تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، عن قلقه العميق إزاء استهداف دبابات وقناصة إسرائيليين لفلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية في شمال قطاع غزة، في حادثة وصفها بـ"المأساوية وغير المقبولة على الإطلاق".

إطلاق النار على الجوعى: مأساة تتكرر

وفي منشور على منصة (إكس)، قال البرنامج الأممي إن قافلة مساعدات مكونة من 25 شاحنة دخلت غزة أمس الأحد عبر معبر زكيم الذي تسيطر عليه إسرائيل، وكانت محملة بمساعدات غذائية حيوية لمئات آلاف المدنيين.

لكن، وبعد اجتيازها آخر نقطة تفتيش، فوجئت القافلة بحشود كبيرة من الفلسطينيين الجائعين، وحين اقتربت القافلة، تعرض الحشد لإطلاق نار مباشر من قِبل قناصة ودبابات إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط 73 شهيدًا وأكثر من 150 جريحًا.

"كانوا يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة"

عبّر البرنامج عن حزنه الشديد لهذا المشهد، مشددًا على أن الضحايا "لم يكونوا يحملون سلاحًا، بل كانوا يبحثون عن لقمة عيش تسد رمقهم ورمق أطفالهم"، مضيفًا: "هؤلاء الأشخاص كانوا يحاولون فقط الحصول على ما يكفي من الغذاء لأنفسهم ولأسرهم للبقاء على قيد الحياة".

وأشار البرنامج إلى أن هذه الحادثة تكشف حجم المخاطر التي تواجه فرق الإغاثة في غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي حوّل مهمة إنقاذ الأرواح إلى مهمة شبه مستحيلة.

أزمة الجوع تتفاقم: أرقام مرعبة

سلّط البيان الضوء على ما وصفه بـ**"سياسة التجويع الممنهجة"** التي تتبعها إسرائيل، مشيرًا إلى أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث:

يموت المدنيون يوميًا بسبب نقص الغذاء

أكثر من 90 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة للعلاج العاجل

يعاني ثلث السكان من انعدام تام للأمن الغذائي

يصل سعر كيلوغرام الدقيق إلى أكثر من 100 دولار، ما يجعل المساعدات الإنسانية الملاذ الوحيد للمحتاجين

تحذيرات أممية من "الموت الجماعي"

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد حذّر أمس الأحد من أن القطاع بات على أعتاب "الموت الجماعي"، نتيجة استمرار إغلاق المعابر منذ أكثر من 140 يومًا، ما تسبب في منع دخول شاحنات المساعدات المكدسة على الحدود.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن سياسة الحصار والتجويع الإسرائيلية أدّت إلى وفاة 86 فلسطينيًا، بينهم 76 طفلًا، نتيجة سوء التغذية الحاد.

تجاهل دولي وجرائم مستمرة

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي، عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن:

أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال

أكثر من 11 ألف مفقود

نزوح جماعي لمئات الآلاف

تفاقم المجاعة وغياب الخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب

تدمير شامل للبنية التحتية والمرافق الإنسانية

ويُتهم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، رغم التحذيرات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار.