رغم اتصال نتنياهو.. بابا الفاتيكان يهاجم الاحتلال ويؤكد حق فلسطين في الوجود

profile
  • clock 22 يوليو 2025, 7:56:03 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في موقف جديد يعكس حجم الغضب الدولي المتصاعد من السياسات الإسرائيلية في غزة، أصدر الفاتيكان بيانًا شديد اللهجة ضد إسرائيل، وذلك على الرغم من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدئة الأجواء من خلال مكالمة هاتفية أجراها نهاية الأسبوع مع البابا ليو الرابع عشر. وأكد البيان أن الاتصال الذي أجراه نتنياهو "لا يكفي لمحو الدمار الذي لحق بكنيسة العائلة المقدسة في غزة"، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي الذي استهدف الكنيسة يوم الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين داخل حرمة المكان المقدس.

المكالمة التي بادر بها نتنياهو جاءت في سياق احتواء الغضب الفاتيكاني من الهجوم على الكنيسة الكاثوليكية الواقعة في قلب غزة، وقد ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ما حدث ناتج عن "ذخيرة طائشة"، وعبّر عن "أسفه" لهذا الاستهداف، غير أن هذه التصريحات لم تُقنع الفاتيكان، الذي اعتبر أن الضرر الفعلي على الأرض، وسقوط الضحايا داخل كنيسة، لا يمكن أن يُمحى بكلمات دبلوماسية جوفاء.

البابا يتهم إسرائيل بالعقاب الجماعي

خلال صلاة الأحد في ساحة القديس بطرس، وجّه البابا ليو الرابع عشر انتقادات علنية لإسرائيل، متهمًا إياها باستخدام قوة مفرطة في غزة، ومنددًا بالهجمات المتواصلة على المدنيين وأماكن العبادة. وأكد أن ما يجري هو عقاب جماعي غير مبرر، في تعبير لافت يُحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية مباشرة عن تدمير الكنيسة، والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.

كما دعا البابا إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، مشددًا على أن "حق إسرائيل في الوجود يتطلب حق فلسطين في الوجود"، في موقف يحمل إدانة مزدوجة: من جهة للتصعيد العسكري، ومن جهة أخرى للمنهج السياسي الإسرائيلي الذي يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ويتمادى في استهداف البنى التحتية والرموز الدينية في غزة.

رسالة سياسية تتجاوز الكنيسة

بيان الفاتيكان ومواقف البابا الأخيرة تشير إلى تحول واضح في الخطاب الكنسي تجاه إسرائيل، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على التعبير عن القلق أو الحزن، بل أصبح يشمل اتهامات صريحة بارتكاب جرائم تستهدف المدنيين والأديان معًا. كما أن استدعاء مصطلح "العقاب الجماعي" يُعَدّ تجاوزًا للمحظور الدبلوماسي، ويحمل في طياته إشارة إلى إمكانية إعادة النظر في علاقات الفاتيكان بإسرائيل، ما لم تتوقف الأخيرة عن هجماتها.

في ظل هذا التصعيد، تبقى إسرائيل تحت ضغط غير مسبوق من جهات دينية وإنسانية، في وقت تواصل فيه عدوانها على قطاع غزة وسط انتقادات عالمية، تتزايد يومًا بعد يوم ضد ما بات يُنظر إليه على أنه حرب مفتوحة ضد السكان والمؤسسات المدنية والدينية على حد سواء.

التعليقات (0)