-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
وكالة الأنباء الفرنسية: لأول مرة في تاريخنا.. مراسلونا في غزة يمكن أن يموتوا جوعا
وكالة الأنباء الفرنسية: لأول مرة في تاريخنا.. مراسلونا في غزة يمكن أن يموتوا جوعا
-
21 يوليو 2025, 8:58:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وكالة الأنباء الفرنسية: لأول مرة في تاريخنا.. مراسلونا في غزة يمكن أن يموتوا جوعا
أصدرت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) بيانًا يعكس الظروف الصعبة التي يواجهها مراسلوها في قطاع غزة، حيث يعمل الفريق المكون من كاتب نصوص مستقل، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو مستقلين، في ظل غياب الصحفيين الدائمين منذ أوائل عام 2024.
وفقًا للبيان، يُعتبر هؤلاء الصحفيون من بين القلة القليلة التي لا تزال تغطي الأحداث داخل القطاع المحاصر، حيث مُنعت وسائل الإعلام الدولية من دخوله منذ نحو عامين. وأكدت الوكالة: "نرفض أن نشاهدهم يموتون".
قصص إنسانية مؤلمة:
أحد هؤلاء الصحفيين، بشار، الذي يعمل مع الوكالة منذ عام 2010، بدأ مسيرته كمساعد ميداني ثم مصور حر، وأصبح المصور الرئيسي منذ عام 2024. في منشور مؤلم على فيسبوك بتاريخ 19 يوليو، قال بشار: "لم تعد لدي القوة للعمل في وسائل الإعلام. جسدي نحيف ولا أستطيع العمل بعد الآن."
بشار، البالغ من العمر 30 عامًا، يعيش ويعمل في ظروف قاسية مشابهة لبقية سكان غزة، متنقلًا بين مخيمات اللاجئين هربًا من القصف الإسرائيلي. منذ أكثر من عام، يعاني من فقر مدقع ويواصل العمل وسط مخاطر جسيمة، بينما يعاني من مشاكل صحية مثل نوبات الإسهال الحاد. يعيش حاليًا في أنقاض منزله بمدينة غزة مع والدته وإخوته وأفراد عائلته، في منزل يفتقر إلى الأثاث والكهرباء والماء، معتمدًا على مساعدات الأقارب.
في شهادة أخرى، أفاد بشار بأن شقيقه الأكبر "سقط بسبب الجوع"، مما يعكس الوضع الإنساني الكارثي في القطاع. ورغم تلقي الصحفيين رواتب شهرية من الوكالة، إلا أنها بالكاد تغطي تكاليف المعيشة المرتفعة، في ظل نظام مصرفي معطل وعمولات تصل إلى 40% على تحويل الأموال.
تحديات العمل في الميدان:
تواجه الوكالة صعوبات في توفير المعدات والوقود اللازم للتنقل، مما يجبر المراسلين على السير على الأقدام أو استخدام عربات تجرها الحمير. أحلام، إحدى الصحفيات العاملات في جنوب القطاع، عبرت عن مخاوفها قائلة: "في كل مرة أغادر فيها الخيمة لتغطية حدث، لا أعلم ما إذا كنت سأعود حية." وأكدت أن أكبر التحديات التي تواجهها هي نقص الغذاء والماء.
نداءات استغاثة يومية:
أشارت الوكالة إلى أن المراسلين ينهارون جسديًا ونفسيًا، حيث لم يعد لديهم القدرة على التنقل داخل القطاع لممارسة عملهم. وأضافت: "نداءاتهم للمساعدة أصبحت يومية. نخشى أن نتلقى نبأ موتهم في أي لحظة، وهذا أمر لا يُحتمل."
في رسالة مؤثرة، كتب بشار: "للمرة الأولى، أشعر أنني مهزوم... أكثر من ثلاث سنوات من الجحيم، ولم نعد نجد الكلمات لنشرح للعالم أننا نعيش يوميًا بين الموت والجوع. أتمنى أن يساعدني السيد ماكرون في الخروج من هذا الجحيم."
أما أحلام، فتواصل المقاومة رغم كل شيء، قائلة: "أحاول أن أواصل عملي، لأعطي صوتًا للناس، وأوثق الحقيقة رغم كل المحاولات لإسكاتها. المقاومة ليست خيارًا، بل ضرورة."
ومنذ تأسيسها عام 1944، لم تشهد وكالة الأنباء الفرنسية وفاة أي من موظفيها جوعًا، إلا أن الوضع في غزة اليوم يهدد بكسر هذا التاريخ، وسط صمت دولي يثقل كاهل الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لإيصال الحقيقة للعالم.







