-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
مأساة غزة تتفاقم: عجز البلديات وغياب المياه وسط الإبادة والحصار
مأساة غزة تتفاقم: عجز البلديات وغياب المياه وسط الإبادة والحصار
-
17 أغسطس 2025, 12:49:48 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أكد مدير عام التخطيط والمياه والصرف الصحي في بلدية غزة، ماهر سالم، أنّ جميع بلديات القطاع باتت عاجزة تماماً عن تقديم أي خدمات أساسية للسكان في ظل فقدانها مصادر الدخل والمعدات اللازمة، مشيراً إلى أنّ هذا العجز يهدّد بانهيار كامل للبنية التحتية المدنية. وقال سالم إنّ ما تعيشه البلديات اليوم لم يشهده القطاع في تاريخه، حيث لم يعد بمقدورها التعامل مع أبسط الأزمات اليومية نتيجة الحصار الإسرائيلي والإبادة المتواصلة.
وأضاف أنّ الكارثة لا تقتصر على توقف الخدمات البلدية فقط، بل تمتد لتشمل تهديداً مباشراً للحياة الإنسانية اليومية، خصوصاً في مدينة غزة التي تضاعف عدد سكانها بسبب النزوح القسري من مناطق أخرى، بينما لا يصلها سوى ربع الكمية المطلوبة من المياه. ولفت إلى أنّ هذا النقص الحاد يضاعف من معاناة الأهالي الذين يعيشون منذ شهور وسط دمار واسع ومجازر يومية تستهدف المدنيين.
أزمة المياه
أوضح سالم أنّ خطوط المياه المعطلة تتواجد في مناطق مصنفة "حمراء"، أي تحت القصف المباشر، ما يجعل الوصول إليها شبه مستحيل دون تنسيق يستغرق أسبوعين على الأقل. وحتى عندما تتم الموافقة على التنسيق، تكون المدة المحددة غير كافية لإصلاح الأعطال، وهو ما يفاقم الأزمة الصحية والإنسانية. وأضاف أنّ مواطنين ما زالوا يتواجدون في أحياء الزيتون والصبرة رغم أنها باتت مناطق منكوبة بفعل القصف، ما يعني أنّ عشرات آلاف الأرواح تعيش في خطر دائم من العطش والتلوث والأمراض.
وأشار إلى أنّ الأزمة الراهنة تأتي في سياق كارثة أكبر يتعرض لها القطاع منذ أكتوبر 2023، حيث خلّفت المجازر الإسرائيلية تدميراً غير مسبوق للبنى التحتية، وأدت إلى تلوث المياه، وتكدّس الجثث، وانهيار أنظمة الصرف الصحي، في ظل استمرار الحرب الأمريكية – الإسرائيلية على غزة.
كارثة إنسانية
شدد سالم على أنّ الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير في التدخل الدولي العاجل، فالإبادة الجماعية المستمرة لا تقتصر على استهداف المدنيين بالقصف، بل تمتد إلى حرمانهم من أبسط مقومات الحياة كالماء والغذاء والصرف الصحي. وأوضح أنّ فشل المجتمع الدولي في الضغط لوقف الحرب سمح بتحوّل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف مأساوية وصفها بـ"الكارثة الإنسانية الكاملة".









