-
℃ 11 تركيا
-
14 سبتمبر 2025
إسرائيل العصبية تحتقر جيرانها.. والعرب يعيشون قلق السيادة بعد قصف الدوحة
مقال بصحيفة معاريف
إسرائيل العصبية تحتقر جيرانها.. والعرب يعيشون قلق السيادة بعد قصف الدوحة
-
13 سبتمبر 2025, 9:22:54 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
قال المحلل الإسرائيلي المختص بالشئون العربية جاكي خوجي في مقال له بصحيفة معاريف إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كشف عن صورة أعمق لإسرائيل كدولة عصبية تحتقر جيرانها، وتنظر إلى محيطها فقط بعيون أمنية قصيرة المدى، وهو ما أثار حالة من القلق والخوف في العواصم العربية التي باتت ترى سيادتها مهددة.
وأوضح خوجي في مقاله أن هذا الحدث مثّل صدمة إقليمية، ليس تضامنًا مع حماس التي نجا قادتها، وإنما بسبب إدراك الحكومات العربية أن أي دولة قد تصبح في مرمى إسرائيل دون رادع أو ضوابط دبلوماسية أو أخلاقية.
إسرائيل بلا قيود
يؤكد خوجي أن ما يميز المرحلة الراهنة هو غياب القيود الأخلاقية أو العسكرية على إسرائيل، بخلاف الحروب السابقة التي فرضت حدودًا على سلوكها. فالجيش الإسرائيلي اليوم يتمتع بتفوق جوي مطلق يمتد من بيروت إلى طهران، ما يعني أن أي دولة أو جيش في المنطقة لا يملك القدرة على كبحه.
هذه الحقيقة، وفق التحليل، تدفع القادة العرب للتساؤل بقلق: من يضمن أن لا تتحول إسرائيل غدًا إلى قوة تقتحم أجواء وسيادة دول أخرى دون حساب؟
قطر في قلب العاصفة
يرى خوجي أن الضربة على الدوحة كسرت قواعد غير مكتوبة في العلاقات السرية والعلنية بين إسرائيل وجيرانها. فقد اعتمدت قطر لسنوات على كونها وسيطًا مقبولًا يمتلك قنوات اتصال مفتوحة حتى مع تل أبيب، لكن القصف جعل هذه القناعة موضع شك، وأحرج القيادة القطرية أمام شعبها وحلفائها.
الدعم السياسي الذي أبدته الرياض وعمان وأبوظبي كان في جوهره تضامنًا مع سيادة قطر، وليس دفاعًا عن حماس.
مصر والأردن يراقبان بقلق
يضيف الكاتب أن القاهرة وعمّان تابعتا الحدث بقلق شديد، فالهجوم على الدوحة فتح الباب لتساؤلات حساسة حول إمكانية تعرض دول أخرى لضربات مشابهة. مصر، التي دفعت أثمانًا باهظة منذ 7 أكتوبر رغم أنها ليست طرفًا مباشرًا في الحرب، ترى في الضربة رسالة تحذير إضافية.
أما الأردن، فعبّر عن تضامنه مع قطر لأن أي انتهاك مشابه قد يطال أمنه الداخلي واستقراره.
أوراق ضغط محدودة
يوضح خوجي أن الخيارات المتاحة أمام العرب محدودة للغاية: فهم لا يملكون أوراقًا عسكرية مباشرة، ومشاريع الوكلاء مثل الميليشيات تحتاج لزمن طويل قبل أن تصبح مؤثرة. أما أوراق الضغط الاقتصادية أو التلويح بتجميد اتفاقات التطبيع، فهي خطوات قد تؤثر في المدى المتوسط، لكنها لن تعيد فورًا ما كسرته الغارة الإسرائيلية من ثقة وتوازن.
مخاطر القوة المطلقة
ويختم خوجي مقاله بتحذير واضح: إن التفوق العسكري المطلق قد يُنتج إحساسًا زائفًا بالأمان داخل إسرائيل، ويخدر قادتها عن إدراك التحديات الحقيقية. صور النصر، كما يقول، قد تنقلب إلى عامل إضعاف استراتيجي إذا ولدت ردود أفعال غير محسوبة في المنطقة أو فوضى جديدة غير متوقعة، لتبقى معضلة الأمن والاستقرار بعيدة عن أي حل سياسي مقنع.







