وزير الخارجية المصري: إسرائيل تتحمل مسؤولية تجويع غزة والمزايدة على دور مصر تخدم الاحتلال

profile
  • clock 3 أغسطس 2025, 3:38:11 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في تصريحات جديدة حملت لهجة مباشرة، حمّل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدًا أن إسرائيل هي من "تجوع المدنيين وتغلق المعابر وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية"، في انتقاد صريح لتجاهل الاحتلال للنداءات الدولية، وتأكيد على موقف مصر الثابت في دعم الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال مقابلة عبد العاطي مع قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، 3 أغسطس، حيث شدّد على أن القضية الفلسطينية "هي لب الصراع في المنطقة، ولن يتحقق السلام إلا بحلها". وأشار إلى أن مصر "تدفع بالمساعدات إلى قطاع غزة منذ بداية الحصار الإسرائيلي"، معتبرًا أن "المزايدة على الدور المصري لا تخدم القضية، بل تخفف الضغط على إسرائيل".

وأوضح الوزير المصري أن بلاده "تعمل مع جميع الأطراف المعنية لإقرار هدنة في غزة"، مؤكدًا أن القاهرة لا تتوقف عن التحرك رغم الظروف المعقدة والمواقف المتشنجة لبعض الفاعلين في الساحة الدولية.

الاحتلال يواصل خنق القطاع

وتأتي تصريحات عبد العاطي في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات من انهيار إنساني شامل في غزة. فقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن 169 فلسطينيًا، بينهم 93 طفلًا، قضوا بسبب الجوع منذ مارس/ الماضي، مع تسجيل 7 حالات وفاة جديدة خلال الساعات الماضية فقط، نتيجة المجاعة وسوء التغذية الحاد .

وتتهم منظمات دولية، من بينها الصحة العالمية وأونروا، إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح، بعد أن أغلقت كافة المعابر مع القطاع منذ 2 مارس/آذار 2025، ومنعت دخول الغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى تفشي المجاعة وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال .

ورغم انطلاق بعض قوافل المساعدات من الجانب المصري عبر معبر رفح، بدعم من الهلال الأحمر المصري ومنظمات إغاثة، فإن معظمها يبقى عالقًا على الحدود، بفعل التعطيل الإسرائيلي المتعمد، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية المصري حين أكد أن "عرقلة إدخال المساعدات نابعة من سياسات إسرائيل وليس من أي جهة أخرى".

سياسة أمريكية منحازة وازدواجية فاضحة

اللافت أن هذه التصريحات المصرية تتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى تل أبيب ورفح، والتي وصف خلالها الوضع في غزة بـ"الصعب"، لكنه أنكر وجود مجاعة، متحدثًا عن "نقص" فحسب، في محاولة مكشوفة للتقليل من حجم الكارثة، وسط اهتمام أمريكي مفرط بمصير بضع أسرى إسرائيليين، مقابل تجاهل مصير أكثر من مليوني إنسان يعيشون في حصار خانق .

ويؤكد مراقبون أن هذا الإنكار الأمريكي يتماشى مع الخطاب الإسرائيلي الذي يسعى لتبرئة نفسه من تهم استخدام التجويع كسلاح، رغم أن الوقائع الميدانية وما تبثه الشاشات من صور لأطفال يتضورون جوعًا تكشف حجم الجريمة .

مصر بين الضغوط والاتهامات

وفي خضم هذا المشهد المعقّد، تجد القاهرة نفسها عرضة لاتهامات متناقضة؛ فبينما تواصل دفع قوافل الإغاثة وتحمل عبء التفاوض مع أطراف متعددة، تواجه حملات تشكيك بدورها، دفعت الوزير عبد العاطي للتصريح بأن "المزايدة على الدور المصري لا تصب في مصلحة الفلسطينيين بل تُخفف الضغط عن إسرائيل، وهو ما تريده الأخيرة".

وتشير مصادر دبلوماسية، نُشرت مؤخرًا في صحيفة الأخبار اللبنانية، إلى أن مصر تسوّق مبادرة تقوم على نزع سلاح حماس مقابل قيام دولة فلسطينية، وهو ما يثير مخاوف من استغلال الاحتلال للأزمة الإنسانية لتكريس حلول مجتزأة بعيدًا عن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني .

تصريحات وزير الخارجية المصري اليوم تعكس إدراكًا متزايدًا داخل القاهرة بأن إسرائيل لم تعد تراوغ فقط، بل تسعى لفرض وقائع ميدانية عبر الحرب والتجويع والتضليل السياسي، وسط صمت دولي مطبق وتواطؤ أمريكي فجّ. لكنّ الرسالة المصرية كانت واضحة: الحل يبدأ من وقف الحصار ووقف الإبادة، ولا سلام دون دولة فلسطينية حرة ذات سيادة.

التعليقات (0)