مستقبل الصراع بعد الهجوم

هجوم إسرائيلي على اجتماع الأمن القومي الإيراني.. تفاصيل جديدة عن وضع الرئيس بزشكيان وإصابة قادة عسكريين

profile
  • clock 16 أغسطس 2025, 6:12:15 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
محسن حاجي ميرزايي، مدير مكتب الرئيس الإيراني،

محمد خميس

كشف محسن حاجي ميرزايي، مدير مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، عن تفاصيل جديدة تنشر للمرة الأولى بشأن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في 16 يونيو الماضي. هذه التصريحات سلطت الضوء على الظروف التي رافقت العملية، وحالة الرئيس بعد الضربة، إضافة إلى إصابات طالت مسؤولين عسكريين بارزين.

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على اجتماع الأمن القومي الإيراني

ووفقًا لما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية، فقد نفى حاجي ميرزايي صحة التقارير التي تحدثت عن وجود مخرج طوارئ معد مسبقًا داخل قاعة الاجتماع. وأوضح أن "الفجوة الوحيدة التي خلفها الصاروخ في الهيكل الخرساني تم توسيعها يدويًا، ليتمكن الحاضرون من الخروج".

وأكد أن الرئيس مسعود بزشكيان كان قادرًا على المشي بعد الهجوم، وأن حالته الصحية كانت مستقرة نسبيًا رغم تعرضه لإصابة طفيفة، في حين تطلب الأمر تدخلاً طبيًا لاحقًا لتفريغ كمية من الدم المتجمع في جسده. ورغم ذلك، توجه بزشكيان بعد ساعات قليلة من الحادث للقاء المرشد الأعلى علي خامنئي، دون أي تغيير جوهري في حالته الصحية.

إصابات في صفوف القيادة العسكرية الإيرانية

وأشار ميرزايي إلى أن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، عبد الرحيم موسوي، الذي تولى المنصب بعد اغتيال الجنرال محمد باقري في 13 يونيو، أصيب هو الآخر بمشاكل في التنفس نتيجة استنشاق الغبار الناتج عن الانفجار. كما تعرض أحد مرافقي بزشكيان للأعراض نفسها، دون الإشارة إلى خطورة وضعهما.

هذه الاعترافات تكشف أن الهجوم لم يستهدف فقط البنية التحتية بل كان يهدف أيضًا إلى إرباك القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية في لحظة حساسة، بعد أيام من اغتيال شخصية محورية مثل محمد باقري.

خلفية الهجوم: تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل

يُذكر أن الهجوم الإسرائيلي في 13 يونيو 2025 كان قد استهدف منشآت عسكرية ونووية إيرانية حساسة، وأسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين. وردت طهران على الفور بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على أهداف إسرائيلية، في مشهد غير مسبوق من المواجهة المباشرة بين الطرفين.

التدخل الأميركي وتوسيع رقعة الصراع

مع اتساع رقعة التصعيد، دخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط المواجهة، حيث شنت في 22 يونيو ضربات عسكرية استهدفت مواقع نووية إيرانية، شملت منشأة فوردو قرب طهران، إضافة إلى مواقع في أصفهان ونطنز، ما شكل تطورًا خطيرًا في الأزمة.

وردت إيران مباشرة بقصف قواعد أميركية في قطر والعراق، لكنها لم تحقق إصابات مباشرة، ما عكس رغبة طهران في إيصال رسالة ردع دون فتح مواجهة شاملة مع واشنطن.

اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أميركية

وبعد أيام من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 24 يونيو عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين. هذا الإعلان خفف من حدة التوتر لكنه لم يعالج جذور الأزمة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ونفوذ طهران الإقليمي.

دلالات وتداعيات الهجوم

يحمل الهجوم الإسرائيلي على اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عدة رسائل:

اختراق أمني خطير: قدرة إسرائيل على استهداف اجتماع يضم القيادة العليا يعكس اختراقًا استخباراتيًا متقدمًا.

إرباك القيادة الإيرانية: إصابة الرئيس ورئيس الأركان في لحظة متوترة تهدف لإظهار هشاشة البنية الأمنية الإيرانية.

رسالة ردع: إسرائيل أرادت التأكيد على قدرتها على استهداف مراكز القرار السياسي والعسكري، وليس فقط المنشآت النووية.

تدخل دولي مباشر: دخول واشنطن على خط المواجهة يعكس أن أي تصعيد واسع بين طهران وتل أبيب لن يبقى محصورًا إقليميًا.

مستقبل الصراع بعد الهجوم

ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار، إلا أن المراقبين يرون أن الصراع بين إيران وإسرائيل مرشح للانفجار مجددًا في أي لحظة، خاصة في ظل استمرار البرنامج النووي الإيراني وتنامي نفوذ طهران في المنطقة عبر حلفائها في العراق ولبنان واليمن وغزة.

كما أن استهداف القيادة الإيرانية بهذه الطريقة قد يدفع طهران لإعادة النظر في آليات حماية مراكز صنع القرار، وتعزيز التعاون الأمني مع حلفائها، خصوصًا روسيا والصين.

إن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وما تبعها من اعترافات حول إصابة الرئيس بزشكيان ورئيس الأركان عبد الرحيم موسوي، تكشف عن حجم التحدي الأمني الذي تواجهه إيران. فبينما تحاول طهران الظهور بمظهر القوة والثبات، فإن الضربة الأخيرة أكدت هشاشة بنيتها الأمنية أمام قدرات إسرائيل العسكرية والاستخباراتية.

وفي ظل التوازنات الإقليمية والدولية الحالية، يبقى وقف إطلاق النار هشًا، والصراع بين إيران وإسرائيل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، مع ما يحمله من مخاطر على الأمن الإقليمي والعالمي.

التعليقات (0)