-
℃ 11 تركيا
-
17 يونيو 2025
أزمة الهند وباكستان: ساحة اختبار جديدة لصراع الأقطاب الكبرى
أزمة الهند وباكستان: ساحة اختبار جديدة لصراع الأقطاب الكبرى
-
26 أبريل 2025, 2:02:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتجاوز التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان مجرد التصعيد الحدودي التقليدي، لتأخذ طابع "حرب بالوكالة" تحمل في طياتها مخاطر نووية غير مسبوقة. فالمواجهة الحالية لا تبدو منفصلة عن الحسابات الدولية الكبرى، بل تظهر كجزء من صراع مفتوح بين الولايات المتحدة والصين، على أرض شبه القارة الهندية.
واشنطن ونيودلهي: تحالف عسكري متنامٍ
تتحرك الهند مدفوعة بدعم أمريكي واضح، يشمل الدعم العسكري والاستخباراتي، ضمن استراتيجية أوسع لاحتواء النفوذ الصيني في آسيا. وتظهر بصمات التدخل الأمريكي في تسريع القدرات الدفاعية الهندية، وتعزيز تحالفات إقليمية مع قوى معادية لبكين. هذه المعطيات تجعل من التصعيد الحالي جزءًا من إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية العالمية.
باكستان: حليف استراتيجي لبكين
على الضفة الأخرى، تتحرك باكستان بدعم صيني مباشر، حيث توفر بكين الغطاء السياسي والدعم العسكري والاقتصادي لإسلام آباد. هذا التموقع يجعل من باكستان أداة ضغط رئيسية بيد الصين في معركتها المفتوحة مع واشنطن، مع إدراك صيني لأهمية الورقة الباكستانية في موازنة التفوق الهندي المتنامي.
الصواريخ الباليستية: سباق تسلح طويل ومستمر
يعود التنافس النووي والصاروخي بين الهند وباكستان إلى عقود من الصراع العميق، حيث شكلت التجارب النووية المتبادلة نقطة تحول خطيرة.
الاستراتيجية الهندية
ترتكز نيودلهي على معادلة "الردع الشامل" عبر بناء ثالوث نووي متكامل (قوة بحرية، برية، جوية نووية)، مع التزام سياسي بإستراتيجية "عدم الاستخدام الأول" ضد الخصوم، لكنها تبقي على تطوير قدرات الرد السريع تحسبًا لأي طارئ.
الاستراتيجية الباكستانية
في المقابل، تواصل باكستان تعزيز قدراتها في إطار "الردع الأدنى الموثوق"، عبر تطوير صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وتأمين خيارات إطلاق مرنة، رغم محدودية صناعتها المحلية واعتمادها النسبي على التكنولوجيا الخارجية، خاصة الصينية.
ميزان القوى الصاروخية: تفوق هندي نسبي
تتمتع الهند بأفضلية واضحة في مدى صواريخها الباليستية وقدراتها التدميرية، مع تنوع متزايد في منظوماتها العسكرية وتسارع في تطوير الصناعات الدفاعية المحلية.
في المقابل، تسعى باكستان إلى محاكاة التقدم الهندي، مع اعتمادها بشكل رئيسي على الدعم الخارجي لتعزيز قدراتها، بهدف الحفاظ على توازن الردع.
مخاطر التصعيد: النووي حاضر بقوة
الخطورة الكبرى في هذه المواجهة تكمن في أن كلا الطرفين يمتلكان ترسانات نووية نشطة. أي تصعيد غير محسوب، أو خطأ في التقدير، قد يفتح الباب أمام كارثة إقليمية أو حتى عالمية.
في ظل هذا التصعيد، تلوح في الأفق ملامح أزمة طويلة الأمد قد تحاكي نمط الحروب بالوكالة خلال الحرب الباردة، مع فارق بالغ الخطورة: امتلاك الطرفين لأسلحة نووية، والانخراط المباشر للقوى العظمى في الصراع.
شبه القارة الهندية تتحول اليوم إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الأقطاب الكبرى، حيث يتداخل المحلي بالإقليمي والدولي. ومع تصاعد حدة النزاع وتعقيد تحالفاته، يبدو أن العالم يقف أمام اختبار جديد لمستقبل النظام الدولي... اختبار قد يكون مكلفًا بشكل لا يمكن التنبؤ بتداعياته.








.jpg)
