رؤيتها تجبرنا على الشعور بالذنب..

هآرتس: الوجه الذي لا نريد أن نراه

profile
  • clock 8 مايو 2025, 9:26:20 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تناولت  صحيفة هأرتس العبرية، صورة لطفلة استشهدت ويحملها والدها وهى غارقة في دماءها، فقالت أن الطفلة الظاهرة في هذه الصورة هي الوجه الذي لا نريد أن نراه. لأن رؤيتها تُجبرنا على مواجهة شعور بالذنب، شعور نحاول التهرب منه، لأن ما جرى في 7 أكتوبر حصل لنا، لا لهم. ولسنا مستعدين للتخلي عن هذا الإحساس، حتى عندما يُرتكب باسمنا القتل بحق آلاف الأطفال.

قبل يومين، نفذ سلاح الجو غارتين خلال ساعات، استهدفتا مدرسة كانت تستخدم كمأوى للنازحين في مخيم البريج بوسط غزة. وفقاً للجيش، الهدف كان موقعًا لقيادة وسيطرة تابعًا لحماس، وأُكد اتخاذ تدابير لتجنب المساس بالمدنيين. ومع ذلك، قُتل 32 فلسطينيًا، بينهم 9 أطفال و4 نساء.

الصور التي تملأ الشبكات مرة أخرى – جثث ممزقة، أطفال جرحى يُحملون بين أذرع أهاليهم، وآباء يودّعون أبناءهم الذين فارقوا الحياة. هذه هي الصور التي نرفض النظر إليها، كي لا نواجه الحقيقة. نُقنع أنفسنا بأنهم "جلبوا ذلك على أنفسهم"، ونواصل تبرير حرب أصبحت منذ زمن انفجارًا انتقاميًا خارج السيطرة.

وتواصل صحيفة هآرتس، المجتمع الإسرائيلي يواصل غضّ الطرف، والإعلام يتقاعس عن أداء دوره في كشف الواقع للرأي العام. نواصل تجاهل أعداد الضحايا التي تجاوزت 52 ألفًا، بينهم نحو 18 ألف طفل، ونستخف بالأرقام، ونفعل كل ما يلزم لنُبقي الحقيقة بعيدة عنا — بالكبت، بالإنكار، بالتخدير، وبمحاولات التبرير.

لكن هذا كله لا يغيّر الحقيقة المؤلمة: من قتل هؤلاء هو نحن. هذه أيدينا.

لا ينبغي أن نصرف أنظارنا. يجب أن نفيق، وأن نرفع الصوت: كفى لهذه الحرب.

التعليقات (0)