-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
"إنسانية" الإبادة الصهيونية في غزة.. وخطوط مصر "الحمراء"
"إنسانية" الإبادة الصهيونية في غزة.. وخطوط مصر "الحمراء"
-
17 أغسطس 2025, 12:20:31 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيُدخل اليوم (الأحد) خياما ومعدات إيواء إلى قطاع غزة في إطار ترتيبات "إنسانية"، لنقل السكان إلى مناطق وصفها بوقه الكريه 'أفيخاي أدرعي' بأنها "آمنة" في جنوب القطاع.
وفي إحدى خيام منطقة المواصي المصنّفة "آمنة"، قُتلت فجر اليوم أيضًا، رضيعة لم يتجاوز عمرها في هذه الحياة البائسة شهرين ونصف الشهر، مع والديْها وأربعين آخرين، بقذيفة إسرائيلية "إنسانية". ولم يجد 'أدرعي' نفسه مضطرا للإجابة على سؤال متكرر لم يطرحه عليه أحد في أي من مؤتمراته الصحفية منذ بدء حرب الإبادة: بأي ذنب قُتلت؟!
موقع "واللا" الاستخباراتي وصف ما يجري بأنه "تمهيد ميداني للعملية العسكرية التي أقرّتها حكومة النتنياهو لاحتلال مدينة غزة، والتي سيصدّق رئيس الأركان 'ايال زامير' اليوم أيضا على رتوشها النهائية".
الخطة باختصار، أن يتم دفع من تبقى من سكان غزة إلى الجنوب الذي تقصفه آلة الحرب الإسرائيلية أيضا!! والهدف الحقيقي، أن يهرب من سيتبقى ممن تبقّى منهم إلى أقصى الجنوب .. أو بالتحديد إلى الحدود المصرية.
وهنا مربط الفرس في تحليلات وتنظيرات يموج بها الإعلام العبري حول تداعيات مخطط التهجير "الطوعي نظريًا، القسري عمليًا" على العلاقة بين مصر وإسرائيل ومستقبل "السلام" بينهما.
يرى الكاتب ومقدم البرامج الإسرائيلي 'جاكي حوجي' أن الأزمة الإنسانية والأمنية في غزة تحولت إلى "عدسة مكبّرة تُظهر هشاشة هذه العلاقة، وتُبرز حجم التعقيد والتناقضات التي تحكمها، خصوصاً في ظل تضاؤل أوراق الضغط بيد القاهرة، وتفاقم مخاوفها من سيناريوهات تهدد أمنها القومي واستقرار نظامها السياسي".
توقيت خطاب النتنياهو السخيف عن "إسرائيل الكبرى"، والتقارير المتواترة عن المفاوضات السرية مع جنوب السودان وإندونيسيا وأرض الصومال وغيرها لاستضافة الغزيين المهجّرين، والتواطؤ "الصامت" من جانب ترمب الحالم بإنشاء منتجع 'ريفيرا الشرق الأوسط' على حساب "تطهير" قطاع غزة ديموغرافيًا، تتضافر جميعًا لإذكاء المخاوف من تداعيات تنفيذ مخطط التهجير "الذي تراه مصر مشروعاً صهيونيا استراتيجياً بمنطق الأمر الواقع، وليس مجرد تكتيك دعائي لإرضاء اليمين المتطرف كما يروّج أنصار النتنياهو"، على حد تعبير افتتاحية 'معاريف'.
وفي مقال رأي منشور بصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، يقول الكاتب "تخشى مصر أن تجد نفسها قريبًا أمام أحد خيارين مريريْن: استقبال مئات الآلاف من اللاجئين وما يرافق ذلك من تداعيات أمنية وسياسية واجتماعية، أو صدّهم بالقوة؛ بما قد يتسبب في مواجهات دموية مع الفلسطينيين، أو في اشتباك غير محسوب مع الجيش الإسرائيلي بمناطق التماس الحدودية".
وتحت عنوان " تهجير الفلسطينيين خط أحمر مصري لكن بلا أوراق ضغط حقيقية"، يذكر تقرير 'يسرائيل هيوم' أن مصر تتعامل مع ملف غزة باعتباره "لغمًا استراتيجيًا" ركيزته البنية التحتية المعقدة لحركة حماس (خاصةً شبكة الأنفاق المتشعبة لمئات الكيلومترات)، والارتباط الأيديولوجي بين الحركة وفكر الإخوان المسلمين (العدو الأخطر في نظر النظام). لذا، فإن أي خطة للسيطرة المصرية على القطاع أو إدارته تُعد كابوساً لا ترغب القاهرة في مناقشته، ناهيك عن تنفيذه.
لكن "المفارقة" -حسب تقرير الصحيفة العبرية- أن مصر تُجاهر بخطط طموحة لإعادة إعمار غزة بقيمة 50 مليار دولار (بتمويل خليجي كالعادة) في مقابل تخلّي إسرائيل عن مشروعها العسكري لاحتلال القطاع، لكنها في الوقت ذاته لا تمتلك الوسائل لنزع سلاح حماس الذي هو شرط النتنياهو الأساسي، كما لا تملك الإرادة السياسية لتحمّل مسؤولية إدارة منطقة منكوبة. "المبادرة المصرية هنا تُفهم ضمنيًا على أنها محاولة لشراء الوقت وتلجيم مشروع الاحتلال وما سيواكبه من عمليات نزوح وتهجير، أكثر منها خطة استراتيجية واقعية".
وفي سياق تحليل وضع العلاقات المصرية الإسرائيلية في ضوء "معضلة غزة"، يرى كبير محرري 'تايمز أوف إسرائيل' أن "الغاز الإسرائيلي هو العنصر الوحيد المتبقي في معادلة المصالح بين القاهرة وتل أبيب". ويستفيض في شرح كيف أن الصفقة الأخيرة التي تتيح لمصر استيراد الغاز من حقل 'ليفياثان' الإسرائيلي ،بقيمة 35 مليار دولار على مدى 15 عامًا، "قد تمثل رئة اقتصادية تتنفس منها مصر في ظل أزمة طاقة واقتصاد متعثّر"، لكنها لا تخفي واقع "الدبلوماسية المتآكلة بين الطرفين"، ولا تعالج "المزاج الشعبي الغاضب في مصر وتصاعد مؤشرات الكراهية تجاه إسرائيل بسبب مشاهد الدماء والمجاعة في غزة من جهة، ومشاعر السخط على تماهي القيادة السياسية مع إملاءات 'تطبيع اقتصادي' يناقض خطابها 'الإعلامي' في مقاومة المشروع الصهيوني".








