واشنطن تدخل على خط الوساطة: مبادرة غير معلنة لوقف الحرب في غزة بضمانة ترامب

profile
  • clock 26 مايو 2025, 7:32:09 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

180 تحقيقات

تشهد كواليس الصراع الدامي في قطاع غزة حراكًا دبلوماسيًا متسارعًا تقوده الولايات المتحدة عبر قناة وساطة غير تقليدية، تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل وسط تراجع حاد في شرعيتها العالمية.

وثيقة تفاوضية بوساطة فلسطينية-أميركية

كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية وفلسطينية عن تحركات يقودها رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي الدكتور بشارة بحبح، بالتعاون مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تتضمن مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 إلى 70 يومًا، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين (5 أحياء و5 جثامين) على مرحلتين، والسماح بدخول 1000 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة.

وتتضمن الوثيقة تعهّدًا من حماس والفصائل بعدم تشكيل تهديد أمني لإسرائيل خلال فترة التهدئة، إلى جانب فتح مفاوضات مباشرة برعاية أميركية لبحث ترتيبات "اليوم التالي" للحرب، من ضمنها تشكيل حكومة تكنوقراط، وإعادة إعمار القطاع، والوصول إلى حل دائم للنزاع.

قبول أولي إسرائيلي وطلب أميركي للتريّث

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل أبدت موافقة مبدئية على صيغة تبادل الأسرى وجدولها الزمني، فيما تطالب واشنطن بمنحها مزيدًا من الوقت قبل المضي في استكمال العملية البرية الواسعة في القطاع. كما أكدت الصحيفة استمرار قنوات الاتصال الخلفية بين الأميركيين وحماس رغم الحظر الرسمي.

وتشير المعطيات إلى أن آخر جولة مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف شهدت تقدمًا ملموسًا، وأن الرد الأميركي المنتظر على الورقة قد يصدر خلال ساعات، وسط أجواء توصف بـ"الإيجابية" رغم تعقيدات الملف.

توتر في العلاقات بين ترامب ونتنياهو

نقل موقع "بوليتيكو" الأميركي عن مصادر مطلعة أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو شهدت توترًا متصاعدًا في الأسابيع الأخيرة بسبب تباين المواقف حول التصعيد في غزة. وأشارت المصادر إلى وجود إحباط في أوساط فريق ترامب من تعنّت الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الجهود الأميركية، ما قد يؤثر على مستوى التنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.

شرعية إسرائيل الدولية تتآكل

وفي سياق متصل، سلّطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الضوء على التدهور السريع في صورة إسرائيل عالميًا، لاسيما بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، والتي أودت بحياة تسعة أطفال من عائلة الطبيبة ألاء النجار.

وأشارت الصحيفة إلى أن غياب أي رواية رسمية إسرائيلية أو متحدثين للدفاع عن الموقف الحكومي، سمح لوسائل الإعلام العالمية مثل BBC و"الغارديان" و"نيويورك تايمز" بتغطية المشهد وفق السردية الفلسطينية، ما يهدد بإلحاق ضرر دبلوماسي جسيم بتل أبيب، ويزيد من احتمالات فرض عزلة أو عقوبات دولية.

مع وصول المحادثات غير المعلنة إلى مرحلة حساسة، ينتظر الوسط السياسي والإعلامي رد الجانب الإسرائيلي على الورقة التفاوضية التي قد تفتح بابًا لحل مرحلي، وربما لتحولات استراتيجية في مشهد الصراع.

التعليقات (0)