-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
إسحاق بريك: حرب غزة: ثلاثي فاشل يقود إسرائيل إلى الهاوية
إسحاق بريك: حرب غزة: ثلاثي فاشل يقود إسرائيل إلى الهاوية
-
24 يوليو 2025, 10:37:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتبت: سماح عثمان
قال إسحق بريك الخبير العسكرى الإسرائيلي في مقاله بصحيفة معاريف العبرية، ليس لديّ أيّ مشكلة في أن أكون غير مهذب في كلامي تجاه الثلاثي الذي يرسل جنودنا إلى الموت والإصابات عبثاً، ويتخلى عن المخطوفين ليواجهوا مصيرهم. ليس لديّ أيّ مشكلة في أن أكون غير مهذب تجاه ثلاثي يختبئ خلف تصريحات جوفاء لا قيمة لها.
وأضاف بريك، يواجه رئيس الحكومة وضعاً فريداً في نوعه، فبالنسبة إليه فإن خسارته السلطة هي بمثابة القضاء على معنى حياته بالكامل، ومن دون الحكم يرى نفسه معزولاً، بلا أصدقاء، فاقداً للسيطرة، ومنبوذاً من أغلبية الشعب.
ومن وجهة نظره هذا بمثابة انتحار سياسي. لذلك نراه يتمسك بقرون مذبح الحكم بكل ما أوتيَ من قوة، حتى على حساب أمن دولة إسرائيل ومواطنيها. إن وسيلته الوحيدة للبقاء في الحكم هي استمرار الحرب؛ لأنه من دونها سيفكك الوزيران سموتريتش وبن غفير حكومته. لقد وصل الأمر إلى حدّ أن بنيامين نتنياهو مستعد لـ"الموت مع الفلسطينيين"، ونحن، مواطنو الدولة سنموت في هذا المثال.
وزير الدفاع: دمية تحرّكها خيوط
يُوصَف وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، الذي يُعتبر من المقرّبين من نتنياهو، بأنه "دمية خيطان". إن فهمه في المجال الأمني يوازي الصفر، لكن قوته الرئيسية تكمن في إطلاق التهديدات لأعداء إسرائيل.
رئيس الأركان: قيادة قزمة وفشل عملياتي
أمّا رئيس الأركان، إيال زامير، فإنه يخسر بسرعة ما تبقى له من رصيد. ويُوصَف بأنه صاحب "قيادة قزمة"، يحاول إرضاء رئيس الحكومة، بدلاً من أن يتخذ موقفاً حازماً يستند إلى الحقائق والواقع.
فشل "عربات جدعون"
عندما تولى إيال زامير منصب رئيس الأركان، وعد رئيس الحكومة والجمهور بأنه سينجح حيث فشل سلفه. لقد صرّح بأنه سيقضي على "حماس"، وسيحرّر المخطوفين بالقوة العسكرية، وسيقيم إدارة عسكرية في غزة، ويسيطر على المساعدات الإنسانية، ويمهّد الطريق لتغيير الحكم.
لكنني حذّرت وقرعت كل الأجراس، في الإعلام، وفي مقالات نشرتها في الصحف، من أنه لا يوجد أيّ غطاء حقيقي لتصريحات رئيس الأركان. فالجيش الإسرائيلي، في وضعه الحالي، غير قادر على هزيمة "حماس"، أو تحرير المخطوفين من دون اتفاق. وقلت أيضاً إن استئناف رئيس الأركان القتال سيؤدي إلى مقتل جزء من المخطوفين، ووقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف قواتنا. ستؤدي هذه الخطوة إلى إذلال قوات البر، وتتجاهل الفجوة الهائلة بين تصريحات رئيس الأركان والقدرات الحقيقية للقوات البرية على الأرض.
وخلافاً لقول رئيس الأركان، فإن الجيش الإسرائيلي لا يسيطر على 75% من أراضي قطاع غزة. وحتى لو كانت هذه الادّعاءات صحيحة، فهي بلا جدوى، لأن "حماس" تعمل تحت الأرض في الأنفاق، بينما الجيش فوق الأرض، وهو غير قادر على تكبيدها الخسائر. تخرج "حماس" من الأنفاق، تهاجم جنودنا، ثم تعود إليها. إن الجيش الإسرائيلي في غزة مكشوف، ويتوسل القيادة السياسية أن تنهي الحرب، ويدّعي أنه "أكمل المهمة"، بينما لا يزال 30 ألف مقاتل من "حماس" يقاتلون من الأنفاق، وكل الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي فوق الأرض لم يؤثر في قدرة الحركة على العمل من تحت الأرض. خلال عملية "عربات جدعون"، خسر الجيش الإسرائيلي عشرات القتلى، وعدداً أكبر كثيراً من الجرحى، ولم يهزم "حماس"، ولم يحرر المخطوفين، وخرج خالي الوفاض.
مؤخراً، أدرك رئيس الأركان أن نتنياهو لا ينوي إنهاء الحرب، بسبب ضغط كلٍّ من سموتريتش وبن غفير اللذين يهددان بتفكيك الحكومة. كان يتعين على رئيس الأركان طلب لقاء شخصي مع رئيس الحكومة، وأن يقول له الحقيقة المُرة بصراحة، وهي أن الجيش غير قادر على هزيمة "حماس"، أو تحرير المخطوفين، من دون اتفاق، وأن كل يوم يمرّ يعني مزيداً من القتلى والجرحى، وأنه كرئيس للأركان غير مستعد للاستمرار في حرب لا هدف لها، وتمنعنا من إعادة بناء الجيش والمقاتلين وإعدادهم لمواجهة التهديدات التي تشتد حول إسرائيل.
وإذا رفض نتنياهو قبول كلام رئيس الأركان، فيتعين عليه تسليم المفاتيح والاستقالة وعدم الاستمرار في قيادة جنودنا إلى موتهم، وهو يعلم علم اليقين أنهم يُقتلون عبثاً، وأنه يخدم متطرفين مسيانيين يحركون الخيوط. هؤلاء لا يهتمون بالواقع على الأرض، بل يعتمدون على المعجزات الإلهية، ويفرضون قراراتهم على رئيس الحكومة، ويقودون شعب إسرائيل إلى الهاوية على جميع المستويات: المجتمع، الاقتصاد، التعليم، الصحة، العلاقات الدولية، وأمن الدولة.
يواصل رئيس الأركان الإعلان أنه سيقاتل حتى تحقيق النصر الكامل على "حماس"، لكنه يفعل ذلك فقط لإرضاء بنيامين نتنياهو، لأنه لا يجد طريقة أُخرى للبقاء في منصبه. ومن أجل بقائه، هو مستعد لدفع ثمن دموي رهيب لا معنى له. إن رئيس الأركان مسؤول بصورة مباشرة عن موت وإصابة الجنود عبثاً، يوماً بعد يوم. لكن حتى لو تحقق اتفاق جزئي بشأن إطلاق سراح 10 مخطوفين، فإذا لم تنتهِ الحرب سنفقد الآخرين كلهم.







