تكبير الخط تصغير الخط

180 تحقيقات

في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودعمه العلني لإيران في مواجهتها مع الاحتلال الإسرائيلي، تتزايد التقديرات داخل "إسرائيل" بأن تركيا باتت تمثل تهديدًا استراتيجيًا متناميًا، خاصة في ظل تركيبة سياسية وعسكرية تجعل منها لاعبًا إقليميًا طموحًا ومؤثرًا.

أردوغان: مناصر لإيران وطامح للقيادة الإسلامية

نقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن موقع "رأي اليوم" الأردني، أن الاحتلال يرى في دعم أردوغان لإيران في الجولة الأخيرة من القتال – عندما صرّح بأن "الشعب الإيراني سينتصر" – تطورًا مقلقًا في الموقف التركي.
وفي مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، وصف وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي، تركيا بأنها "إيران التالية"، متهمًا أردوغان بالسعي لأن يكون "خليفة" ينشر فكر جماعة الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي.

جيش قوي وطموحات توسعية

بحسب ما نقلته الصحيفة، يكمن القلق الإسرائيلي في الدمج بين القوة العسكرية التركية، والنفوذ الإقليمي الواسع، والطموحات القيادية. تركيا، رغم عضويتها في حلف "الناتو"، تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل متسارع، خاصة بعد المواجهة الأخيرة بين إيران والاحتلال، التي دفعت أنقرة لإعادة النظر في نظامها الدفاعي.

وقد أعلن أردوغان أن منظومة إس-400 الروسية "غير كافية"، كاشفًا عن مشروع لبناء "قبة فولاذية" تركية محلية الصنع، شبيهة بـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية، كجزء من استراتيجية دفاعية جديدة متعددة الطبقات.

زيادة ملحوظة في الميزانية الدفاعية

منذ عام 2014، رفعت تركيا إنفاقها العسكري من 1.45% إلى 2.09% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تتجاوز متطلبات "الناتو". وخصصت أنقرة نحو ثلث ميزانية الدفاع للبحث والتطوير والمشتريات، ما يعكس تصميمها على الاستقلال العسكري والتفوق التكنولوجي.

ملف طائرات F-35 يلقي بظلاله على العلاقة مع واشنطن

لا تزال أزمة مقاتلات F-35 تؤثر على العلاقات التركية الأمريكية، بعد أن جمدت واشنطن الصفقة بسبب شراء تركيا لمنظومة إس-400. ويؤكد أردوغان أن تركيا دفعت أكثر من مليار دولار ثمنًا للطائرات، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبدى "نوايا حسنة"، إلا أن القضية لا تزال عالقة.

هل يمكن لتركيا الانتصار على إسرائيل عسكريًا؟

طرحت صحيفة "يني شفق" التركية اليومية، تساؤلًا حول مدى قدرة تركيا على الفوز في مواجهة مباشرة مع "إسرائيل"، حتى في حال انحياز واشنطن إلى الاحتلال. وأكدت الصحيفة أن النصر ممكن بشرط تشكيل جبهة إسلامية موحدة، والحفاظ على التماسك الداخلي في تركيا.

في المقابل، يشكك كتاب آخرون في هذا الطرح، مشيرين إلى مخاوف الدول العربية من ما يسمّى بـ"المشروع العثماني الجديد" الذي تسعى إليه أنقرة، ويعتبرونه تهديدًا للمنطقة لا يقل عن التهديد الصهيوني.

تركيا في عيون الاحتلال: تهديد استراتيجي من الدرجة الأولى

في الخلاصة، ترى "إسرائيل" أن مزيج الخطاب المعادي، والتنمية العسكرية، والطموحات الإسلامية، يضع تركيا في موقع التهديد الاستراتيجي الأول بعد إيران. وتعتبر أن مواجهة تركيا قد تكون المرحلة التالية بعد الحسم مع الملف النووي الإيراني.