يلمان هاجر أوغلو يكتب: الاعياد بين الروح والنفس

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو مدير مكتب 180 تحقيقات في العراق
  • clock 8 يونيو 2025, 9:58:48 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الأعياد  ايام  استثنائية للتضامن والتسامح  والحوار  البناء  تحت ظل القيم الاسلامية والانسانية .والاسلام  بمفهومه الواسع   هو منشأ  للقيم الانسانية   . هذه القيم لم تبلغ كمالها الابعد اتصالها بخالقها عن طريق الرسالة السماوية التي عممت في ارجاء المعمورة بوحي سماوي والتي ابلغت للعالم اجمع  والبشرية باكملها   عن طريق سيد الكائنات محمد صل الله عليه وسلم حين ارسله رب العزة  رحمة للعالمين . القيم الاسلامية والانسانية   تضم المبادئ التي تبني القلب بقواعد سليمة مزيلة الحقد والكراهية وذلك لراحة الانسان وهي ، الايمان بوحدانية الله تعالى الواحد الاحد  والعمل الصالح  والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .


وتتسم القيم الاسلامية والانسانية بالسماحة دون العناد، والإخاء دون العنصرية، والمساواة دون الفرقة، والتعارف دون الرفض، والإيثار دون الشخ ، والعدل دون الظلم، والرخاء دون الفقر، والرحمة دون القسوة، والتعاون على البر دون الإثم والعدوان.          

واذا ما رسخت هذه الشروط في قلب الانسان   تظهر الى الوجود الروح الإنسانية بأسمى المشاعر، ممتزجة مع النفس المطمئنة وتنبض القلوب على إيقاعٍ واحد، ويبلغ التعاون والتضامن أعمق معانيهما. لا يذكرنا. الاعياد  بواجبٍ ديني  فحسب، بل  يذكرنا  أيضًا بالسلام والأخوة وتقاسم الخبز على المائدة والأمل في الحياة. وكما قال مولانا جلال الدين الرومي ،لا تفقد الشمعة شيئًا من ضوئها بإشعال شمعةٍ أخرى". فكيف اذن نضاعف  أيضًا محبتنا وسلامنا وصلواتنا  في محيط الاعياد .

العصر الذي نحن فيه يحملنا  اثقالا ، لاننا    نعيش في جغرافيةٍ متلاطمه الامواج  و  متشابكة  بالصراعات والفقر والهجرة القسرية وأزمات الهوية. هذه العمليات  المؤلمة والمؤسفة  لا تهز الحدود المصطنعة بيننا  فحسب، بل تهز القلوب أيضًا. وكما قال أمين معلوف. وهو اديب وصحافي لبناني ولد في بيروت  في سنة  ١٩٤٩ (أهم جانبٍ في هويتنا هو ما نشعر به تجاه الآخرين )
،اذن يجب علينا   أن نكون مُمثلين للأخوة وثقافة العيش معًا في هذا العالم المُعقّد، وأن نحول  الأزمات إلىى التضامن فالاعياد فرصةٌ فريدةٌ لتنمية هذا الأمل.

النغمات الموسيقية والهوية المشتركة


بالرغم من  اننا  نعيش في المنطقة المصطنعة الحدود منذ  مئة سنة بفضل سايكس وبيكو  والتي سميت بشرق الاوسط اداة للتفريق والتشتيت وذلك للسيطرة علينا من قبل الدول الامبريالية ، الا اننا  متماثلين و متجانسين ومترادفيين  في انشاد النغمات الموسيقية وهي غذاء الروح  متمثلة بالمقامات والالحان من. نهاوند والحجاز و البيات والجهاركا ه  والرست  ومخالف وعجم عشيران  والديوان والعشاق  والكرد والصبا  والسيكا ه
اما تكفي بان هذه الالحان والمقامات  ان تكون الهوية المشتركة بين البلاد العربية  وتركيا وايران لتلغي العنصرية المقيتة. اننا كذلك. جميعا. ننشد الالحان الدينية وتلاوة القران الكريم. بهذه المقامات . واننا. في كركوك واربيل وتلعفر. وطور خورماتو. في  العراق نعزز هذه المقامات  بقرأة  النغمات التي تسمى  ( الخوريات  ) الصادرة من هذه المقامات حسب النفمة. الموسيقية لتزداد الترابط والتماسك بيننا  وعلى سبيل المثال نقرأ  حوريات  
بشيري من مقام. الرست  ودلي حسني من البيات  وموجلا.  من. الحجاز    وامثلة.  كثيرة  يمكن ذكرها .

ان. حلمنا  عن ازالة شبح الإرهاب من منطقتنا. ، ليس هدفًا سياسيًا فحسب، بل هو أيضًا دعاء اجتماعي، وشوق نابض  بالحياة. وكما يقول أحمد عارف. وهو. كاتب وصحافي وروائي تركي ولد في مدينة ديار بكر  في سنة ١٩٢٣ وتوفي في انقرة في سنة ١٩٩١ ووالده حكمت عارف من اصل تركماني من كركوك. : (وفي الصورة التي التقطتها وأنا مبتسم لجلادي، كان قلبي لم يهتم. ، كنت أنا الضحية؟

لا نستطيع أن نكون إخوة إلا إذا ضحكنا معًا وبكينا معًا

الاعياد  فرصةٌ للاتحاد بالأمل كأمة، لتكثف النور في وجه الظلام. يمكننا النهوض من جديد بإيماننا الراسخ، وحضارتنا العريقة، ومثلنا الأعلى للوحدة الذي دام قرونًا.

يقول جبران خليل جبران: "لا نستطيع أن نكون إخوة إلا إذا ضحكنا معًا وبكينا معًا". جغرافيتنا، التي تنمو مع صوت فيروز، لا تصدى  بالفرح فحسب، بل أيضًا بصمت الجغرافيات المضطهدة.  في هذا العيد نعد مائدة عيدٍ بدعواتنا الممتدة من سوريا إلى غزة، ومن القدس إلى بغداد. .  ومن القاهرة. الى. اسطنبول. وتبريز. وسمرقند. فيها أملٌ ودعاءٌ وخلاص .

العيد يحمل  هذا السلام والرحمة والحكمة إلى أمتنا ومنطقتنا والبشرية جمعاء. سر بناء مجتمعٍ صامدٍ في وجه الصعاب يكمن في معرفة قيمة الإيمان والوحدة والأخوة. تقبل الله تضحياتنا ونياتنا ودعواتنا. بارك الله في عيدنا ونور دربنا. بارك الله فيكم، وملأ قلوبكم بالسكينة والطمأنينة.

التعليقات (0)