تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد خطير في حالات انتحار جنود الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس أزمة نفسية عميقة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، نتيجة الضغوط المتزايدة جراء الحرب المستمرة في قطاع غزة.

16 حالة انتحار منذ بداية عام 2025

وفقًا لتقرير نشرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم الأحد، فقد سجل جيش الاحتلال 16 حالة انتحار في صفوف جنوده منذ بداية عام 2025، وهو رقم مثير للقلق، يعكس التداعيات النفسية الكبيرة التي تسببت بها العمليات العسكرية في غزة. وشملت هذه الحالات سبعة جنود احتياط انتحروا خلال الشهر الماضي وحده.

الأسباب النفسية: صدمة المعارك وتداعيات الحرب

أرجعت التحقيقات العسكرية الإسرائيلية أسباب هذه الظاهرة غير المسبوقة إلى الضغوط النفسية الهائلة التي يتعرض لها الجنود في الميدان، بما في ذلك مشاهد العنف، فقدان الزملاء، وعجزهم عن التأقلم مع صدمة الحرب.
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن "معظم حالات انتحار الجنود تعود إلى الواقع المعقد بعد الحرب، والعواقب الصعبة التي تواجههم يوميًا."

تصاعد مستمر في معدلات الانتحار منذ سنوات

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن ظاهرة انتحار جنود الاحتلال تشهد تصاعدًا متواصلًا في السنوات الأخيرة:

عام 2021: 11 حالة

عام 2022: 14 حالة

عام 2023: 17 حالة

عام 2024: 21 حالة (بينهم 12 جندي احتياط)

حرب غزة: مستنقع يستنزف الجيش الإسرائيلي

يعترف كبار السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بصعوبة المعركة في قطاع غزة، حيث تحوّلت الحرب إلى مستنقع دموي يستهلك موارد الجيش ويترك آثارًا نفسية مدمرة على أفراده.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، معلنة بشكل متكرر مقتل وإصابة جنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية، مع بث مشاهد مصورة من قلب المواجهات.

خسائر بشرية كارثية في قطاع غزة

في المقابل، لا تزال غزة تعاني من حرب إبادة جماعية، حيث أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد وإصابة أكثر من 209 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة خانقة أودت بحياة العديد من المدنيين.