تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصعيد جديد يضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتواصلة بحق دور العبادة في الأراضي الفلسطينية، أدان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، جان نويل بارو، القصف "الإسرائيلي" الذي استهدف كنيسة العائلة المقدسة التابعة للبطريركية اللاتينية في مدينة غزة، مؤكدًا أن الكنيسة "موضوعة تحت الحماية الفرنسية".

فرنسا: انتهاك صارخ للقانون الدولي

وفي بيان رسمي صدر اليوم الخميس، شدّد بارو على أن استهداف أماكن العبادة، وخاصة تلك المحمية دوليًا، يُعدّ خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا بفتح تحقيق دولي مستقل ومحاسبة المسؤولين عن هذا العمل الذي وصفه بـ"المدان وغير المقبول".

اللجنة الرئاسية الفلسطينية: استهداف ممنهج للوجود المسيحي

من جانبها، اعتبرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، أن القصف المباشر الذي طال كنيسة العائلة المقدسة يشكل تطورًا بالغ الخطورة في مسلسل الاعتداءات المتواصلة على المقدسات المسيحية في قطاع غزة.

وأشارت اللجنة، التي تشكلت بمرسوم رئاسي، إلى أن القصف أسفر عن استشهاد سعد سلامة، نجوى أبو داود، وفومية عيّاد (شقيقة الدكتور ماهر عيّاد، عضو اللجنة)، إلى جانب إصابة الأب جبرائيل رومانيللي، راعي الكنيسة، و12 آخرين بينهم طفل يبلغ من العمر عامين وشخص من ذوي الإعاقة.

كما لحقت أضرار جسيمة بمبنى الكنيسة ومرافقها، في انتهاك واضح لكل القيم الإنسانية والدينية.

دعوة إلى موقف دولي حازم ضد استهداف الكنائس

وأكدت اللجنة أن هذا الاستهداف يكشف عن سياسة استباحة ممنهجة تطال المدنيين ودور العبادة معًا، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الكنسية العالمية باتخاذ مواقف حاسمة ضد هذه الجرائم.

ودعت في بيانها رؤساء الكنائس في العالم إلى الخروج عن صمتهم، وتحميل الاحتلال المسؤولية الأخلاقية والقانونية والروحية عن الاعتداءات المتكررة على المجتمعات المسيحية في الأرض المقدسة.

اعتداءات متواصلة في الضفة وصمت دولي مريب

وأدانت اللجنة كذلك الاقتحامات والاعتداءات المستمرة على كنيسة الخضر والمقبرة المسيحية في بلدة الطيبة شرق رام الله من قبل مجموعات المستوطنين، معتبرة أن هذه الأعمال تندرج في إطار حملة ترهيب وتفريغ ممنهجة ضد الوجود المسيحي في فلسطين.

الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في غزة

تأتي هذه الجرائم في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب 11 ألف مفقود وأكثر من مليون نازح، ومجاعات حصدت أرواح المئات.

ورغم صدور أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، إلا أن الاحتلال يواصل انتهاكاته بدعم أمريكي وصمت دولي وصفته اللجنة بـ"المريب".

الكنائس مدعوة إلى اتخاذ موقف واضح

اختتمت اللجنة بيانها بالتأكيد على أن "الصمت لم يعد مقبولًا، وأنه لا يكفي رفع الصلوات ما لم تُعلَن المواقف"، مشددة على أن الكنائس باتت مطالَبة اليوم باتخاذ موقف حازم إلى جانب القيم التي تمثلها، في وجه سياسة ممنهجة تستهدف الوجود المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة.