بلا كوابح: نتنياهو المنفلت يهدد مصر وتركيا ويقوّض المفاوضات

profile
  • clock 13 سبتمبر 2025, 7:51:52 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قال الكاتب الإسرائيلي يوسي فيرتر، المحلل السياسي البارز في صحيفة هآرتس، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قاد حملة تضليل للرأي العام بالتوازي مع القصف الإسرائيلي على فيلا قادة حماس في الدوحة. وأوضح أن مكتب نتنياهو سارع إلى ترويج روايات كاذبة، من بينها أن جميع رؤساء الأجهزة الأمنية دعموا العملية، وأن قيادة حماس السياسية تمثل العائق أمام صفقة التبادل، وهي مزاعم ثبت بطلانها سريعاً.

وأوضح فيرتر في مقاله المنشور بصحيفة هآرتس أن قادة الموساد والجيش ومجلس الأمن القومي كانوا مع استنفاد المفاوضات أولاً، لكن نتنياهو كان يسعى وراء القصف لا غير، متجاهلاً تحذيراتهم من تضييع فرصة تحرير الأسرى. ويبرز فيرتر هنا الموقف الأخلاقي لرئيس الأركان إيال زامير الذي أصر على التحذير من المساس بالصفقة رغم إدراكه أن نتنياهو لن يصغي.

قطر تتحول إلى هدف

يشير فيرتر إلى أن العملية الفاشلة في الدوحة سرعان ما انعكست على خطاب نتنياهو، الذي حوّل قطر – المعروفة بعلاقاتها المعقدة مع إسرائيل وأمريكا وحماس – إلى "دولة راعية للإرهاب". وذهب أبعد من ذلك حين هدد صراحة بأن أي دولة لا تعتقل قادة حماس على أراضيها ستتعرض لتدخل إسرائيلي مباشر، في تلميح خطير لمصر وتركيا. ويؤكد الكاتب أن هذا التهديد يعكس حالة التخبط التي يعيشها نتنياهو، وافتقاره للحكمة والاتزان، حتى بات يشكل خطراً فورياً على مكانة كيانه وعلاقاته الدولية.

صفقة الرهائن المهددة

يرى فيرتر أن كل القرارات الإسرائيلية في هذه المرحلة يجب أن تشتق من مصير الـ48 رهينة في غزة، لكن سياسة نتنياهو العسكرية تعرقل أي تقدم. فكل عملية اغتيال كتلك التي جرت في الدوحة تؤدي إلى تعذيب الأسرى وتبديد فرص الصفقة، وهو ما أثبتته شهادات محررين سابقين. ويذهب الكاتب إلى أن نتنياهو يتعمد إحباط المفاوضات سواء بقرارات مباشرة أو عبر تسريبات محسوبة وأدوات مثل بن غفير وسموتريتش، ما يجعله شريكاً في معاناة الأسرى وعائلاتهم.

ثمن سياسي باهظ

يلفت يوسي فيرتر إلى أن الثمن السياسي الذي تدفعه إسرائيل جراء هذه السياسات باهظ للغاية، بينما الفوائد العسكرية مشكوك فيها. فترامب – الذي يحب أن يُنسب لنفسه النصر فقط – سارع إلى النأي بنفسه عن العملية الفاشلة، فيما بدأت دول اتفاقات أبراهام بالاقتراب من قطر، في خطوة توضح حجم الانعكاسات السلبية على صورة إسرائيل الإقليمية. أما في أوروبا، فقد بات نتنياهو يُنظر إليه كنسخة شرق أوسطية من بوتين، أي كزعيم يجر بلاده إلى عزلة دولية.

أبراج غزة ومعركة الإيقاع

كما يوضح الكاتب أن استهداف الأبراج السكنية في غزة قد وفر مشاهد استعراضية للجمهور اليميني ومواد دعائية لوزير الأمن يسرائيل كاتس، لكنه لم يغير شيئاً في مسار الحرب. بينما يحاول الجيش، بقيادة زامير، فرض إيقاع أكثر حذراً، مدركاً أن المخرج لا بد أن يكون سياسياً، وأن استمرار المعركة بهذا الشكل سيؤدي فقط إلى تصاعد الخسائر البشرية والعسكرية.

معركة القضاء واستهداف المحكمة

وفي ختام مقاله، ينتقد فيرتر تواطؤ نتنياهو مع بن غفير في الهجوم على المحكمة العليا الإسرائيلية بعد عملية القدس، معتبراً أن ذلك جزء من خطة مدروسة لنزع شرعية القضاء قبل الانتخابات. ويرى أن هذا النهج يفتح الباب أمام تجاهل جماعي لقرارات المحكمة مستقبلاً، في مشهد يلخص خطورة المرحلة التي يقود نتنياهو إليها إسرائيل.

التعليقات (0)