-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
إسحاق بريك يحذر: حزب الله لم يُهزم.. والأتراك حلوا محل الإيرانيين.. والمصريون يتدربون ضدنا
إسحاق بريك يحذر: حزب الله لم يُهزم.. والأتراك حلوا محل الإيرانيين.. والمصريون يتدربون ضدنا
-
28 يوليو 2025, 12:07:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أطلق الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك تحذيرات شديدة اللهجة تجاه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، محذرًا من أن الجيش بات مشغولًا بالكامل بمواجهة حماس، التي وصفها بـ"أصغر أعداء إسرائيل"، بينما تتحضر جبهات أكثر خطورة لاشتباك محتمل مع كيان الاحتلال.
الفساد في المؤسسة العسكرية
في مقابلة مع إذاعة "103FM"، تحدث بريك عن قضية فساد كبرى تعود إلى فترة تولّي العميد إيران أوفير مسؤولية "إدارة الحدود والجدار" في وزارة الحرب، حيث كشف عن شكاوى خطيرة تلقاها من ضباط داخل الوحدة نفسها، تفيد بوجود إخفاء للمناقصات وتحويل الأموال لمقربين دون رقابة، وتنفيذ مشاريع بمستوى متدنٍ، وهدر مئات الملايين من الشواكل.
بريك قال إن بعض الضباط الذين أفصحوا عن أسمائهم تعرضوا لمحاولات طرد من الجيش، وأنه هو من "أوقف ذلك وضمن وصول القضية إلى الشرطة العسكرية". ووفقًا له، تحقيقات الشرطة العسكرية أثبتت وجود طمس وفساد كبير، لكن الادعاء العسكري قرر إغلاق الملف "بسبب قدمه"، رغم أن التهم كانت كفيلة بسجن الضالعين فيها في الحياة المدنية.
وأضاف: "ما جرى ليس خوفًا من براءة المشتبه به، بل من فتح صندوق باندورا الذي قد يُسقط الجيش بأكمله، خصوصًا أن مسؤولين كبارًا تقاضوا رشى أو حظوا بمزايا غير قانونية، كالحصول على سيارات أو تجديد مكاتبهم على نفقة مشاريع بناء الجدار الأمني".
تهديدات من مصر والأردن وتركيا
أما الخطر الحقيقي، بحسب بريك، فلا يأتي من غزة بل من جبهات أخرى تتجاهلها القيادة الإسرائيلية. وقال: "لم يُهزم حزب الله كما كان متوقعًا، وهم اليوم على بُعد مئات الكيلومترات مع آلاف المسلحين، يُعززون مواقعهم، وقد أقاموا فرقة على طول الحدود. نحن بحاجة إلى بناء جيش ضدهم، وليس لدينا جيش".
وهاجم بريك السياسة الحالية بقوله: "الجيش يتعامل مع حماس كما لو كانت العدو الأوحد، رغم أنها باتت تمثل التهديد الأقل. نحن لا ننتصر لأننا لا نمتلك الجاهزية، لدينا أنفاق مفتوحة تحت أقدامنا، والأعداء يسخرون منا".
وتابع: "حل الأتراك محل الإيرانيين. الأتراك يُجهزون للحرب ضدنا، يرسلون دبابات إلى سوريا. المصريون يتدربون ضدنا، والأردنيون يُشكلون فرقًا على الحدود الأردنية. حماس عدوٌّ منذ زمن طويل، ونحن لا نُجهز الجيش. نحن لا ننتصر ليس لأن لدينا رهائن، أو لا نملك الإمكانيات. لديهم أنفاق مفتوحة على بُعد كيلومترات عديدة. لقد نصبوا لنا فخًا، والأعداء يسخرون منا. تُنفق جميع موارد الجيش على حماس، فهي عدونا الأصغر".
رد وزارة الحرب
من جهتها، رفضت وزارة الحرب الإسرائيلية ما وصفته بـ"إعادة تدوير ادعاءات مضى عليها أكثر من 15 عامًا"، مؤكدة أن التحقيقات العسكرية والمدنية خلصت إلى إغلاق الملف، وأن "مديرية الحدود والجدار أنجزت مشاريع ضخمة لحماية إسرائيل، وبنت 12,000 كم من الحواجز الحدودية مع مصر وسوريا ولبنان وغزة والأردن".
وأضاف البيان أن الوزارة تدعم بشكل كامل القائمين على هذه المشاريع وتمنحهم الثقة، في مواجهة ما وصفته بمحاولات "الإساءة والتشهير غير المبررة".
قراءة في التحذير
تصريحات بريك تحمل دلالات خطيرة، إذ تكشف عن خلل مزدوج داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: فساد إداري وبنيوي من جهة، وعمى استراتيجي تجاه التهديدات القادمة من محيط إسرائيل العربي من جهة أخرى.
وفي ظل الانشغال بالحرب على غزة، تتزايد الأصوات التي تنتقد طريقة إدارة الجيش والمستوى السياسي للصراع، محذرين من أن تركيز الموارد العسكرية في الجنوب يترك الجبهات الأخرى عرضة لخطر مفاجئ، لا سيما مع ارتفاع منسوب التوتر الإقليمي.






