأى العالم، وسط عجز دولي وأممي عن وقف المجازر أو حتى إعلان المجاعة رسميًا، رغم الأرقام الكارثية والمشاهد اليومية لموت الأطفال جوعًا وعطشًا.