-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
عجائب عبدالقدوس.. المفاجأة الكبرى: سقوط فظيع لرجل عظيم!
عجائب عبدالقدوس.. المفاجأة الكبرى: سقوط فظيع لرجل عظيم!
-
29 سبتمبر 2025, 7:36:36 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مثل هذه الأيام من ثمانين عاماً بالضبط كان الرجل العظيم جالسا في بيته بعدما سقط سقوطا لم يتوقعه أحدا أبدا في الإنتخابات النيابية التي أجريت.
والجميع وحتى أعداءه يجمعون على عظمته .. والسبب أنه قاد بلاده في أحلك الظروف ضد عدو شرس وانتصر عليه في النهاية بعد حرب دامية إستمرت ست سنوات كاملة .. ولم تكن حرب عادية أو تقليدية بل شملت العالم كله وذهب ضحيتها الملايين من البشر وهي الحرب العالمية الثانية ..
وكان يخاطب شعبه ويؤكد دوماً ثقته بالنصر .. لكنه كان صريحاً معهم قائلا: لا أعدكم بشيء الآن سوى العرق والدم والدموع !!
وانتهت الحرب التي دمرت العالم في مايو عام ١٩٤٥ ، وبدأت بريطانيا العظمى تعود إلى أوضاعها الطبيعية .. ودعى "ونستون تشرشل" قائد النصر إلى إنتخابات نيابية تحدد من يحكم البلاد في المرحلة المقبلة .. وتوقع الجميع أن يكتسح قائد النصر الإنتخابات ومثلما قاد بلاده في زمن الحرب يقودها في زمن السلم ..
وحدث ما لم يتوقعه أحد أبدا .. لقي حزبه وهو حزب المحافظين بقيادته هزيمة منكرة فاجئت الدنيا كلها .. إذ حقق حزب العمال فوزاً ساحقا حيث حصد ٣٩٣ مقعداً بزيادة تقدر بأكثر من مائتي مقعد مقارنة بالانتخابات السابقة التي أجريت قبل الحرب مقابل ١٩٧ مقعداً فقط لحزب المحافظين الذي خسر ١٨٩ مقعداً بالبرلمان مقارنة بآخر إنتخابات أجريت.
وتساءل العالم كله عن سبب هذا السقوط المدوي .. واتهموا الإنجليز بالندالة !!
وبدلاً من أن يؤكدوا ثقتهم بقائد النصر أسقطوه وخذلوه .. وكانت هزيمة مروعة له ولحزبه.
والشعب البريطاني له وجهة نظر أخرى .. قائد الحرب الذي قال لشعبه لا أملك لكم سوى العرق والدم والدموع .. انتهى دوره ولا بد من قيادة جديدة تقود بريطانيا العظمى في عهدها الجديد .. لاحظ أنني وصفتها بالدولة العظمى لأن ما جرى دليل أكيد أنها كانت دولة متحضرة وسابقة عصرها في ذلك الوقت .. لقد أعطوا للعالم درساً بليغاً خلاصته أنه مهما كان عظمة القائد وإنجازاته فلا ينبغي أن يحكم إلى ما لا نهاية بحجة أنه أنقذ البلد من كارثة ، بل التغيير سنة الحياة .. ولا يوجد رئيس في هذه الدول المتحضرة يكتسح الإنتخابات بلا منافس .. فهذا دليل من وجهة نظرهم أن هذا لا يحدث إلا في الدول المتخلفة فقط !!
وقائد الأمة في هذه الدول يفوز في معظم الأحيان بنسبة معقولة من الأصوات .. وكثيراً ما رأيناه يدخل في جولة ثانية في مواجهة خصمه .. ولا تتعجب إذا رسب !!
ومصر كانت في يوم من الأيام الدولة الوحيدة تقريباً بين كل دول العالم الثالث ضمن كوكبة هذه الدول المتحضرة حيث رأينا منذ ١٠١ سنة وستة أشهر بالضبط رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها في ذات الوقت يجري أول إنتخابات في تاريخ مصر الحديثة عام ١٩٢٤ ورسب فيها !!
ولذلك وصفت هذا الرجل وهو "يحي باشا إبراهيم" بأنه أعجوبة مصر .. وأعجوبة عصره وكل عصر لأن ما جرى لم يتكرر أبدا في بلادي .. وعجائب !!
محمد عبدالقدوس










